ارشيف من :أخبار لبنانية

نهاية ’النصرة’ في جرود عرسال

نهاية ’النصرة’ في جرود عرسال

استمرت معركة تحرير الجرود العرسالية في خطف الأضواء على الساحة المحلية، حيث يتقدم المجاهدون وسط حالة من تخبط ارهابيي "جبهة النصرة" وفرارهم وإخلاء زعيمهم أبو مالك التلي لمقرّه.
ورغم التضامن والتأييد الشعبي الكبير والمواقف الايجابية اللافتة لبعض المسؤولين، ارتفعت أصوات النشاز عن كتلة تيار "المستقبل" لتعزف سمفونيتها المعتادة من باب الكيدية السياسية رغم وضوح الصورة للجميع، إلا أن هذه الضوضاء لن ترتفع فوق صوت الحقيقة بالانتصار الحتمي على الارهاب.

نهاية ’النصرة’ في جرود عرسال

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاربعاء 26-07-2017

 

"الأخبار": تحرير الجرود: نهاية «النصرة»... و«داعش» يفاوض للرحيل

رأت صحيفة "الأخبار" انه بات في الإمكان القول إن وجود «جبهة النصرة» في لبنان قد انتهى. هي ساعات قليلة، أو أيام، تفصل عن الإجهاز على ما بقي من المسلّحين في الجرود.

عملياً، صار يمكن القول إن وجود «جبهة النصرة» على الأراضي اللبنانية قد انتهى. المنطقة التي لا تزال تحكمها ضاقت حتى كادت تخنقها. في غضون ساعات، أو أيام على أبعد تقدير، لن يبقى مسلّح واحد من «النصرة» يمثل تهديداً للأمن اللبناني، بمعنى التهديد الوجودي وخطر احتلال قرى ومدن، وإقامة منطقة آمنة لإرسال الانتحاريين والسيارات المفخخة منها.

ولا شك أن خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، سيكون اليوم (عند الثامنة والنصف مساءً) بمثابة خطاب الانتصار على «تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى رعاته وداعميه، وعلى مشروعه الأكبر في لبنان وسوريا.
وحتى موعد الخطاب، ستقضم المقاومة المزيد من التلال، بعدما باتت تسيطر على «مواقع حاكمة» تشرف على كامل المنطقة التي لا تزال تحتلها «النصرة». ولم يعد خيار التفاوض للرحيل إلى إدلب أو غيرها متاحاً لأمير التنظيم أبو مالك التلّي. فالمقاومة اتخذت قرار الإجهاز عليه، وأمامه وجهتان: إما الموت، أو الاستسلام. لكن يبقى خيار الهرب إلى مناطق سيطرة «داعش»، أو إلى أحد المخيمات، ومنه إلى عرسال، مطروحاً (ولو نظرياً) كخيار تسعى المقاومة إلى حرمانه إياه، بعدما حدّدت المنطقة التي يختبئ فيها، وستعمل على توقيفه أو قتله. وقد تقلّصت قوة التلّي، بما يتناسب مع تقلّص الأرض التي يحتلها، بعدما قضت المقاومة في معارك الأيام الخمسة الماضية على أكثر من 120 من مقاتليه.

ورغم ذلك، فإنه لا يزال يقاتل، بهدف إنزال أكبر الخسائر الممكنة في صفوف المحرِّرين.
بعد «النصرة»، حان وقت تنظيم «داعش»، ومقاتليه الذين يحتلون جزءاً ضئيلاً من جرود عرسال، وأجزاء واسعة من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تنظيم «داعش» أرسل وسطاء إلى قيادة المقاومة، وإلى جهات رسمية لبنانية، لطرح خيار الخروج من الأراضي اللبنانية، إلى البادية السورية، بلا معارك. ويرى قادة «داعش» أن المواجهة فعل انتحاري، لا طائل منه. وبحسب المصادر، فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لنتيجة المفاوضات: إما الرحيل، أو الحرب. وتلفت مصادر رسمية لبنانية إلى أن التنظيم دفع في حزيران الماضي ثمناً باهظاً لمحاولته السيطرة على مخيمات للنازحين، في هجوم فاشل شنّه قاصداً الوصول إلى وادي حميّد ومنطقة الملاهي في جرود عرسال. إذ قتل حينذاك نحو 50 من نخبة مقاتليه. وتشير المصادر إلى أن التنظيم يرى أن معركته ضد المقاومة ستكون بلا جدوى، لافتة إلى أن التقدّم السريع لحزب الله في المناطق التي كانت تحتلها «جبهة النصرة»، منح جماعة «داعش» نموذجاً عملياً عن المعركة المقبلة.

ويوم أمس، تابعت المقاومة تقدمها في الجرود وأحكمت السيطرة على مرتفع سرج الخربة وطلعة النصاب ومرتفع النصاب وعقبة نوح، إضافة إلى مناطق وادي كحيل، ووادي حمودي، ومكعبة الفرن، والبيدر، وشعبات النحلة، ووادي ضليل البراك. وخسرت «النصرة» عدداً كبيراً من الآليات والمقاتلين (نحو 17 قتيلاً وعشرات الجرحى).
ونفت المقاومة ما أُشيع عن استهداف مدفعي مركز وكثيف لوادي حميد ومدينة الملاهي، وأكدت أن العمليات العسكرية مستمرة في المرتفعات جنوب وادي حميد.


"البناء": المقاومة تُحكم الحصار على بقايا النصرة
"البناء" من جهتها اهتمت بإحراز المقاومين مزيداً من التقدمِ في جرد عرسال وسيطروا على وادي كميل، وادي حمودي، مكعبة الفرن، البيدر، شعبات النحلة ووادي ضليل البراك، فيما اعترفت تنسيقيات المسلّحين بسيطرة المجاهدين على المناطق ذاتها. وتابعوا تقدمهم في جرود عرسال وأحكموا السيطرة على مرتفع سرج الخربة وطلعة النصاب ومرتفع النصاب وعقبة نوح شرق الجرود. ونفى الإعلام الحربي الأخبار الإعلامية التي تحدثت عن استهدافٍ مدفعي مركز وكثيف لوادي حميد ومدينة الملاهي. وضبط حزب الله في الجرود شاحنة محملة أسلحة وذخائر بعضها أميركي وفرنسي الصنع متجهة إلى إرهابيي جبهة النصرة في القلمون الغربي.

وأفاد الإعلام الحربي مساء إلى أن التقدم الواسع للمقاومة أوقع 17 قتيلاً وعشرات الإصابات في صفوف جبهة النصرة في جرود عرسال، عُرف منهم ابو عدي وابو عمر التلي وابو محمد قاسم وابو علي شاكوش وابو اسامة. ودمّر حزب الله 3 آليات وقاعدة إطلاق صواريخ موجّهة لجبهة النصرة.

وتزامن كل ذلك مع فشل المفاوضات التي بدأت صباح أمس بين جبهة النصرة وحزب الله، بطلب من أبو مالك التلي بهدف إيجاد تسوية. وفيما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود، لأن «النصرة» لم توافق على شرط حزب الله بتسليم السلاح والانتقال إلى الأراضي السورية، علمت «البناء» أن وزير الاتصالات جمال الجراح أجرى اتصالاً بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا للتوصل إلى اتفاق من أجل السماح لما تبقى من مقاتلي النصرة بالجرود الانسحاب، إلا أن قيادة حزب الله رفضت ذلك، إذ أبلغ صفا الجراح ان امام المسلحين حالاً من اثنين إما الاستسلام او الموت.

وأكدت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن حزب الله لا يتهاون في الميدان، وفي مثل هذه المعارك نوع العمليات يختلف ولا مجال للتراجع، مشدّدة على أن العمل جاء على تأمين محيط وادي حميد والملاهي، مشدّدة على أن المهم بالنسبة لحزب الله تطهير الجرود من جبهة النصرة واجتياز امتحان المخيّمات بأمان.


ولفتت المصادر إلى أنه لم يعُد أمام العناصر المتبقية من النصرة في الجرود إلا خيار من اثنين: إما القتال حتى الموت، أو التوجه باتجاه مناطق داعش الذي وضع شرط المبايعة على كل مَن يريد دخول المخيم، مع الإشارة إلى أن سرايا أهل الشام لم تسمح بدخول إرهابيي النصرة الى مخيمات الجرود في منطقة الملاهي، فضلاً عن أن الجيش لن يسمح بتسلل عناصر جبهة النصرة إلى مخيمات النازحين السوريين. فالطريق بين مناطق سيطرة مسلحي «النصرة» في وادي حميد ومنطقة الملاهي ومخيمات النازحين تقع تحت التغطية النارية للجيش، وبالتالي هو قادر على إحباط أي محاولة تسلل في اتجاه مخيمات النازحين.

وتحدّثت مصادر عسكرية عن أن المهمة الأساسية في مواجهة جبهة النصرة انتهت، وما تبقى من أعمال هو استكمال لهذه المهمة لجهة تنظيف الجرود. اما بالنسبة للمعركة ضد داعش، فإن المصادر نفسها تشير الى أن القرار السياسي اتُخذ بضرورة التخلص من هذا التنظيم، لكن بدء العملية يتطلب تقديراً للتوقيت من القيادة الميدانية على ضوء النتائج التي تحققت ضد جبهة النصرة، متحدثة عن إمكانية تعديل حزب الله في الخطة او التوقيت. وهذا الأمر متروك للقيادة الميدانية على ضوء توجيهات القيادة السياسية.


"الديار": لا خيار امام مسلحي وادي حميد والملاهي إلا الاستسلام أو الرحيل
على الصعيد الميداني أيضًا، تحدثت "الديار" عن مواصلة مجاهدي حزب الله تقدمهم لليوم السادس وباتوا يسيطرون على 95% من جرود عرسال، باستثناء منطقة ضيقة في وادي حميد ومدينة الملاهي، ومعبر الزمراني، واعطوا فرصة للمسلحين للاستسلام او الرحيل. وهذه الفرصة تعود لحرص مجاهدي حزب الله على تجنب سقوط مدنيين في مخيمات النازحين السوريين حيث يتواجد ما بين 7 الى 8 الاف مدني بالاضافة الى عائلات لبنانية.

وعلم ان فاعليات ومشايخ في المنطقة دخلوا على خط الوساطات، بناء لطلب ابو مالك التلي الذي وافق على شروط التفاوض وهي محصورة بنقطة واحدة «الاستسلام او الرحيل»، وان حزب الله وافق على طلب الفاعليات، لكن المدة ليست مفتوحة ولا تراجع عن الحسم العسكري ومطلب: «الاستسلام او الرحيل..». علماً، ان وضع ابو مالك التلي ضعيف جداً ولا يسمح له بفرض اي مطلب بعد خسارة كل مواقعه وابرز قياداته العسكرية وبات مطوقاً من الجيش  اللبناني وحزب الله و«داعش» ولا خيا رله الا الاستسلام او الرحيل الى ادلب.
وفي المعلومات، ان ابو مالك التلي فقد 90% من قواته، وان ابو طلحه الانصاري احد ابرز كوادره فرّ الى منطقة داعش، كما ان داعش وضعت شرطاً لاستقبال ابو مالك التلي وهو اعلان الولاء لها.

وكان لافتاً موقف قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي اكد ان جهد الجيش يتركز حالياً على حماية اهالي عرسال والقرى الحدودية ومخيمات  النازحين من محاولات تسلل الارهابيين، كما يقوم ايضاً بالتنسيق مع الصليب الاحمر الدولي بتقديم المساعدات الطبية والغذائية للنازحين. وعلم ان الجيش اللبناني لن يسمح على الاطلاق لاي من المسلحين بالدخول الى المخيمات او التسلل الى عرسال، وان هذا القرار اتخذته قيادة الجيش ولا تراجع عنه من اجل حماية عرسال والبقاع والنازحين.
اما على صعيد العسكريين المخطوفين لدى «داعش» فقد اشارت معلومات ان لا معلومات عنهم ولا شيء جديداً في هذا الملف.

وكان مجاهدو حزب الله سيطروا على كل التلال المشرفة على وادي حميد ومدينة الملاهي نهار امس والمتاخمة لـ 18 مخيماً للنازحين السوريين، وسيطروا بالنار على معبر الزمراني، وعلى اودية كميد وحمودي وشعبان الحلة ووادي الخيل البراك ومراح الخربة وطلعة النصاب ومرتفع النصاب وعقبة نوح في جرود عرسال واطراف وادي الخيل واحكموا سيطرتهم بالنار على آخر مربع لمسلحي النصرة في وادي حميد ومدينة الملاهي. كما واصل مجاهدو حزب الله تنظيف الجرود من العناصر الضالة للنصرة، والمجموعات المختبئة في الاودية والمغاور، كما عثر مجاهدو حزب الله على اكثر من سيارة مفخخة وعبوات ناسفة وليلاً تم ضبط كميات كبيرة من الاسلحة كانت متجهة من البادية السورية الى النصرة في القلمون الغربي.


"الجمهورية": هكذا يردّ «حزب الله» على مُنتقدي معركته
في سياق متصل، كتب نبيل هيثم في "الجمهورية"..
يدرك "حزب الله" أنه لو قال "إنّ اللبن أبيض" سيأتي فريق من اللبنانيين ويقول له "لا.. اللبن أسود!"
لطالما تمنّى "حزب الله" لو كان الخطاب الداخلي واحداً حول الشأن الوطني، والنظرة واحدة بينه وبين كل الآخرين حيال أصغر الأمور وأكبرها، والتشخيص واحداً لأيّ من الهموم التي يفترض أن تكون مشترَكة بين كل اللبنانيين.. ولكن ماذا ينفع التمنّي أمام المصرّين على صبغ اللبن باللون الأسود؟

سواءٌ كان هناك اتفاق مع "حزب الله" أو اختلاف معه حتى على أمور جوهرية سياسية وغير سياسية، ففي معركته التي يخوضها ضد الإرهابيين في جرود عرسال يرى الحزب ان مَن هُمْ أهداف للإرهابيين في كل بقعة من لبنان، لا يستطيعون أن يكونوا في موقع وسطي بين الإرهاب وبين مَن يحاول، لا بل يعمل على اجتثاثه، ورفع سيفه عن رقاب اللبنانيين، كل اللبنانيين.

ويرى الحزب ان شبابه إذا كانوا قد انطلقوا في عمليتهم العسكرية في الجرود برعاية ودُعاء الحاضنة الطبيعية لهم في مجتمعهم الشيعي، فإنّ
"علامةً مضيئةً سطعت في فضاء هذه المعركة، وتجلّت في ذلك الاحتضان الذي عبّر عنه المسيحي قبل المسلم، ولعلّ أبلغ التجلّيات وأرقاها عبّر عنها ابنُ دير الاحمر وابنُ القاع الجريحة بالدعوات الى التبرّع بالدم، مع سائر القرى الواقعة على خط النار مع إرهاب "داعش" و"النصرة"، وهي وقفة تستوجب بلا أدنى شك، أو تردّد للحظة، تقديرها والانحناء لها".

"على أنّ تلك الصورة، بوقوف اللبنانيين بغالبيتهم خلف معركة حماية وجودهم، عكّرتها أصوات أصرّت على أن تسير بعكس السير، وتضع نفسها على هامش الواقع والوقائع، وترفض أن ترى الحقيقية، لأسباب واعتبارات عابرة للحدود" حسبمل يقول مسؤول حزبي كبير.

ويضيف انه "من الصعب التصديق في معركة ضد إرهاب قاتل لكل اللبنانيين، أنّ وزيراً في الحكومة اللبنانية يقول "لا يوجد انتصار في جرود عرسال واذا انتصر "حزب الله" في الجرود فعلى مَن ينتصر"؟ وحزبه يتبعه ببيان هجومي عنيف على الحزب وعمليّته في الجرود!

ويقول المسؤول: لنسلّم جدلاً أنّ أيّ جواب يصدر من "حزب الله" على هذا السؤال، سيكون محلّ تشكيك من قبل أصحاب هذا السؤال، ولكن فلنُحِلْ مَن يسأل على ذوي الشهداء العسكريين الذين ذبحهم إرهابيو "داعش" و"النصرة"، وعلى القاع وذوي شهدائها، وعلى الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب والبقاع وكل شهدائها وجرحاها الذين سقطوا بالأحزمة الناسفة والعبوات والمفخخات المصدَّرة اليهم من تلك الجرود، لا بل على بلدة عرسال نفسها، التي استأسد عليها الإرهابيون واستمروا في القبض على خناق تلك البلدة المخطوفة. وحتى الأمس القريب كانوا ما يزالون يحاولون انتزاعَها من وطنها وتغيير هويّتها. من هنا فقط، يأتي الجواب.

هي بلا شك لحظة تحوّلية، خلاصتها أنّ لبنان ما قبل معركة الجرود غير لبنان ما بعد المعركة. والصورة التي ستظهر في قابل الأيام، ستعكس أنّ هذا البلد خرج من دائرة الخطر الإرهابي الذي كان يهدّده من الجرود.

ويتابع المسؤول الحزبي: صحيح أنّ هناك قوى سياسية معترضة وتصرخ في وجه عملية "حزب الله"، منها تصرخ لا لسبب واضح، ومنها انطلاقاً من خشية تتملّكها، من أن يكون "حزب الله" مُبيِّتاً لتتمّةٍ لمعركة الجرود يستثمر فيها "انتصار الجرود" في الداخل اللبناني وفرض وقائع سياسيّة جديدة.

2017-07-26