ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: الصهاينة ينتقدون إدارة ترامب وتحذير من الاضطرابات في باكستان

شدد كتّاب صهاينة على ان ادارة ترامب لا تلعب اي دور للتوصل الى "تسوية" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، رغم ما قاله ترامب في البداية عن بذل مساع في هذا الاطار.
اما في الملف الباكستاني فحذر الباحثون من حالة الاضطراب بعد ازاحة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وحثوا على ضرورة ان تدخل واشنطن بحوار مع رئيس الوزراء الجديد وان لا تتعامل بشكل مباشر مع المؤسسة العسكرية الباكستانية.
من ناحية اخرى، وجه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري انتقادات حادة لآداء الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما على صعيد المنطقة، وقال ان سياسات اوباما سمحت بتنامي الدور الروسي بالشرق الاوسط و قدمت كذلك التنازلات لايران.
ادارة ترامب غائبة عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
كتب الصحفي الصهيوني “Ben Caspit” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” قال فيها انه اصبح من الواضح بان الاتفاق بين "الاسرائيليين" و الفلسطينيين الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال اول ايامه بالحكم لم يكن سوى وهم،مشيراً الى ان ترامب لا يلعب اي دور من اجل التوصل الى "تسوية" بهذا الملف ولا ينوي لعب مثل هذا الدور.
و لفت الكاتب الى ان ما حصل بالمسجد الاقصى مؤخراً هو خير دليل، اذ اشار الى ان الادارة اميركية كانت فعلياً شبه غائبة خلال الازمة. واضاف ان ترامب نفسه لم يتدخل في ظل التطورات التي حصلت على الارض،وبان موفد ترامب الخاص “Jason Greenblatt” فقد مصداقيته "كوسيط محايد" خلال اول ايام الازمة.ونقل عن مصدر فلسطيني رفض الكشف عن اسمه بان “Greenblatt” اختار طرفاً و "مثّل نتنياهو طوال الازمة".كما نقل عن مصدر فلسطيني رفيع آخر بان الاميركيين تبنوا مواقف الحكومة الصهيونية في كل مراحل النزاع.
الكاتب نقل عن مصدر فلسطيني آخر قوله ان “Greenblatt” و صهر ترامب “Jared Kushner” هما من داعمي المستوطنات و لا يفهمان حقائق المنطقة.كذلك نقل عن مسؤول سياسي صهيوني رفيع بان مبادرة ترامب لتحقيق "السلام" لا يبدو انها تحقق اي تقدم و بان "الفلسطينيين فقدوا الثقة بفرق مفاوضات السلام".
كذلك نقل الكاتب عن وزير صهيوني اشترط عدم الكشف عن اسمه بان "الاميركيين ليسوا بالفعل موجودين ويسمحون لنا بالقيام بما نريده".
و في الختام حذر الكاتب من ان "النزاع الفلسطيني الاسرائيلي" ترك لمصيره و من ان الاميركيين يركزون على ساحات ساخنة اخرى حول العالم،و اعتبر ان كل ذلك يعني وصفة للكارثة.
الاضطراب في باكستان بعد ازاحة نواز شريف
من ناحية اخرى، كتب الباحث الاميركي المعروف “Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع “Daily Beast” حذر فيها من ان باكستان و بعد استقالة رئيس الوزراء السابق نواز شريف عقب قرار المحكمة بعدم اهليته بسبب قضايا فساد، اصبحت بلدا غير مستقر اكثر فاكثر،معتبراً بالوقت نفسه ان باكستان هي اصلاً البلد الاخطر في العالم.
وقال الكاتب ان ازاحة نواز شريف يعد انتصاراً للجنرالات الباكستانيين الذين قال انهم يحتقرون شريف بسبب ما يعتبرونه موقفه المتراخي مع الهند وايضاً بسبب سعيه لتحقيق السلام في افغانستان. كما لفت الى ان شقيق نواز شريف المدعو "شهباز شريف" هو الذي سيتولى منصب رئيس الوزراء، الا انه نبه من ان الاخير يواجه بلدا مضطربا وعليه ايضاً ان يفوز بتصويت في البرلمان قبل تولي هذا المنصب.
الكاتب شدد على ان انعدام الاستقرار في باكستان هو امر خطير للولايات المتحدة وبقية العالم،مشيراً الى ان لدى اسلام اباد برنامجا للاسلحة النووية هو "الاسرع نمواً في العالم"،اضافة الى صواريخ بالستية متوسطة المدى،و طائرات حربية من طراز “F-16” زودتها الولايات المتحدة،و تقوم كذلك بتطوير اسلحة نووية تكتيكية.
و تابع الكاتب بان نواز و شقيقه شهباز مهتمان بالنمو الاقتصادي اكثر من الخصومة مع الهند،و بان باكستان و اضافة الى التهديد الذي تشكله كقوة نووية غير مستقرة،فانها ايضاً راعية و ضحية للارهاب بنفس الوقت،بحسب تعبير الكاتب.
كما اشار الكاتب الى ان باكستان هي مقر للعديد من المنظمات الارهابية مثل “Lashker-e-Tayyiba” و شبكة "حقاني" و ايضاً زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري و كذلك نجل اسامة بن لادن المدعو حمزة بن لادن.و لفت الى ان باكستان شهدت عشرات الهجمات الارهابية التي نفذتها حركة طالبان باكستان،و الى ان حوالي 55,000 باكستاني وقعوا ضحايا الارهاب خلال العقد المنصرم.
و بينما لفت الكاتب الى ان ادارة ترامب لا تزال تجري مراجعة للسياسة الاميركية حيال باكستان و الى ان الولايات المتحدة قدمت مساعدات بقيمة ما يزيد عن 30 مليار دولار الى اسلام اباد منذ عام 2001،نبه ايضاً من ان الكونغرس اصبح اكثر ممانعة بكثير للموافقة على تقديم مساعدة عسكرية لباكستان منذ ان قتل اسامة بن لادن بمنزل قرب اكاديمية عسكرية معروفة تابعة للجيش الباكستاني بمنطقة “Abbottobad” عام 2011.
كذلك اشار الكاتب الى ان ترامب تجنب لقاءً ثنائيا مع شريف عندما كان الرجلان في السعودية بشهر ايار مايو الماضي،و الى ان ذلك فسّر في اسلام اباد على انه مؤشر على تراجع العلاقات.
وشدد الكاتب على ان نتيجة تطورات ما بعد ازاحة نواز شريف سيكون لها تداعيات كبيرة جداً داخل منطقة جنوب آسيا و خارجها.واعتبر ان فتح حوار على مستوى رفيع مع رئيس الوزراء الجديد سيكون خطوة "حكيمة"،و ان على واشنطن الامتناع عن التعامل بشكل مباشر مع الجنرالات لان ذلك هو طريق نحو الفشل،بحسب قول الكاتب.
الحريري يهاجم سياسات اوباما و يحيي "وضوح" ترامب
في سياق اخر، اجرت مجلة “Politico” مقابلة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في ختام زيارته الى واشنطن والتي انتقد فيها سياسات الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، حيث قال ان امتناع اوباما عن لعب دور اكبر بالشرق الاوسط ادى الى عودة روسيا كقوة كبيرة في المنطقة وساعد كذلك نظام الرئيس السوري بشار الاسد وفشل بالتوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال الحريري في المقابلة ايضاً انه وقادة عرب آخرين يفضلون الرئيس الحالي دونالد ترامب على اوباما،وذلك بسبب ما اعتبره "وضوح" ترامب وما اعتبره ايضاً تنازلات قدمها اوباما لايران.كما اعتبر الحريري ان اوباما انخدع من قبل الرئيس الاسد وروسيا عندما تم التوصل الى اتفاق عام 2013 على التخلص من الاسلحة الكيماوية في سوريا،وانه كان على اوباما القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري في عام 2013،وذلك بعد حادثة الغوطة الشرقية.
واضاف الحريري في سياق حديثه عن النظام السوري "اننا نعرف اكاذيبهم"،مشيراً الى ان الرئيس الاسد وعندما يقول انه سيتخلص من الاسلحة الكيماوية فانه لا يعني حقيقة انه سيتخلص منها،بحسب تعبير رئيس الوزراء اللبناني.كما تابع انه كان من الخطأ تصديق كلام الرئيس الاسد.
هذا و انتقد الحريري كذلك اوباما بسبب عدم تنفيذ ما قاله في خطاب القاهرة عام 2009 عندما تحدث الرئيس الاميركي السابق عن مقاربة اميركية جديدة حيال المنطقة،اذ قال ان مساعي اوباما للتوصل الى سلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين لم تحقق اي شيء.كما اضاف بان القادة العرب كانوا معارضين بشدة للانسحاب الاميركي من العراق خلال حقبة اوباما،و بان العديد من الاطراف في المنطقة رأت ان هذا الانسحاب سيؤدي الى فراغ يملأه تنظيم داعش.
اما فيما يتعلق بمطالب واشنطن فرض المزيد من العقوبات على حزب الله والموقف المتشدد لدى بعض المسؤولين في ادارة ترامب حيال ايران،فشدد الحريري على انه سيكون من الافضل للولايات المتحدة ان تركز ليس على حزب الله بل على ايران.
و تابع الحريري بهذا السياق ان حزب الله بات ملفا اقليميا و لم يعد ملفا لبنانيا،و بان حزب الله موجود في سوريا و العراق و اليمن و بالتالي يجب عدم التركيز على حزب الله على اساس انه كيان لبناني فقط بل على انه اقليمي.و قال ان حل هذا الموضوع يجب ان يكون على شكل تفاهم اقليمي.