إيمان مصطفى

لا تجدُ بعض الفئات اللبنانية حرجاً في الانفتاح على كيان العدو تحت مسميات واهية. مُخجلٌ التحرر الذي أصاب البعض ودفعه الى التطبيع مع الاحتلال الصهيوني في بيئةٍ قاومته حتى أخرجته ذليلاً منكسراً. في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن نشاطات تُخفي في طياتها وجهاً آخر للتطبيع. جُلها برز عبر البوابة "الفنية"، ما يُثير اليوم موجة انتقادات واسعة بالتزامن مع استقبال منطقة قرطبون إحدى القرى اللبنانية في قضاء جبيل  الفرقة البلجيكية "تومورو لاند"، التي ستستكمل جولتها بزيارة الكيان الغاصب.

"تومورو لاند" حدث سنوي يحصل في عدد من البلدان كل عام، ستبدأ حفلاتهم هذه السنة من لبنان، مرورا بالامارات، ثم تل ابيب، الى بلجيكا، الخ.. في الوقت الذي يسطر فيه أبطال المقاومة والجيش اللبناني أروع الملاحم في عرسال دفاعًا عن اللبنانيين جميعًا.

احدى حفلات فرقة " تومورو لاند "

ويتخلل "الحفل الموسيقي" نقل مباشر عبر شاشات تفتح نافذة للتفاعل بين الجمهور، تحت شعار "شعوب الغد تتحد في عالم الغد".

وتعليقاً على هذه الحادثة، يؤكد رئيس " الجمعية اللبنانية لمقاطعة "اسرائيل"" عبد الملك سكرية أن شعار فرقة " تومورو لاند "، ما هو الا كلام حق يراد به الباطل.

وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري، يقول سكرية "إن الشعار عبارة عن فخ، " تحت اسم المحبة والسلام والدعوة لعالم خالٍ من الصراع والحروب والعداء، تُنقل رسالة مبطنة أن لبنان و" اسرائيل " في صدد بناء علاقة سلام وستتحد الدولتان في عالم الغد" .

ويلفت سكرية الى أن المتعهد لهذا الحفل حاول الالتفاف و"التحايل" على القوانين، وقام بالاتفاق مع الشركة الام في بلجيكا بعدم التواصل والنقل المباشر عبر الشاشات بين البلدين في محاولة "للتذاكي "، بحسب تعبيره.

رئيس " الجمعية اللبنانية لمقاطعة "اسرائيل"" عبد الملك سكرية

ويعتبر سكرية أنّ "العالم لن يتابع تفاصيل البث غير المباشر عبر الشاشات من قبل الفريق اللبناني، انما سيرى أن الفرقة جابت البلدين ما سيعطي صورة أن لبنان و"اسرائيل" يتحدان بطريقة غير مباشرة"، مشدداً على أن الرسالة التي أرادها البعض أن تصل .. وصلت".

ويشير سكرية لموقعنا الى أن" الدولة اللبنانية لم تقتنع وتعترف أن السماح للفرقة بإحياء " حفل موسيقي " على الاراضي اللبنانية هو نوع من أنواع التطبيع المستتر مع الكيان الصهيوني"، مضيفاً "حاولنا التواصل مع مكتب المقاطعة وقدمنا المطالعة القانونية التي تبين نقاط التطبيع، الا أن الدولة اللبنانية اعتبرت أن منع التواصل عبر الشاشات يكفي ليصبح القانون نافذاً".

ويوضح سكرية أنّ "هذه نقطة تسجل على اللبنانيين، ومجرد الالتفاف على القوانين أو التحايل عليها لا يمنع وجود التطبيع".