ارشيف من :أخبار عالمية
أطول جولة لوزيرة الخارجية الاميركية : هيلاري كلينتون ضيفة 7 دول أفريقية
تقرير: ليلى سرعيني
أحد عشر يوماً هو الوقت المخصص لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لتجول على 7 دول أفريقية.. هدف الزيارة واضح في الظاهر, بعدما حددت الخارجية الاميركية في كل دولة من الدول السبع أزمة خاصة بها تراوحت بين معالجة موضوع المسلحين وكيفية التخلص منهم, الى الحد من انتشار الايدز ...دون ان تغفل عن المزايدة ايضا في موضوع الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان. أما الهدف الباطني للزيارة ، فهو يطرح استغراباً حول الاهتمام المفاجئ بشؤون القارة الافريقية, بعد أن كانت مصدر للفساد والاجرام والارهاب والفقر، بحسب تصريحات أميركية سابقة !! وبالتالي فإن السؤال الاساسي الذي يطرح في هذا الاطار حول الاسباب الكامنة خلف تبدد الخوف الغربي من المحيط الافريقي وهل ثمة توسع في المطامع الاميركية للسيطرة على ثروات القارة , والهيمنة بالتالي على المنابع النفط فيها .
اذا ، جولة كلينتون في أفريقيا تكاد تكون الاطول من نوعها , وهي بدأت من كينيا, حيث التقت في العاصمة نيروبي, الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد, في محاولة أميركية لبث الدعم في روح الحكومة الانتقالية في صراعها مع الحركات الاسلامية المتشددة. ووصف شيخ أحمد اجتماعه مع كلينتون بـ"الفرصة الذهبية", لتبادل وجهات النظر الرسمية بين الطرفين حول الوضع في القرن الافريقي.
وكانت كلينتون قد تحدثت قبيل اجتماعها مع شيخ احمد فقالت: "نحن نريد دعمه في جهوده لفرض السلطة على اجزاء من الصومال تهزها الصراعات منذ عام 1992". مضيفة ان الحكومة الانتقالية "تحاول خلق مناطق خالية من الصراعات، وقد اوضحنا اننا ندعم هذا الجهد، وندعم تدخل الاتحاد الافريقي في الصومال".
كما تعهدت كلينتون, بدعم الحكومة الصومالية الانتقالية بالمعدات العسكرية والتدريب والمساعدات المالية، مستبعدة حصول أي تدخل عسكري مباشر. ولفتت الى ضرورة تقديم مساندة قوية للحكومة الصومالية ضد "المسلحين ومن يمولهم", في اشارة منها الى الحكومة الاريترية. وقالت ان وجود "عناصر ارهابية" في الصومال يمثل تهديدا لافريقيا وغيرها، بحسب تعبيرها، مهددة باتخاذ إجراءات ضد "أسمرة" إذا لم توقف دعمها لـ "حركة الشباب المجاهدين" المعارضة لحكومة مقديشو.
وفي المقابل ردت أريتريا على المزاعم الاميركية, فأكد وزير الاعلام علي عبده أحمد, عدم تراجع بلاده عن دعم الشعب الصومالي وسوف تعمل على تعزيزه. كما دعا أحمد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن تنأى بنفسها عن التدخل بشؤون الصومال "مرة واحدة وإلى الأبد".
واعتبر الوزير الإريتري تصريحات كلينتون "مخيبة للآمال وتدعو للدهشة"، واعتبر أن الإدارة الأميركية "اختارت أن تجر نفسها إلى وحل الصومال, وأنها لم تع الدرس ولم تتعلم من أخطاء الإدارات الأميركية السابقة في الصومال على مدى 18 عاما".
بدوره، أعلن الناطق بإسم "حركة الشباب المجاهدين" شيخ علي محمد راجي عن استمرار الصراع مع الحكومة, رغم الدعم الاميركي لها, وقال ان "اي دعم تقدمه امريكا لهذه الحكومة لن يوقفنا عن الاستمرار في طريقنا، لاننا نؤمن بالله، ونحن متفائلون دائما بنصره". ونددت الحركة بلقاء شيخ شريف - كلينتون, وأسف شيخ علي محمود راقي " لافتخار شخصيات تدعي المسؤولية باللقاء مع امرأة تعد وكيلا لفرعون العالم". ووصف اللقاء بأنه "مؤامرة ضد الشعب الصومالي".
وفي ثاني محطة من جولتها الأفريقية, انتقلت كلينتون من كينيا الى جنوب افريقيا, حيث التقت الرئيس جاكوب زوما في مدينة دوربان شرق البلاد. ونقلت رسالة من الرئيس الاميركي الى زوما, يبدي فيها رغبته "القوية جدا" في العمل بشكل وثيق معه والعمل بشكل وثيق مع جنوب أفريقيا.
وشكل لقاء كلينتون وزوما منعطفا في العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الخلافات حول عدة مواضيع لا سيما زيمبابوي والصومال والاجتياح الأميركي في العراق ومكافحة الإيدز.
وفي سياق اخر ، ذكرت تقارير إعلامية أن كلينتون حثت الحكومة الجديدة في جنوب أفريقيا على دفع زيمبابوي لزيادة وتيرة الإصلاح السياسي. كما التقت كلينتون رئيس جنوب أفريقيا السابق, نيلسون مانديلا في جوهانسبرغ ووصفت اللقاء بأنه "مصدر الهام لي، ويزداد اعجابي بالعمل الذي ينجزه وتقديري لشخصه".
وفي زيارة رسمية تهيمن عليها المشاريع النفطية وعودة الشركات الأميركية،الى البلد. حطت كلينتون رحالها في أنغولا, حيث عمدت الى التباحث حول كيفية تحسين العلاقات الانغولية الاميركية, مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تستورد 7% من احتياجاتها النفطية من انغولا التي تعد المنافس النفطي الأقوى لنيجيريا في المنطقة.
وذكرت مصادر مقربة من الطرفين, أن كلينتون استغلت زيارتها لتحسين العلاقات مع أنغولا التي تضررت كثيرا بسبب التجاهل الأميركي لها في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
وبالامس, وصلت كلينتون الى جمهورية الكونغو, لبحث وقف "اعمال العنف ضد النساء" ,ووعدت بزيارة مدينة غوما في شرق الكونغو حيث ستلتقي ضحايا "أعمال اغتصاب" انتشرت خلال القتال بين الجيش وجماعات متمردة. وأشارت كلينتون الى إنها ستحث حكومة الكونغو على التخلي عن استخدام "النساء كأسلحة حرب".
ويرتقب ان تستكمل كلينتون جولتها الافريقية خلال الايام القليلة الماضية بزيارة كل من نيحيريا وليبيريا والرأس الاخضر, وربما تسعى في مهمتها هذه الى ضرب 7 عصافير بحجر واحد, علها تستطيع أن تحقق المصالح الاستراتيجية الاميركية في القارة بذريعة "الديمقراطية وحقوق الانسان
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018