ارشيف من :أخبار لبنانية
«النصرة» خارج لبنان… والحريري: إنجازٌ كبير

ركزت افتتاحيات الصحف المحلية على مواضيع عديدة كان اهمها خروج “جبهة النصرة” من لبنان وما سيكون لهذا الحدث من تبعات على الصعيد المحلي والاقليمي، كما عرجت الصحف الى المعركة القادمة مع تنظيم "داعش" وعن الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم كما لفتت الصحف الى موقف الرئيس سعد الحريري بعد عملية الجرود والذي اعتبر ما حدث "انجاز كبير".
بانوراما الصحف المحلية
الاخبار : «النصرة» خارج لبنان: الحريري عن الصفقة: إنجازٌ كبير
صحيفة الاخبار كتبت حول خروج المسلحين ومن معهم من عرسال وقالت 116 هو عدد الحافلات التي خرجت أمس من عرسال، وعلى متنها مُسلحو جبهة النصرة وعائلاتهم إلى بلدة فليطا السورية في القلمون الغربي. فتكون بذلك المرحلة الأولى من تحرير جزءٍ من جرود عرسال، والتخلّص من تنظيم النصرة الإرهابي، قد طُويت بنجاح. الحافلات، التي رافقتها 17 سيارة من الصليب الأحمر نقلت جرحى «النصرة»، وصلت ليلاً إلى بلدة فليطا.
وبحسب «الإعلام الحربي»، فإنّ أعداد الذين غادروا من عرسال إلى إدلب هم 7777 (قتلت «النصرة» واحداً منهم قبل انطلاق القافلة)، ينقسمون إلى 6101 نازح و116 مُسلحاً من بلدة عرسال. أما من المنطقة الواقعة خارج سيطرة الجيش اللبناني في جرود عرسال، فخرج 1000 مُسلح و560 نازحاً. المُسلحون لا يشملون فقط المقاتلين، بل كلّ من حمل سلاحاً تحت راية «النصرة»، وكلّ من ساعدهم لوجستياً، وكلّ من قدّم لهم الخدمات استخبارياً. وإضافةً إلى تسليم «النصرة» ثلاثة موقوفين من السجون اللبنانية (عبد الغني شروف، عبد الرحمن زكريا الحسن، وعدنان محمد الصليبي) أول من أمس، سلّم الأمن العام أمس موقوفتين، هما خولة القصاب، وريهام حمدوش. جرت العملية بإشراف الأمن العام ومواكبته، مع انتشار عناصر المقاومة على طول الطريق إلى فليطا. وقبل الانطلاق، حاول «أمير» جبهة النصرة في الجرود (سابقاً) أبو مالك التلي تأخير الانطلاق، فتلقى تحذيراً دفعه إلى تسريع عملية الترحيل. ومن المنتظر أن تسلّم النصرة اليوم خمسة أسرى للمقاومة، فور وصول القافلة إلى حدود «إمارة إدلب الكبرى». ونشر التنظيم الإرهابي أمس فيديو يُظهر الأسرى الخمسة، وهم بصحة جيدة.
سينسق الجيشان اللبناني والسوري، عبر حزب الله، خلال المعارك ضدّ «داعش»
وتابعت الاخبار تقول ان مرحلة ما بعد تحرير جرود عرسال، وخروج «النصرة» من لبنان، سيتحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم.
من جهته، بدأ الجيش اللبناني يتسلّم المواقع المُحرّرة، الواقعة في محيط وادي حميد، والتي لم يدخلها منذ الـ2011. وستُباشر قيادته في اليومين المقبلين بالمفاوضات لتنفيذ الاتفاق مع سرايا أهل الشام، الذي يقضي بخروجهم مع عائلاتهم من عرسال إلى الداخل السوري، سواء إلى مناطق في قرى القلمون الغربي خاضعة لسلطة الدولة السورية، وإما في قرى القلمون الشرقي الخاضعة لسيطرة مجموعات مُسلحة معارِضة (يجري التفاوض، برعاية روسية، من أجل عقد مصالحة فيها مع الدولة السورية). مصادر أمنية لبنانية، لم تستبعد أن يبقى في لبنان مجموعة من سرايا أهل الشام، باتت تأتمر رسمياً بأوامر الجيش اللبناني، وسبق أن قاتلت تنظيم «داعش»، وساعدت الجيش في الحصول على قدر كبير من المعلومات عن الجماعات الإرهابية في الجرود.
الانتهاء من المفاوضات مع سرايا أهل الشام، يعني بدء العدّ العكسي لانطلاق معركة تحرير الجزء الشمالي من جرود عرسال، وجرود القاع، ورأس بعلبك، من وجود «داعش». وبات محسوماً، أنه خلال المعارك، سيكون هناك تنسيقٌ بين الجيشين اللبناني والسوري، من خلال حزب الله. ولم تستبعد مصادر سياسية لبنانية رسمية «إمكانية أن يتحول التنسيق بين الجيشين مباشراً، بعد انطلاق المعركة، بسبب الوقائع الميدانية». ومن المُرجح ألا يخوض الجيش اللبناني المعركة مُنفرداً، لأنّ حزب الله والجيش السوري سيخوضان، في الوقت عينه، المعركة من داخل الأراضي السورية، وعلى طول الحدود الشمالية، والشرقية، والجنوبية للجرود. الجبهات المُتعدّدة التي ستُفتح، لبنانياً وسورياً، ستُخفف الضغط الدفاعي لـ«داعش» ضدّ الجيش اللبناني.
الجمهورية: جبهة «داعش»
اما صحيفة الجمهورية فكتبت في افتتاحيتها إنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت على صعيد الجبهة مع «داعش»، وهو ما أكّد عليه مصدر أمني رفيع لـ«الجمهورية» بقوله: نستطيع أن نقول إنّنا في مرحلة العدّ التنازلي لبلوغ الساعة الصفر للحسمِ الذي تَقرَّر بشكل نهائي، وبغطاء سياسي كامل للجيش، ضدّ مجموعات «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع».
وفي السياق ذاته، قال مصدر في «حزب الله» لـ«الجمهورية»: معركة الجرود في شقّيها مع «النصرة» و«داعش» قد بدأت فعلاً، وإنْ كانت جبهة عرسال قد فرَضت التفرّغ لها نظراً لبعض الأمور التي استجدّت واستوجب تركيز الاهتمام الكلّي عليها، ما نستطيع أن نقوله إنّ معركة الجرود يجب أن تُستكمل وستُستكمل، لن نتحدّث منذ الآن عن مسار المعركة ولا عن توقيت إطلاق العمليات العسكرية، ومن أين، بل سنترك للميدان أن يخبر عن نفسه، هذا مع التأكيد على التقدير فوق العالي لدور الجيش اللبناني فيها.
وعلمت «الجمهورية» أنّ مشاورات مكثّفة بين جهات أمنية لبنانية رسمية وغير رسمية تَجري على قدم وساق، في سياق التحضير لمعركة جرود رأس بعلبك، حيث توحي الأجواء بأنّ كلّ الاستعدادات مكتملة تماماً، والخطة العسكرية قد وضِعت وباتت على شفير التطبيق، إنّما التوقيت سيعلن عن نفسه في أيّ لحظة، وقالت مصادر مشاركة في هذه المشاورات لـ«الجمهورية»: إنّ هذه الجهات الأمنية تضع في حسبانها كلّ الاحتمالات، وثمّة أهمّيتان لهذه المعركة، الأولى معلنة، أي تطهير المنطقة من الإرهابيين مهما كلّف الأمر، والثانية أنّ من شأن هذه العملية أن تميطَ اللثام عن مصير الجنود اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش».
وهذا يستوجب الحسمَ السريع للمعركة، وإلقاءَ القبض على بعض الرؤوس الكبيرة في «داعش» أحياءً، فلدى هؤلاء بالتأكيد كلمة السرّ التي يمكن أن تكشف عن مصير العسكريّين.
ولفتَ في هذا السياق موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث أكّد بعد استقباله المديرَ العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «أنّنا حرّرنا المنطقة في شكلٍ يساعد أهل المنطقة، والدولة هي مَن حرّرت أرض عرسال».
وأكّد الحريري «أنّنا لن نقبل أن يكون هناك أيّ نوع من الإرهاب على أيّ أرض لبنانية»، مشيراً إلى أنّ «الدولة قامت بواجبها وحصَل التفاوض مع «جبهة النصرة»، واستطعنا أن نصل إلى هذا الحلّ وسنكمِل معالجة هذا الموضوع»، مشدّداً على أنّ «الحكومة تعمل على إنهاء ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» بأحسن طريقة، وكلّ دول العالم تُفاوض الإرهابيين، فنحن نفتح بابَ التفاوض كي نرى في موضوع داعش، ما إذا كانت هناك إمكانية لعودة العسكريين فنحن مستعدّون لذلك.
وعلمت «الجمهورية» أنّ اللواء ابراهيم وضَع الرئيس الحريري في صورة المفاوضات التي قادها في الأيام الأخيرة لإنهاء ملفّ جبهة النصرة في جرود عرسال والمعوقات التي شابَتها، وسمعَ ابراهيم تقديراً من رئيس الحكومة على الجهود التي بذلها وأوصَلت إلى الغاية المنشودة ، كما جرى بحثٌ في موضوع العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش».
وقالت مصادر مواكبة للاجتماع إنّ لدى المدير العام للأمن العام خريطة طريق قد رسَمها لإطلاق عملية التفاوض في شأن العسكريين في القريب العاجل، وذكّرَت بقول ابراهيم نفسِه إن الوسيط الذي يمكن أن يكون له دور في هذا التفاوض موجود، وبالتالي يمكن أن ينطلق هذا التفاوض في أيّ وقت. إلّا أنّ ما يجري التركيز عليه هو «داعش» ومدى تجاوبِه في هذه العملية، خصوصاً أنه بإمكانكَ أن تتوقّع منه أيّ شيء، على أنّ المهم هو الوصول إلى نتائج إيجابية تعيد العسكريين إلى ذويهم.
كما علمت «الجمهورية» أنّ مجلس الوزراء سيُخصّص 15 مليون دولار لعرسال لإنمائها في ظلّ الوضع الجديد.
البناء : وجلسة لمجلس الوزراء
داخليا كتبت البناء حول الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء وكتبت تقول انه على وقع التطورات على الحدود، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس الحكومة، حيث ستحضر معارك الجرود وصفقة التبادل التي تمّت بتغطية رسمية في نقاشات الوزراء، وعلّقت مصادر وزارية مقرّبة من بعبدا لـ«البناء» بالقول: «لا جدوى من نقل الخلاف السياسي حول معركة الجرود إلى مجلس الوزراء بعد أن سبق السيف العزل وتمكّنت المقاومة والجيش من تحرير الجرود والقضاء على النصرة في الميدان والتفاوض معاً»، متساءلة: «ما جدوى تحويل الانتصار إلى موضع خلاف؟ لا سيما أن المقاومة والجيش حرّرا 100 كلم من الأرض اللبنانية الحدودية وإخراج 12 الف نازحٍ سوري ومئات من الإرهابيين من لبنان؟ وشدّدت على أهمية الانتصار وتظهير أبعاده الوطنية الجامعة وعدم تشويهه بتفاصيل ضيقة لا تخدم مصلحة البلد».
كما سيطلع الحريري مجلس الوزراء على أجواء زيارته للولايات المتحدة الأميركية ولقاءاته مع المسؤولين ورؤيته حيال مشروع قرار العقوبات المالية على لبنان.
وعلمت «البناء» أن مجلس الوزراء سيقر سلة من التعيينات تشمل التفتيش المركزي ورئاسة مجلس شورى الدولة ومحافظي البقاع وجبل لبنان في سياق توافق سياسي مسبق حولها.
وقالت مصادر حكومية لـ «البناء» إن «خطة الكهرباء غير مدرجة على جدول الأعمال ولن يطرحها المجلس في جلسته اليوم»، لكنها أوضحت أن «الخطة مجمّدة ولن تنفذ لإعادة النظر في بنودها بعد تقرير إدارة المناقصات الذي حدّد ثغرات في بعض بنودها».
وعن سلسلة الرتب والرواتب، استبعدت مصادر بعبدا لـ «البناء» أن «يردّ الرئيس عون مشروع السلسلة الى المجلس النيابي»، موضحة أن «الرئيس سيطرح الأمر اليوم من باب تحسين الإيرادات واتخاذ إجراءات على هذا الصعيد لتغطية كلفة السلسلة، لا سيما من وقف الفساد والهدر في الجمعيات الوهمية والمصاريف السنوية التي تتكلّفها الدولة لاستئجار مكاتب لها».