ارشيف من :أخبار لبنانية

تطهير كان لا بدّ منه - الديار/ نور نعمة

تطهير كان لا بدّ منه - الديار/ نور نعمة

كثر قالوا ان الازدواجية العسكرية تمنع قيام الدولة لا بل تؤثر سلبا على المؤسسة العسكرية غير ان الوقائع تدل على عكس ذلك فالجيش والمقاومة يتكاملان في الدفاع عن لبنان وعن ارضه وحدوده ويتعاونان في دحر الارهاب عن وطننا.

مثيرو الفتنة كثر لكن كلامهم يضمحل امام التضحيات العظيمة التي يقدمها حزب الله في جرود عرسال وفي محاربة التكفيريين وفي تطهير هذه المنطقة من الاصولية التي كادت ان تصل الى لبنان وتجذب الجاهلين وضعفاء النفوس. اليوم، نرى ان الجيش اللبناني ادى واجبه على اكمل وجه سواء عام 2014 عندما تصدى لـ «النصرة» وسواء الآن في مواصلته كبح الارهاب عن اللبنانيين ورافق ذلك تدخل من حزب الله لاستئصال «النصرة» من جذورها بعدما عملت واشنطن على رسم خطوط حمراء لهذه الجبهة او «فتح الشام» كما اصبح اسمها ولكن دون اي قرار او اي نية بالعمل على انهائها.

تطهير كان لا بدّ منه - الديار/ نور نعمة

تطهير كان لا بدّ منه - الديار/ نور نعمة

بيد ان عملية التطهير في جرود عرسال التي اطلقها حزب الله بعد فشل المفاوضات مع «النصرة» لها دلالة امنية بالغة الاهمية فـ«جبهة فتح الشام» بقيادة ابو مالك التلي تشكل تهديدا مباشراً على التركيبة اللبنانية وعلى الامن اللبناني. خير دليل على ما نقوله هو ما شهدته بلدة القاع من حادثين انتحاريين سببا باستشهاد لبنانيين عزل وكادت هذه الهجمات الارهابية تشعل فتيل الفتنة التي ترقد تحت الرماد.

ايضا عام 2014، تعرض الجيش لعملية همجية اصولية وتم اختطاف جنود له من «داعش» و«النصرة»، الا ان الحقيقة تكشف ان الجيش غدر من «فتح الشام» ولم تكن المواجهة مرتقبة مع «النصرة».

هذه الحوادث تعكس الخطر الذي تشكله «فتح الشام» على المؤسسة العسكرية وعلى امن اللبنانيين وسلامتهم كذلك على الاستقرار النسبي التي يعيشه لبنان.

وانطلاقاً من ذلك، لا يمكن لعاقل ان يعارض قرار حزب الله في مواجهة «فتح الشام» وكل ما تمثله من ارهاب وتطرف ورجعية وحقد وكره للبنان ولكل كيان يعيش التعددية والتنوع. بيد ان حرب حزب الله في جرود عرسال ضد المتطرفين لا تؤدي الى اضعاف معنويات الجيش ولا تنتقص من نفوذه ومن قوته لان هذه الحرب ابعد من قتال جبهة اصولية بل لهذه الحرب ابعاد اقليمية ودولية ولبنان ومؤسساته والجيش قد نأوا بنفسهم عن الدخول في الحرب السورية الشائكة.

وقصارى القول ان الجيش على تنسيق مع حزب الله في معركة جرود عرسال وعلى دراية كاملة بتفاصيل ومجريات المعركة وذلك لا يضر بمصلحته كما يروج البعض ولا يؤدي الى قيام واشنطن بتخفيف او الحد من المساعدات العسكرية للجيش خاصة بعد الزيارة التي قام بها قائد الجيش جوزف عون الى اميركا وقد استقبل استقبالا فخما وتلقى تطمينات بان الدعم الاميركي للجيش مستمر. فهل يصمت الثرثارون والجهلاء عن ما يجب ان يفعله الجيش؟

وهل يعي ويدرك الحاقدون والكارهون ان الارهاب لا يميز بين طائفة واخرى بل هو حريق يطال كل شيء؟

2017-08-02