ارشيف من :أخبار لبنانية
فضل الله: نعال المجاهدين وأزيز رصاصهم أعلى من كل الأصوات التي تحاول النيل من صدقية معركة عرسال

أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ "جبهة "النصرة" هزمت اليوم في لبنان ولم يعد لها إمارة فيه، لا سيما وأننا أخرجناها من جرود عرسال ذليلة خاسئة مهزومة، بينما كان معروض على مقاتليها أن يخرجوا (بشرفية)، ولكنهم تعنتوا وربما قال لهم أحد ما أن يثبتوا، إلاّ أن الله أراد أن يذلهم أكثر، وبقيت "داعش" في جزء من الجرود التي نريد لها أن تتحرر أيضاً، وأن يكون بلدنا أكثر أمناً واستقراراً من دون هؤلاء القتلة والمجرمين، وسنترك هذا الموضوع لقادم الأيام".
وحول ما يتم التفاوض بشأنه لاستكمال الإنجاز الذي تحقق في الجرود، قال فضل الله "نحن كما جرت العادة، لا نتحدث عن المجريات، وإنما نترك للمجريات أن تتحدث عن نفسها، وإن شاء الله يتم الله هذا النصر بعد إخراج هذه المجموعة المجرمة، واستعادة ما لنا من أسرى في أيديها، ليستلم الجيش اللبناني تلك الجرود، وليعود أهلها إليها، ولتتحرر كما تحررت هذه الأرض".
النائب فضل الله
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد فضل عباس بزي في مدينة بنت جبيل، حيث شدد على "أننا لا نميّز بين التحرير في الجرود والتحرير في الجنوب، ولا يختلف بالنسبة لنا العدو "الإسرائيلي" عن العدو التكفيري، بمعزل عن طبيعة المعركة والتحديات، فالمعركة بالنسبة لنا هي واحدة، وكذلك في ما يتعلق بما نحققه فيها من نتائج، ونحن لم نكن نبحث في قتالنا سواء كان على أرض لبنانية أو سورية لا عن انتصارات ولا عن معنويات ولا عن تحقيق مكاسب، بل قاتلنا حيث يجب أن نقاتل، ودافعنا حيث يجب أن ندافع، واتخذ حزب الله قراره بأن لا يدخل في سجال مع أحد، لأن دوي قذائف ونعال هؤلاء المجاهدين وأزيز رصاصهم هو أعلى من كل الأصوات التي تحاول أن تنال من صدقية وقدسية ونزاهة هذه المعركة التي التف حولها أغلب الشعب للبناني، ولم يخرج منها إلاّ من امتلأ قلبه غيظاً وحقداً وخسارة، سيما وأنه يعتبر نفسه أنه هو الذي خسر في هذه المعركة، وأما الذي ربح فهم أهل عرسال وأصحاب الأملاك في الجرود وأهل البقاع الذين تحرروا من وطأة التهديدات والدولة اللبنانية بكل تفاصيلها التي هي مدينة لدماء الشهداء بأنها بقيت أرضاً وكياناً ومؤسسات ودولة، ولولا هذه التضحيات في تموز 2006 وتموز 2017 وما قبلهما وما بينهما، لما بقي لدينا بلد اسمه لبنان".
وقال النائب فضل الله "إنّ هذا الشهيد الوحيد عند أهله ينتمي إلى أب مجاهد وأم مجاهدة، وقّعا بيديهما وبملء إرادتهما على طلب ولدهما ليلتحق في الصفوف الأمامية للجبهة، لأنه معروف أن لدى قيادة المقاومة قرارًا يقتضي بأن الوحيد عند أهله يُمنع من الالتحاق بالجبهة، إلاّ في حال أخذ موافقة أبيه وأمه، وهذا هو نموذج عائلات هؤلاء الشهداء"، مضيفاً "أي إيمان والتزام لهذه العائلة ولهذا الأب ولهذه الأم عندما يسمحوا لولدهم الوحيد بأن يمضي إلى الجبهة، وهي بطبيعة الحال عائلة مقاومة ومجاهدة قبل أن يكون لها هذا الشهيد، ونحن نعرف أن ما تتلوه هذه الأم الطاهرة من مجالس العزاء عن روح أبي عبد الله الحسين (ع) وما كانت تعظ به النساء، طبّقته على نفسها وفي بيتها ومع أسرتها، وهذا معنى صدق الالتزام والانتماء والإيمان الحقيقي، وهذا نموذج لهذا المجتمع والمقاومة التي لا يمكن لها أن تضعف أو تهزم أو تتراجع، وبالتالي من يريد أن يبحث عن أسباب الانتصار في تموز 2006 هنا في مدينة بنت جبيل، وفي تموز 2017 في جرود عرسال، عليه أن يأتي إلى هذه العوائل والآباء والأمهات، ليقرأ في سيرة هؤلاء الشهداء والمجاهدين".
وتابع النائب فضل الله "إن مدينة بنت جبيل تفخر اليوم بأنها قدمت في كل تاريخها في مواجهة العدو "الإسرائيلي" كما في مواجهة العدو التكفيري خيرة أبنائها شهداء، حيث تحقق على أرضها النصر، وهزم العدو في مثل هذه الأيام من العام 2006، وها هو النصر يتجدد اليوم بدماء الشهيد فضل ورفاقه الشهداء في جرود عرسال وفليطة وغيرهما من المناطق، وهذا معنى زمن النصر الذي اختير عنواناً لإحياء ذكرى 14 آب لهذا العام، والذي يبدأ من هنا عندما وقف قائد المقاومة في ملعب مدينة بنت جبيل ليقول "ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات"، ومنذ ذلك التاريخ، ونحن ننتقل من نصر إلى نصر، ومن تضحية إلى تضحية".
وأوضح النائب فضل الله "أننا عندما نتحدث عن جرود عرسال وصولاً إلى جرود فليطة، فإننا نتحدث عن جبال شاهقة، وشيارات من الصخور، ووديان سحيقة، وكسارات ضخمة، ومغاور حفرها أولئك القتلة على امتداد السنوات الماضية، وتحصينات محصنة، ولذلك كانت توقعات المحللين والاستراتيجيين بأنّ هذه المعركة ستطول لأشهر، وأن حزب الله سيقدم عدداً كبيراً من الشهداء، وأنه لا يوجد إمكانية لدحر مقاتلي جبهة "النصرة" الذين اعتقدوا أنّ حزب الله يضخم ويهوّل في الإعلام، ولكن إذا أتيح في يوم من الأيام للناس أن يتجولوا في تلك المنطقة، سيعرفون عن أي معركة نتحدث، فعندما كان يتقدم المجاهدون تحت القصف والرصاص ويسقط الشهيد، كان المقاوم يتقدم سيراً على الأقدام للوصول لأولئك المسلحين للقضاء عليهم".
وشدّد النائب فضل الله على أنّ" هذه معركة لا تشبه كل المعارك التي خاضتها المقاومة على امتداد الحرب السورية، وهذا توصيف القيادة الميدانية التي كانت تشرف على القتال، ولذلك ربما في زاوية ما في لبنان وعالمنا العربي والإسلامي وتل أبيب وواشنطن، من يشعر بأنه هو من هزم، وأولئك الذين يعبّرون عن أحقادهم يشعرون في أنفسهم أنّ الهزيمة لم تلحق بالنصرة، بل لحقت بهم وبمشروعهم وباستراتيجياتهم، كانوا يمنون النفس أن نستنزف في تلك الجرود وأن تطول المعركة، ولكن الله أنزل سكينته على المجاهدين، وألقى في قلوب أولئك الرعب، والله أعطانا أكثر مما نستحق، لأن هؤلاء المجاهدين كانوا مخلصين، وعندما رأى إخلاصهم، أعطاهم أكثر مما كنا نتوقع".