يواصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة، فيما دعت القوى السياسية الموريتانية إلى إقامة حلف مقدس ضد الإرهاب وثقافة العنف، وأبدى زعيم المعارضة احمد ولد داداه أسفه لدعم فرنسا "وأد الديمقراطية في موريتانيا"،في حين بدأت السلطات عمليات اغاثة المنكوبين من الفيضانات جنوب شرق البلاد.

وبدأ ولد عبد العزيز الذي نصب الأربعاء الماضي في مشاوراته لتشكيل أولى حكوماته في العهد الجديد، واجتمع الأحد ثلاث مرات برئيس الوزراء المستقيل مولاي ولد محمد الأغظف، ما يرجح احتمال تعيينه مجددا رئيسا للحكومة القادمة، فيما تتوقع مصادر سياسية إعلان الحكومة الجديدة اليوم أو غدا.

وفي مقابلة مع صحيفة فرنسية نشرت أمس أقر عزيز بأن بلاده تواجه الإرهاب، وقال إن "الإرهاب لا يطال موريتانيا فقط لأنه لا يعرف لا الحدود ولا الجنسيات". معتبرا أن الأمر بالنسبة لموريتانيا يتعلق ب "إرهاب ناشئ". وأوضح أن موريتانيا ككل البلدان لديها شبيبة تضلل أحيانا وتجد نفسها داخل التنظيم السلفي وقد خضعت للتدريب وتحولت ضد بلدها. وشدد على أنه سيحارب "هذه الظاهرة بالتنسيق مع دول أخرى شريكة"، وأنه سيعمل على حماية الشباب من التطرف من خلال التصدي للظروف التي قد تدفعهم للتطرف كالفقر والبطالة والتهميش. واعترف عزيز بتقديم خبراء أمريكيين وأوروبيين مساعدات لموريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب، وقال "إننا نتساعد، ونحن بحاجة لتبادل الأفكار والمعلومات. ونحن نقوم بذلك".

وكشف مصدر أمني أمس أن منفذ الهجوم الانتحاري في نواكشوط لا يزال مجهول الهوية، وليس المدعو أحمد ولد فيه البركة الذي تم العثور على بطاقة تعريفه بحوزة الانتحاري.

وأضاف أن الأمن اكتشف أن الهوية التي ظهر بها الانتحاري هوية مزيفة، وأن الأمن تمكن من معرفة الاسم الحركي للانتحاري وهو "أبوعبيدة"، الاسم الأكثر تداولا بين الموريتانيين المنضوين في صفوف تنظيم القاعدة. ودانت الأحزاب والقوى الموريتانية بشدة العملية الانتحارية، ودعا حزب "تواصل" (التيار الإسلامي الموريتاني) المعارض إلى "بلورة استراتيجية حقيقية لمواجهة ظاهرة الإرهاب وعلى كافة المستويات". ودان الحزب الحاكم "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" (حاج) بشدة العملية الانتحارية، وطالب "بحرب لا هوادة فيها ضد العنف الأعمى وخوارج العصر". وندد العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، الزعيم الروحي للتيار الإسلامي، بالهجوم الذي استهدف الرعايا الفرنسيين.

صحيفة الخليج