ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: سياسات ترامب حيال ملف ايران النووي قد تؤدي الى عزل واشنطن

علي رزق
اعتبر باحثون غربيون أنّ" ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي حال صعّدت سياستها تجاه ايران في اطار الاتفاق النووي بين طهران ودول الخمس زائد واحد، فإنّ ذلك سيضع واشنطن في حالة عزلة.
وفي السياق ذاته، أشار كتّاب غربيون الى استطلاع رأي جديد كشف بأن أغلبية الايرانيين يؤيدون استنئاف برنامج ايران النووي بشكل كامل في حال انتهكت واشنطن هذا الاتفاق.
سياسات واشنطن حيال الاتفاق النووي وتداعيتها المحتملة
بدوره، كتب رئيس "المجلس الوطني الايراني الاميركي "Trita Parsi" (وهو باحث ايراني اميركي معروف)، مقالة نشرت على موقع "LobeLog" قال فيها "إنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد أوضح بشكل لا لبس فيه انه سيزعم بأن ايران تنتهك الاتفاق النووي مع حلول الموعد المقبل لاعلان الادارة الاميركية التزام ايران بالاتفاق في شهر تشرين الاول/اكتوبر القادم".
الصحف الأجنبية
وشدّد الكاتب على أنّ" ترامب سيرفض القبول بالتزام ايران بالاتفاق وسيهيء الأرضية بالتالي "لمواجهة عسكرية"، مضيفاً أنّ" رفع القناع عن خطط ترامب لتخريب الاتفاق النووي بدأ يظهر قبل أسبوعين عندما اضطر الى اعلان التزام ايران بالاتفاق"، مستشهداً بتقرير مجلة "Foreign Policy" الذي نقل عن المصادر بأنّ" ترامب شعر بغضب شديد عندما أخبر بأنه يجب اعلان التزام ايران".
كذلك تابع الكاتب بأنّ" مستشاري ترامب وادراكاً منهم بأنّ رفض اعلان التزام ايران بالاتفاق سيؤدي الى عزل الولايات المتحدة، قدموا له خطة اخرى تتمثل بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت العسكرية في ايران".
تابع أنه "وبحسب هذه الخطة فإن ايران ستعترض وترفض، وبالتالي هذا سيقدم مبرراً لترامب كي يزعم بأن إيران هي المسؤولة عن خرق الاتفاق، وذلك على الرغم من أن آلية التفتيش تطبق فقط في حال وجود أدلة ملموسة بأن المنشآت العسكرية تستخدم لنشاطات غير مشروعة".
ولفت الكاتب بهذا الاطار الى ما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي "Bob Corker" لصحيفة "واشنطن بوست"، حيث وصف هذه الاستراتيجية بأنها "تطبيق صارم" للاتفاق، واعتبر أنها تسمح بإلقاء اللوم على ايران لانهيار الاتفاق.
وعليه، حذّر الكاتب من أنّ" هذه التطورات هي تكرار للتطورات التي حصلت قبيل الحرب الأميركية على العراق، ومن أنّ الادارة الأميركية عازمة على التصعيد بغض النظر عما تقوم به طهران"، غير أنّ" الكاتب أشار في الوقت نفسه الى وجود ثغرات بهذه الاستراتيجية"، منبهاً من أنّ" استغلال آلية التفتيش للمنشآت العسكرية الايرانية قد تكون عملية أصعب مما يتوقع ترامب"، وأضاف "إنّ الدول الاوروبية وغير الاوروبية من المرجّح أن ترفض مساعي ترامب بهذا الاطار".
كذلك قال الكاتب "إنّ ترامب ومن خلال الكشف عن نواياه قد بيّن "نفاقه" للجميع، بمن في ذلك الشعب الاميركي الذي يبقى معارضاً للحروب".
"Jim Lobe" و"Derek Davidson" كتبا مقالة نشرت على موقع "LobeLog" سلطا فيها الضوء على استطلاع رأي جديد أجراه مركز الدراسات الدولية والامنية بجامعة "Maryland" الاميركية حول مواقف الشارع الايراني من آخر التطورات.
وأشار الكاتبان الى أنّ" الاستطلاع وجد دعما متزايدا للاتفاق النووي بين ايران ودول الخمس زائد واحد، لكنه وجد معارضة قوية لأي مطالب من قبل واشنطن بإعادة التفاوض حول الاتفاق بشكل قد يضع طهران بموقع أضعف".
ولفت الكاتب الى أنّ" الاستطلاع يكشف بأنّ الايرانيين لا يبدو أنهم مستعدون لإعادة التفاوض حول بنود الاتفاق مع ادارة ترامب، وبأنهم غير مستعدين للقبول بأي شكل من أشكال الانتهاكات الاميركية للاتفاق"، منبهاً الى أنّ غالبية 61.6 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع لا توافق على قيام الحكومة الايرانية بمحاولات ترامب اعادة التفاوض حول بنود الاتفاق النووي ولا توافق كذلك على اطالة أمد القيود التي وضعت على برنامج إيران النووي".
وأضاف الكاتبان بأنّ" أغلب الايرانيين لا يريدون تقديم المزيد من التنازلات الى واشنطن مقابل تخفيف المزيد من العقوبات"، وأشارا الى ما كشفه الاستطلاع بأنّ أغلب الايرانيين يرفضون تقييد برنامج ايران الصاروخي والاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف تقديم الدعم لجهات مثل حزب الله وايضاً لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد، مقابل تخفيف العقوبات".
كما نبّه الكاتبان الى وجود معطيات تفيد بأنّ الشارع الايراني يرى أنّ" الولايات المتحدة تقوم بانتهاك الاتفاق النووي، اذ ان الاستطلاع بيّن أن نسبة 49.3 بالمئة من الايرانيين قالوا ان العقوبات الاميركية الجديدة التي فرضت على خلفية برنامج ايران الصاروخي تتناقض و"روح" الاتفاق النووي".
كذلك لفت الكاتبان الى أنه" وبحسب الاستطلاع، فإنّ" نسبة 55.4 بالمئة قالوا انهم يؤيدون استئناف البرنامج النووي بشكل كامل في حال انتهكت واشنطن الاتفاق"، وأشارا أيضاً الى ما كشفه الاتفاق عن العداء تجاه واشنطن، اذ تبين بأنّ نسبة 19 بالمئة تعتقد أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الهجوم الارهابي المزدوج الذي ضرب ايران بتاريخ السابع من حزيران/يونيو الماضي (مقابل نسبة 52 بالمئة سمّت داعش و 17 بالمئة سمّت السعودية).
الكاتبان نبها كذلك الى ان الاستطلاع كشف بان نسبة 61 بالمئة رجحت بقوة ان تكون الولايات المتحدة هي التي قدمت الدعم لمنفذي الهجمات الارهابية التي استهدفت ايران – مقابل 67 بالمئة سمّت السعودية و65 بالمئة سمّت الكيان الصهيوني.
وتابعا "إنّ الاستطلاع بيّن بأن نسبة 55 بالمئة لا توافق على التعاون مع الولايات المتحدة لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة "داعش"، وأشارا ايضاً الى انه وبحسب الاستطلاع ورداً على سؤال حول الموقف من دول الخمس زائد واحد التي وقعت الاتفاق النووي مع ايران، فإن نسبة 60 بالمئة قالوا ان لديهم مواقف سلبية جداً تجاه الولايات المتحدة، وهو اسوأ تصنيف بين الدول الست.
هذا ونشر موقع "Al-Monitor" تقريراً اشار فيه الى ان ترامب وفي حال انسحب من الاتفاق النووي مع ايران تحت "ذرائع مصطنعة"، فإن ذلك قد يؤدي الى عزل الولايات المتحدة.
وذكّر التقرير بما تم تداوله لجهة دراسة ادارة ترامب دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى المطالبة بإجراء عمليات تفتيش خاصة للمواقع غير النووية، لكنه لفت في المقابل الى أنّ الخبراء المطلعين على المشاورات التي جرت في فيينا للجنة المشتركة المشرفة على تنفيذ الاتفاق النووي قالوا ان المسؤولين الاميركيين لم يطرحوا مسألة دفع الوكالة الى تبني مثل هذه المقاربة.
كما أشار الى أنّ" هذه الخطوة ستتطلب موافقة خمسة اعضاء من اصل الاعضاء الثمانية في اللجنة المشتركة، والتي تتألف من الدول الست الكبرى اضافة الى ايران والاتحاد الاوروبي".
ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لجمعية ضبط السلاح المدعو "Daryl Kimball" بأنه وبحسب مصادره فليس واضحاً ما اذا كان موضوع تفتيش المنشآت العسكرية في ايران قد طرح على اي مستوى من المستويات، كما استعبد الاخير ان توافق بقية الدول الست غير واشنطن على هذا الطرح.
كذلك نقل التقرير عن دبلوماسي اوروبي في فيينا بأن الاوروبيين يدعمون التنفيذ الصارم للاتفاق النووي والذي يتضمن عمليات تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن ليس "كذريعة لانهيار او اعادة التفاوض حول الاتفاق".