ارشيف من :أخبار لبنانية
الجيش يمهّد بالنار.. معركة ما تبقى من الجرود باتت قريبة

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت باستعدادات الجيش اللبناني لبدء معركة جرود راس بعلبك والقاع.
وسلطت الضوء على تكثيف القصف المدفعي التمهيدي ضد مواقع "داعش"، في ظل عدم الاعلان عن توقيت بدء المعركة المرتقبة ضد التنظيم.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 07-08-2017
"الأخبار": الجيش والمقاومة يمهّدان بالنار: المعركة بعد خروج «أهل الشام»
بالنار، بدأ الجيش اللبناني والمقاومة إعداد العدة لمعركة تحرير الجرود التي يحتلها تنظيم «داعش». قيادة الجيش تبدو غير مستعجلة لإعلان انطلاق المعركة، كونها تنتظر اكتمال التحضيرات اللوجستية، بينها انتقال نازحين ومسلحين من عرسال إلى سوريا
انتزع الجيش اللبناني، هذه المرة، الغطاء السياسي من قوى السلطة، وها هو يستعد لخوض معركة تحرير الجزء الشمالي من جرود عرسال، وجرود بلدتَي رأس بعلبك والقاع، من احتلال تنظيم «داعش» الإرهابي. لم تضع القيادة، بحسب مصادر عسكرية، موعداً لبدء المعركة. فالتحضيرات اللوجستية لم تجهز جميعها بعد.
وقد رفضت المصادر تحديد موعد لانطلاق العمليات العسكرية، قائلة إن الجيش غير مستعجل، وعندما تجهز كافة الشروط اللوجستية، ستبدأ المعركة. يُضاف إلى ذلك أن خطوة ميدانية ينبغي القيام بها قبل انطلاق المعارك، تتمثّل في خروج «سرايا أهل الشام» من لبنان إلى سوريا. وأعلن «الإعلام الحربي» أمس أن نحو 3000 شخص، بينهم نحو 350 مُسلحاً من سرايا أهل الشام، سيرحلون الأسبوع الجاري باتجاه منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي. ووفق الاعلام الحربي، من المُقرر مغادرة قرابة 800 عائلة سورية خلال هذا الأسبوع من مخيمات النازحين في عرسال باتجاه قرى وبلدات القلمون الغربي.
في هذا الوقت، يستمر الجيش والمقاومة في استهداف مجموعات تنظيم داعش في الجرود. ويوم أمس، استهدفت مدفعية الجيش مراكز لـ«داعش»، فدمّرت «عدداً من التحصينات وأوقعت إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين»، بحسب بيان مديرية التوجيه، فضلاً عن أنّ وحدات من الجيش تمركزت، من ناحية جرود عرسال، «على تلال ضليل الأقرع ودوار النجاصة وقلعة الزنار». وفي الوقت عينه، أعلن «الإعلام الحربي» أن المقاومة استهدفت مجموعة من «داعش» قرب خربة داوود، «ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المجموعة».
مصادر عسكرية قالت لـ«الأخبار» إن تقدّم الجيش لم يكن نتيجة معركة، إذ إن المواقع التي سيطر عليها تُعدّ «منطقة رمادية». فلا هي بيد العدو، ولا الجيش يسيطر عليها. لكن التقدّم إليها يؤمّن للجيش تماساً إضافياً مع المناطق التي يحتلها داعش.
وأكّدت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» أن الجيش لا ينسّق بشأن معركة عرسال مع الجيش السوري، رغم وجود مكتب دائم للتنسيق بين الجيشين، ورغم أن الجيش اللبناني لا يزال يتلقّى قطع غيار من سوريا لجزء من دباباته. وجزمت المصادر بأن الأميركيين لن يشاركوا في المعركة ضد داعش، مكرّرة أن الموجودين في لبنان ليسوا سوى تقنيين. ونفت أن يكون أميركيون هم من يشغّلون الطائرات المسيّرة عن بُعد التي يستخدمها الجيش في الجرود، مؤكدة أن ضباطاً ورتباء لبنانيين هم من يتولون هذه المهمة.
في الإطار عينه، نفى وزير الدفاع يعقوب الصراف، في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان 93.3»، أيّ تنسيق عسكري بين الجانبين اللبناني والسوري، «بسبب الخلاف السياسي في هذا الملف»، سائلاً في الوقت عينه «أين المشكلة في التنسيق مع سوريا إن كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية؟». وعن طلب الدعم الأميركي في المعركة، ردّ الصراف باعتقاده أنّ «الجيش لن يطلب مساعدة أحد»، مع إشارته إلى أنّه «لا أحد سيألو جُهداً في تأمين أيّ مساعدة للجيش في حال احتاج إليها».
"البناء": انطلاق المعركة مع «داعش»
تحت غطاءٍ ناري مدفعي وجوي مكثّف ومركّز، أطلق الجيش اللبناني معركة تحرير القسم الثاني من الجرود اللبنانية في القاع ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد أن تمكّنت المقاومة والجيش السوري من تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة» وأسرى حزب الله الأسبوع الماضي.
وكثفت وحدات وألوية الجيش المنتشرة في الجرود فجر السبت الماضي، قصفَها لمواقع المسلحين في القاع ورأس بعلبك، مستخدمة استراتيجية القضم الممنهج للتلال والمرتفعات الاستراتيجية الحاكمة التي يسيطر عليها «التنظيم»، الذي أُجبر على إخلائها والانسحاب منها تحت ضغط النيران، وأبرز تلك التلال: ضليل الأقرع والزنار ودوار النجاصة، حيث زرع عناصر الجيش العلم اللبناني عليها.
وأفادت قيادة الجيش في بيان أن «وحدات من قوّاته تمركزت على تلال ضليل الأقرع، دوار النجاصة وقلعة الزنار من ناحية جرود منطقة عرسال، استكمالاً لانتشار هذه الوحدات في إحكام الطوق على المجموعات الإرهابية التابعة لـ»داعش»، كما واصلت مدفعية الجيش استهداف مراكز هذا التنظيم في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع، حيث دمّرت عدداً من التحصينات، وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين».
واستهدف الجيش تلال ونقاط خربة داوود ورأس الكف والوشل وجبل المخيرمة وشميس العش ودرب العرب. وقد تحدثت مصادر ميدانية عن مقتل ستة عناصر لـ «داعش» وفرار آخرين من المواقع التي سيطر عليها الجيش، في حين دعت القيادة وسائل الإعلام والمحللين، إلى «توخي الدقة في الإدلاء بالمعلومات والتحليلات، والعودة إليها للحصول على الوقائع والمعطيات الصحيحة».
ومواكبة لرمايات وتقدّم الجيش في مواقع «داعش»، أعلن الإعلام الحربي لحزب الله أن «المقاومة استهدفت بالقصف المدفعي والصاروخي المباشر تجمّعاً لمسلحي «داعش» قرب خربة داوود عند الحدود السورية اللبنانية، ما أدّى لوقوع قتلى وجرحى بصفوف مسلحي التنظيم عُرف من القتلى مسؤول إحدى المجموعات يُدعى «معن».
وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ «البناء» إن «ما يقوم به الجيش هو السيطرة المتدرجة على التلال الحاكمة بهدف امتلاك قدرة التحكّم في المنطقة وتحصين مواقعه للانطلاق في الهجوم على المواقع الأساسية التي يتحصّن فيها عناصر التنظيم وقضم المواقع التي يحتلها وتقليص المساحة التي يسيطر عليها لحصاره في بقعة ضيقة». كما أوضحت أن «تحركات الجيش وضرباته المكثفة تحمل رسالة الى قيادة داعش بأن الجيش لديه كامل الجهوزية للمعركة، وفضلاً عن استخدام المناورة الميدانية لسبر أغوار التنظيم وقدرته على المقاومة ونوع الأسلحة التي يمتلكها والأسلوب الذي سيقاتل فيه».
"النهار": طبول الحرب تقرع في جرود رأس بعلبك والقاع
بدأت طبول الحرب تقرع في جرود #رأس_بعلبك و #القاع، منذرة بـ"معركة رأس بعلبك والقاع"، في ضوء تطورات عسكرية اتخذها الجيش اللبناني مع تقدمه وفرض سيطرته على عدد من المواقع الاستراتيجية، اولها تلة ضليل الاقرع بين جرود رأس بعلبك والفاكهة، وثانيها نقطة التماس بين جرود رأس بعلبك وعرسال، وهي تلة النجاصه وتلال دوار الزنار قرب وادي شبيب، والتي كان يسيطر عليها تنظيم " #داعش". وقد حقق الجيش إصابات مباشرة، ورفع العلم اللبناني عليها.
منذ أيام، يقرع الجيش طبول الحرب في مواجهة تنظيم "داعش". واستكمل استعداداته العسكرية واللوجستية في شكل كامل، في وقت لا تزال ساعة الصفر لبدء المعركة غير معلنة. وهي رهن بالميدان، خصوصا ان "داعش" يقع بين فكي كماشة.
فمقاتلوه محاصرون حتما في مساحة 200 كيلومتر مربع، بين قارة والجراجير السورية وجرود القاع ورأس بعلبك. لذلك لا خيار أمامهم سوى الحرب. فالتنظيم الذي يعتمد في معركته على تحصينات اقامها منذ 4 اعوام، وعلى مواقع له اقامها على التلال المرتفعة وشراسة مقاتليه، يتمركز اليوم في نقاط محددة تقع تحت سيطرة الجيش اللبناني من جهة، والجيش السوري من جهة اخرى.
وكثف الجيش تعزيزاته في مراكزه هناك خلال الايام الماضية. واعلن الاستنفار العام والتعبئة الشاملة لكافة وحداته، البرية والجوية، بحيث يتدخل الطيران العسكري اللبناني بقوة في هذه المعركة، نظرا الى طبيعتها الجردية الوعرة.
ويستخدم طائرات "سيسنا" في عملياته. واستقدم دفعات من الفوج المجوقل الذي يسيطر على تلال عرسال، وهو ثابت هناك. كذلك، استحدث مراكز جديدة على تلال مرتفعة كانت سابقا تحت سيطرة "جبهة النصرة". "واستقدم آليات ثقيلة، من مدرعات ودبابات وراجمات AMB، وصاليات صواريخ.
في غضون ذلك، كثّف قصفه لمراكز "داعش" في شكل غير مسبوق، مما ادى الى تدمير عدد من مراكز التنظيم، من دون ان تتوقف مدفعيته عن استهداف اي تحرك للمسلحين في الجرود.
معركة "رأس بعلبك والقاع" الاستراتيجية تلاقي تأييدا واسعا وشاملا من كافة الاهالي في المنطقة، واللبنانيين عموما. فهي معركة تأخذ بعدا وطنيا، لكون الارض لبنانية. وينتظر اهالي رأس بعلبك والقاع، بفارغ الصبر، لحظة تحرير الجرود، مؤكدين انهم الى جانب الجيش، كي يشعر ببيئة حاضنة له، وان الاولوية له، في كل الاعمال الامنية والعسكرية على الجرود والحدود.
"الديار": الطوق يكتمل حول «داعش» في انتظار الضربة القاضية
توحي المؤشرات الميدانية المتراكمة ان لحظة انطلاق الهجوم الحاسم على مواقع «داعش» في جرود القاع وراس بعلبك قد اقتربت، مع الاشارة الى ان «سر» الساعة صفر لا يعرفه سوى القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
بعد ايام من القصف «المنهجي» على مواقع وتجمعات مسلحي «داعش» في الجرود، في سياق «التحمية» الميدانية المتدرجة، سُجل أمس تطور إضافي، تمثل في تمكن الجيش من التقدم نحو ثلاثة مرتفعات لناحية جرود عرسال، هي تلال ضليل الاقرع ودوار النجاصة وقلعة الزنار، في ما بدا انه تمهيد للمعركة الفاصلة. كما واصلت مدفعية الجيش استهداف مراكز «داعش» ما ادى الى تدمير عدد من تحصيناته وتحقيق اصابات مؤكدة في صفوف الارهابيين.
وقد أتت سيطرة الجيش على المرتفعات الثلاثة لتغلق الحيز الجغرافي المتصل بجرود عرسال امام ارهابيي «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، الامر الذي أدى الى إحكام الطوق على هذا التنظيم من كل الجهات، ومن ثم تضييق هامش حركته.
ويمكن القول بعد عملية الامس «الموضعية» انه لم يعد هناك اي ممر او منفذ لـ «داعش» في اتجاه العمق اللبناني، بحيث فقد كليا القدرة على التسلل او المناورة، وبات مقاتلوه عالقين بين فكي الكماشة اللبنانية - السورية... في انتظار الضربة القاضية.
ومن الواضح ان الجيش يعتمد في «المرحلة الانتقالية» تكتيك استنزاف العدو وزيادة جرعات الضغط عليه، بشكل يؤدي الى ضعضعته وإصابته بـ«الدوار الميداني»، وصولا الى تأمين افضل الشروط الممكنة لضربه واستئصاله، من دون ان يعني ذلك ان المؤسسة العسكرية تستخف بالمعركة، نظرا للطبيعة الجغرافية الصعبة ولتمرس ارهابيي «داعش» المعروفين بشراستهم.
ولعل اللحظة الحالية هي المثلى كي ينقض الجيش على «داعش» الذي يتعرض في هذه المرحلة لهزائم متلاحقة في العراق وسوريا، ما يعطي المؤسسة العسكرية فرصة للاستفادة من هذا الزخم وديناميته من أجل تطهير الاراضي اللبنانية.
وتكتسب معركة جرود القاع وراس بعلبك بالنسبة الى الجيش اللبناني أهمية استثنائية، ليس فقط على المستوى الميداني وانما ايضا على المستوى المعنوي المتصل بترسيخ ثقة المؤسسة العسكرية في ذاتها وثقة اللبنانيين فيها، حتى ان هناك من يقول ان «الجيش» بعد موقعة الجرود لن يكون كما قبلها.
والارجح ان الجيش سيصبح بعد انتصاره اقل تسامحا ومرونة مع الاصوات التي اعتادت التشويش عليه، والتشكيك في مهامه ونياته، كما حصل في اعقاب مداهمته مؤخرا لبعض مخيمات النازحين في عرسال. وقد أعطى مصدر عسكري رفيع المستوى اشارة في هذا الاتجاه بقوله: «عندما تنتهي معركتنا مع داعش سيكون لنا حديث آخر..» من دون ان يفصح عما يقصده بالتحديد، تاركا المجال مفتوحا امام الاجتهاد في التفسير.