ارشيف من :أخبار لبنانية

الشيخ نعيم قاسم عن خبايا نصر الجرود: جبهة النصرة انكسرت بعد ان قاتلت قتالاً قوياً

الشيخ نعيم قاسم عن خبايا نصر الجرود: جبهة النصرة انكسرت بعد ان قاتلت قتالاً قوياً

 قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال مقابلة مع قناة العالم ان "التكفيريين في عرسال كانوا يشكلون خطراً حقيقياً على كل منطقة البقاع، واستغلوا مخيمات النازحين وعرسال لارسال السيارات المفخخة وتفجيرها،" مؤكداً ان العمليات العسكرية التي خاضها حزب الله ضدهم أراحت اللبنانيين وخاصة المسيحيين."

وأضاف الشيخ قاسم "انجاز جرود عرسال هو انجاز وطني بامتياز لان التكفيريين كانوا يشكلون حجر عثرة وكانوا يشكلون ايضاً خطرا حقيقيا على كل منطقة البقاع ويستغلون مخيمات النازحين وكذلك بلدة عرسال اللبنانية من اجل ان يرسلوا السيارات المفخخة الى داخل لبنان والاحزمة الناسفة لايذاء المواطنين، وكذلك قاموا بعمليات ضد الجيش اللبناني ووقع له شهداء وجرحى."

وتابع "اذاً وجود جبهة النصرة في جرود عرسال كان يعتبر خطرا حقيقيا ودائما، لانهم كانوا دائماً يرسلون السيارات المفخخة، وعندما قام حزب الله بهذه العملية استطاع ان يحرر جرود عرسال من النصرة خلال فترة اربعة ايام، والحمد لله كانت كل الصور تنشر في وسائل الاعلام والناس شاهدت طبيعة ووعورة المنطقة الصعبة والمعقدة. هذا الانتصار شعر معه اللبنانيون انهم حققوا انجازا كبيرا جداً."

ورأى الشيخ قاسم أن "الملفت هذه المرة ان كل المسيحيين كانوا متعاطفين ومؤيدين، لان بعض القرى المسيحية في منطقة البقاع كانت تتعرض لقصف من داعش والنصرة، وكانت تتعرض لبعض الاعمال التخريبية، وقد وجدوا ان هذا التحرير اراح المنطقة.. وفي النهاية عندما اعلن الامين العام لحزب الله السيد نصر الله ان المنطقة هي بتصرف الجيش اللبناني يعني ان حزب الله ليس لديه اطماع بأن يسيطر على ارض ويمسك بها، هذا كله اعطى صورة مشرقة جداً،" مؤكدا أننا "نستطيع ان نقول لم يشهد لبنان اجماعاً لبنانياً حول حزب الله ومقاومة حزب الله كما شهده في هذه المعركة لانه أراح اللبنانيين من التكفيريين من جماعة النصرة، بحيث انه اقتلعهم من جذورهم."‎

 

الشيخ نعيم قاسم عن خبايا نصر الجرود: جبهة النصرة انكسرت بعد ان قاتلت قتالاً قوياً

الشيخ نعيم قاسم

وفي سياق متصل أوضح نائب الامين العام لحزب الله أن " حزب المستقبل بكتلته النيابية هو صوت واحد في مقابل اصوات كثيرة في لبنان من كل الطوائف وكل القوى والاحزاب التي ايدت المقاومة، والميزة ان اهل عرسال الذين يحاول ان يدافع عنهم حزب المستقبل هم يريدون الخلاص، وهم عندما حصلت لقاءات معهم اعلامياً كانوا يشيدون بالمقاومة ويريدون التخلص من جماعة النصرة و"داعش"، وللعلم ربما لا يعلم الكثير من الناس ان انتخابات البلدية الاخيرة في عرسال نجح فيها المعارضون لحزب المستقبل، يعني ليس حزب المستقبل هو المسيطر على عرسال، هناك قوى اخرى تسيطر على عرسال وتؤثر والشعب يريدها، هؤلاء كانوا يعبرون عن فرحتهم بالانتصار الذي حصل، اضافة الى ذلك هم انتقادهم كان ان الدولة اللبنانية هي التي تحرر وليس على حزب الله ان يحرر، لكن لم يستطيعوا ان يجيبوا عن سؤال اساسي، ماذا لو بقيت النصرة هناك ولم يحرر احد المنطقة؟ هل تتحمل الناس بعد؟" وأضاف "الحمد لله النتيجة التي ظهرت في خروج الاف من العوائل مع مئات من المسلحين، اعطت صورة واضحة بان الانجاز كان عظيماً وصوت المستقبل لم يكن له أثر. اذكر لكم قصة وحادثة: احد الاعلاميين قال يا أخي ماذا يجري في لبنان؟ لم يعد هناك اعلام معادٍ للمقاومة؟ كلهم يؤيدون المقاومة؟ حتى الذين كانوا يعادونها؟ هل دفع لهم حزب الله اموالاً؟
الحقيقة ان الحدث كان من حيث الضخامة والوطنية ومن حيث انه دخل الى قلوب الجميع أقوى من بعض هذه الملاحظات التي يحاول البعض ان يثيرها."

من جهة أخرى، اعتبر الشيخ قاسم أن  "الازمة السورية لم تنتقل الى لبنان  لأن أداء حزب الله بالتحديد كان مهتماً بان لا تكون هناك فتنة داخلية، وان يقاتل في سوريا ويمنع الاثر على لبنان، وهذا ما تحقق، لذلك الان بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو رئيس مؤيد للمقاومة، وبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة سعد الحريري، ليس هناك في لبنان جو متوتر سياسياً، ولا توجد مشكلة سياسية، والانتصار الذي حصل مع حزب الله يعزز حالة التعاون في الداخل اللبناني ولم نعد امام حرتقات يمكن ان تخرب البلد او ان تؤثر فيه، بعض الاصوات البسيطة هذه لا تقدم ولا تؤخر، ومن هنا اقول ان حزب الله سيثمر هذا الانتصار لمزيد من التعاون الداخلي والمحافظة على الاستقرار والامن والاهتمام بشؤون الناس المعيشية بالتعاون مع الاطراف الاخرين."‎


وحول وضع جبهة النصرة قال الشيخ قاسم "جبهة النصرة كانت موجودة قريبا من المخيمات، وقريبا من مدينة عرسال، وكانوا ينزلون الى المخيمات والى عرسال يأخذون البضائع ويهربون السلاح ويلتجئون الى الناس كدروع بشرية، والنصرة تمتلك القدرة والامكانات العسكرية والمادية التي تجعلها تقاتل فترة طويلة من الزمن، فضلاً عن قناعات مسلحيها واعتقادهم. واليوم جبهة النصرة موجودة في ادلب وفي اماكن اخرى، يعني لا نتحدث نحن عن تنظيم انتهى، وانما نتحدث عن تنظيم حتى لو توقف عنه الدعم  في هذه المرحلة، لكن هو يمتلك قدرات كبيرة، ثم انه عندما بدأنا المعركة هو رفض ان يتحاور ورفض ان يستسلم او ان يعقد اتفاقا، وقرر ان يخوض المعركة، قاتل بشراسة في اليوم الاول، لكن قوة المقاومة وطريقة العمل ودفاع الشباب وتسديد الله عز وجل، دبّ الرعب في قلوبهم بعد يومين من المعارك، فاضطروا الى ان يذهبوا الى التفاوض والى الاستسلام عملياً، وبالتالي جبهة النصرة لم تخسر المعركة الا بعد ان قاتلت قتالا قويا وشديدا، لكن من واجهها كان أصلب وأقوى منها ومسددا من الله تعالى، لذلك انكسرت في المعركة."
وأضاف "بعض المعلومات تتحدث عن قتلى نحو 120 او 130 قتيلا، وتقريباً ثلاثة اضعاف العدد من الجرحى، وهم خسروا مساحة كانت تساوي 100 كيلومتر، بقوا في حوالي 5 كيلومتراً، لكن الـ5 كيلومتراً كانت محصنة ومتصلة مع المخيمات، يعني كانت اصعب مرحلة، مع ذلك قالوا نحن حاضرون للتفاوض. نحن قبلنا بالتفاوض لاننا لا نريد مزيدا من الدماء. وايضاً من مكتسبات المفاوضات اننا خلصنا خمسة اسرى كانوا لدى النصرة، وكل الفترة الماضية النصرة رفضت أن تناقش في تحرير الاسرى، فكانت فرصة مناسبة لنحرر اسرانا."‎

 

2017-08-06