ارشيف من :أخبار لبنانية
’الجرود’.. معركة مصير يفرض الوحدة

خالد رزق - الاخبار المصرية
ما بين جرود القلمون السوري وعرسال اللبنانية.. جرت واحدة من أهم المعارك الحاسمة في المواجهة القائمة ما بين جماعات التكفير والإرهاب المسلح عابر الحدود والقوميات، والجيوش الوطنية حارسة الإنسانية والمصير الوطني في بلاد الشام سوريا ولبنان..
مجاهدو المقاومة أثناء مهاجمة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وطرده من جرود عرسال
المعارك التي توجت بانتصار سريع للجيشين اللبناني والعربي السوري وشهدت اندحار تنظيم النصرة وفرار قادته إلى حيث ملاذات بعدها تحت سيطرة الجماعات أو تحت نفوذ الدول الراعية للإرهاب التكفيري إقليمية وغربية كانت هي التجسيد الحقيقي لوحدة مصير الشعوب المتحضرة في مواجهة الحروب القذرة التي استهدف بها أعداؤنا التاريخيون أمتنا ووظفوا فيها أحط وأوضع البشر ممن يستبيحون أرواح وأعراض وأموال الناس بإسم السماء وإن كانوا واقعاً وبأفعالهم يحاربون الرب ودينه وشريعته لخلقه.
ومن وجهة نظري ليس الأهم والأشد بعثا للتفاؤل في هذه المعركة أنها شهدت انتصاراً سريعاً لرجال الأوطان وإنما الأهم هو أنه وللمرة الأولى منذ أجيال شهدت المعركة تعاوناً وتشاركاً ما بين الجيشين العربي السوري واللبناني، وبينهما عنصر الحسم الأهم رجال المقاومة اللبنانية "حزب الله" الذي عمل على توحيد الأهداف بين الجيشين وهو يقاتل إلي جوارهما..
والحق أن أي متابع للشأن السوري اللبناني "له" أن يدهش كيف صار ممكناً لجيشي البلدين وبعد سنوات عنوانها النفور والتحدي أن يصطفا في مواجهة واحدة، ولكنه سرعان ما يعود للحقيقة الأزلية والتي لن يغير منها أبداً شيء من سياسة وخلافات بين الدول.. وهي أن مصير ومقدرات البلدين تفرض اتصالهما وبلا انفصام عبر التاريخ بماضيه وحاضره وفيما هو آت من أيام وحتي نهاية الزمن.. ببساطة تجسد الحالة الشامية سورياً ولبنانياً واقع الوحدة المصيرية التي تعبر سياجات وخطوط الحدود الجغرافية والسياسية بما تفرضه الأخيرة من تجاذبات، إلي وحدة الوجدان الشعبي.. فحتى وإن طغت على السطح نعرات الذاتية في حالات متناثرة متنابذة هنا وهناك، تبقى هذه الحقيقة واضحة لا يعتريها لبس ولا يجحدها لبناني ولا سوري وطني عاقل في مواجهة حروب الوجود..
وأتصور أن وجود حزب الله في المعادلة سيما وقد كان المبادر إلى ميادين القتال المتعددة في البلدين متجاوزاً حدود الجغرافيا وسقوف الساسة برؤى محترفيها وليس السياسة، وما أظهره رجال المقاومة من جسارة وبسالة وعزم لا يلين "دفاعاً" عن الوطن ومصير أبنائه، كان هو ما وضع الجميع في المؤسستين العسكريتين أمام مفاضلة بين تقديم خيار المقاومة ووحدة وثبات الموقف كمصلحة وطنية تسمو فوق كل الاعتبارات أو ارتهان المصير عند تجار السياسة..
في معركة الجرود الأوطان ربحت..