ارشيف من :أخبار عالمية

مسلسل الاستيطان مستمر بالتزامن مع مخطط التطبيع ونقطة الالتقاء تهويد فلسطين

مسلسل الاستيطان مستمر بالتزامن مع مخطط التطبيع ونقطة الالتقاء تهويد فلسطين

لا يتوانى العدو الصهيوني عن المضي قدما في سياسته الاجرامية على الأراضي الفلسطينية المحتلة معتمداً سياسة متعددة الاوجه، ففي الوقت الذي يطالب فيه العرب بالتطبيع من جهة، فانه يلجأ الى توسيع عمليات الاستيطان والتدمير من جهة أخرى، فيما يبدو ان هذه الخطوات تندرج في خانة تهويد فلسطين بكل ما للكلمة من معنى، عبر استغلال الظروف الفلسطينية الداخلية، والدعم الاميركي اللامحدود، عبر المحاولات الجارية لممارسة الضغوط على بعض الدول العربية للقبول بتطبيع علاقاتها مع كيان العدو.

في ظل هذه الاجواء، قال أحد الحلفاء السياسيين الرئيسيين لرئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" أمس انه يجب على " إسرائيل " المضي قدما في خطط توسيع المستوطنات على الأراضي المحتلة برغم الاعتراضات الأميركية.

في غضون ذلك ، واصل المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية عمليتهم التي أطلقوا عليها اسم "عملية جباية الثمن" والتي أطلقوها قبل أقل من شهر ردا على إخلاء بعض البؤر الاستيطانية، مستهدفين سيارات المواطنين في الخليل بالحجارة.

وقد هاجمت مجموعات من المغتصبين أمس سيارات المواطنين في حي ابو سنينة بمدينة الخليل المحتلة، وذلك ردا على إخلاء بؤرة استيطانية بالقرب من رام الله. وأضافت المصادر الصهيوينة بأن المستوطنين حطموا زجاج العديد من المركبات الفلسطينية في الحي ما فجّر مواجهات مع الفلسطينيين.

وفي هذا السياق ، فان التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الداخلي الصهيوني " ايلي يشاي" تسلط الضوء على الضغوط التي يواجهها نتنياهو من شركائه اليمينيين في الائتلاف الحاكم لمقاومة دعوات واشنطن لتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة"، وقال "يشاي" خلال زيارة لمستوطنة في الضفة "لا يمكن إبلاغنا بأن علينا ألا نبني داخل الكتل الاستيطانية"..

اما " ريئوفين ريفلين " - رئيس الكنيست والعضو بحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو - فقال من جهته انه "لن يكون هناك سلام" إذا لم تقم " إسرائيل" بالبناء في "المنطقة اي1" لربط المستوطنات في تلك المنطقة بالقدس.

في المقابل، كشف قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير رجب التميمي، أمس، عن وجود أنفاق حفرتها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى تتسع لشاحنات وجرافات كبيرة، في وقت تستعد 20 عائلة صهيونية للاستيلاء على قطعة أرض في حي سميرا ميس المقدسي. وقال التميمي في بيان إن الانهيارات المتتالية للطرق والأسوار تؤكد تعرضه لأكبر مؤامرة تهدد بنيانه وهويته لتقويضه وإقامة “الهيكل المزعوم على أنقاضه”، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن الانهيار الأرضي الذي تعرض له الشارع الرئيس وسط حي " وادي حلوة " في بلدة " سلوان " بالقرب من جامع العين بسبب الحفريات.

كما جدد التميمي دعوته لكل من يمكنه الوصول بوجوب شد الرحال إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه، محرماً التقصير في ذلك، ومؤكدا أن المسجد تجاوز مرحلة الخطر الشديد، مشيراً الى اعتراف الاحتلال باستعمال مواد كيماوية في الحفريات، ما يعني أن هذه المواد تغلغلت في عمق الأرض أسفل المسجد الأقصى، وأدت إلى ذوبان كامل للصخور. وقال إن الأيام المقبلة قد تشهد انهيارات جديدة في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بالمسجد، موضحا أن هناك حملة جديدة من الاستيطان التي تنفذها بلدية الاحتلال في سلوان والشيخ جراح ورأس العمود وشعفاط وبيت حنينا، تهدف لفصل هذه الأحياء عن البلدة القديمة في القدس.

وأضاف التميمي إن الأخطار التي تحيط بمدينة القدس والتضييق على أهلها وتهجيرهم منها رغما عنهم بفرض الضرائب الباهظة وسحب هوياتهم ومصادرة أراضيهم وإقامة الأحياء اليهودية عليها، وإقامة جدار الضم والتوسع حولها وإغلاق مؤسساتها، وانتهاك مقدساتها آخذة في التصاعد يوميا.

في غضون ذلك، كشف تقرير اعدته صحيفة “إسرائيل اليوم” أن نحو عشرين عائلة صهيونية تعتزم الاستيطان قريبا في قلب حي “سميرا ميس” شمال شرقي القدس، المطل على مطار قلنديا ، وتدعي العائلات العشرون أنها اشترت عام 1973 أرضا بمساحة 22 دونما عليها ثمانية مبان كبيرة. وقالت بلدية الاحتلال في القدس إن الأرض قيد المعالجة من “وحدة الرقابة في اللجنة اللوائية”.

الى ذلك ، أدخل وزير الحرب " ايهود باراك " كتاب توراة الى كنيس في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس، وعلى بعد أمتار من المسجد الاقصى.
كما دعا مسؤولان “إسرائيليان”، أمس، الى مواصلة أعمال البناء في القدس المحتلة وتحديد الموقف الأميركي المعارض لهذه الخطوة.

وفي وقت سابق، كشف المحامي احمد الرويضي ان عدة انهيارات وقعت حتى اللحظة في مواقع مختلفة من حي وادي حلوه في سلوان، اخطرها كان انهيار احد الصفوف الطلابية في مدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في الحي المذكور، اضافة الى التشققات في عشرات المنازل الامر الذي يهدد بطرد 8000 مواطن مقدسي يقطنون المنطقة.

وكان انهيار قد وقع في الشارع الرئيسي لحي وادي حلوه في سلوان على بعد امتار من مسجد عين سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك، حيث كانت حفريات قد بدأت قبل خمس سنوات في الموقع المذكور وصلت الى عمق 25 مترا واحدثت انهيارات متكررة في الاراضي والمنازل المجاورة، وتشكل خطرا على المسجد المبني منذ عشرات السنين.

واشار الرويضي الذي زار منطقة الانهيار برفقة وفد من لجنة الدفاع عن اراضي وعقارات سلوان الى خطورة الموقف وأثره على امكانية انهيار متوقعة للجهة الجنوبية للمسجد الاقصى المبارك اذا استمر حفر هذه الانفاق، التي تلقى الدعم من قبل اجهزة الحكومة الاسرائيلية المختلفة واحزاب اليمين والجمعيات الاستيطانية، والتي تنشط للسيطرة على عقارات المقدسيين في الحي، حيث يسيطر المستوطنون على ما مجموعه 40 منزلا من منازل الحي، اضافة الى ان 120 منزلا مهددة بالهدم نتيجة لإجراءات بلدية الاحتلال في ذات الحي وحي باب المغاربة الملاصق، والحيان امتداد لحي البستان باتجاه الجنوب حيث هناك قرار بهدم 88 منزلا وطرد 1500 مواطن.

وفي سياق اخر، اعتبر المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين إن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن القضية الفلسطينية كان قد أعلن عنها منذ لقائه مع قيادات منظمة “الإيباك” قبل فوزه في الانتخابات حين أشار إلى أنه مع يهودية “إسرائيل”، فضلا عن أنه (أي أوباما) قد أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله بأنه يجب على الحكام العرب أن يخفضوا من سقف المبادرة العربية حتى تصبح مقبولة لدى “إسرائيل”.

وأضاف ياسين إن اوباما أعطى ضمانات لـ “إسرائيل” بشأن عدم عودة اللاجئين وعدم الانسحاب إلى ما قبل 4 يونيو (حزيران) 1967، وهي نفس الضمانات التي تعهد بها سلفه بوش الابن في 14 إبريل/نيسان 2004 لرئيس وزراء “إسرائيل” الأسبق ارئيل شارون. ويرى ياسين أن الاندفاع نحو التطبيع يجهز تماما على ما تبقى من القضية الفلسطينية، بل والقضايا العربية، منتقدا الضعف العربي الرسمي وحالة التعثر


تقرير : محمد حسين سبيتي

2009-08-11