ارشيف من :أخبار لبنانية
الخيام.. محتضنة النصر والشاهدة على مقبرة الميركافا

إيمان مصطفى
أحد عشر عامًا ولمّا تزل صفحة العزِّ التي سطّرها مجاهدو المقاومة في تموز تحكي هزائم الجيش الذي وُصف يومًا بـ "الأسطورة".. أحد عشر عامًا ولم يستطع العدو الصهيوني أن يمحوَ آثار تلك الندبة السوداء التي ترسّخت عميقًا في تاريخه العسكري.. بل ويزيد الوهج عامًا بعد عام.
وفي كل عام يجوب المهرجان ساحات الفداء تخليدًا ليوم النصر المبين، واليوم تستقبل بلدة الخيام الجنوبية مهرجان الانتصار المركزي؛ تلك البلدة الحدودية مع فلسطين المحتلة التي كسرت شوكة "الجيش الذي لا يُهزم" ومرغت أنفه في مقبرة الميركافا في تموز عام 2006.
في باحة البلدة اصطفت الكراسي بالآلاف، ورفرفت الرايات شامخة مقابل العدو الذي ظنَّ يومًا أنه سيُخضع أهلها... وتعلو المنصة التي تزدان بلوحات الانتصارات التي سطرتها المقاومة شاشة عملاقة سينيرها حضور سيد المقاومة والنصر.
وفي الباحة مشاهد تروي هزيمة العدو، من خلال مجسّمٍ لمقبرة الميركافا يظهر الدبابات المهزومة...الفرق الفنية والإعلامية خلية نحل جاهزة لاستقبال الذكرى الحادية عشرة لانتصار تموز 2006، والتي سيقيمها حزب الله يوم الأحد في الـ13 من آب الجاري.
وبفضل ما قام به المجاهدون من انتصار على الإرهاب في تموز 2017 يضاف إلى نصره الإلهي في تموز 2006، لم ينس القيمون أن تحمل المنصة صورة لمجاهد يرفع راية النصر في جرود عرسال وصورة لدبابات الميركافا المحطمة في سهل الخيام... فكان احتفال بـ "زمن النصر".
وعن هذه الاستعدادات وغيرها يتحدّث مسؤول المكتب الصحفي في إعلام المنطقة الاولى يوسف مغنية، فيشير الى أن اللمسات الأخيرة ستنتهي خلال الساعات القليلة القادمة.
ويضيف مغنية لموقع "العهد" الاخباري أن مداخل القرى التي تصل إلى باحة الاحتفال ازدانت بالرايات واللافتات التي تحمل عبارات الانتصار.
مغنية يتوقف عند رمزية المكان، مشدداً على أن سهل الخيام يحمل معانيَ كبيرة، فهو مقبرة دبابات الميركافا التي حاولت أن تستهدف أهالي الجنوب العزّل، وبفضل ما قام به شباب المقاومة من تصدٍّ لهجمة العدو انقلبت غاياته وتحولت أهدافه إلى هزيمة كبرى ومني بخسارة فادحة في جيشه ودباباته التي احترقت في سهل الخيام.
ويتوقّع مسؤول المكتب الصحفي في إعلام المنطقة الأولى أن يكون الحضور الشعبي لجمهور المقاومة هذا السنة أكبر وأوسع، لما يحمله هذا العام من انتصار تموز 2006 وتموز 2017 في معركة جرود عرسال، وستغص باحة الاحتفال بالحشود على أرضها ومدرجاتها والطرقات المحيطة بها، مشيرًا إلى أن شعار المهرجان هذا العام يحمل عنوان "زمن النصر".
مغنيه يؤكد أن الرسالة هذا العام ستصل بالصوت والصورة بشكل أسرع وأقوى لقرب الخيام من الحدود الفلسطينية، مشيراً الى أن مستعمرة المطلة تبعد ما يقرب من 5 كيلو متر خط ناري عن الخيام، وخصوصاً أن موقع "العباد" يطل على باحة الاحتفال.
ودعا مغنية جمهور وشعب المقاومة للمشاركة والحضور لأن الانتصار الذي تحقق بدماء الشهداء وجراح الجرحى لهم ويخصهم ولان مجاهدي حزب الله لقنوا العدو الصهيوني درساً لا ينسى.
بدوره، اعتبر رئيس بلدية الخيام علي عبد الله أن إقامة مهرجان المقاومة في الخيام شرف للخيام وأهلها خصوصاً أنها "مسرح مذبحة دبابات الميركافا".
ويؤكد أن "الخيام بلدة مقاومة أظهرت ضعف العدو الذي خرج منها منهكاً، عاجزاً، وذليلاً لعدم تحقيقه أي إنجاز عسكري"، مضيفاً أنها "بلدة معتقل الخيام الذي احتضنت زنزانته عذابات المجاهدين الاسرى".
ويشير عبد الله لموقعنا الى أن هذا الانتصار يشكل انعاطفة كبيرة في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، ولا يمكن أن ينساه شعب المقاومة، معتبراً أن مهرجان المقاومة يتجدد كل سنة اجمل مما كان بالسنوات الماضية".
ويتمنّى أن يكون أبناء بلدة الخيام على مستوى وقدر تضحيات المجاهدين الابطال الذين نذروا أنفسهم لحماية لبنان من الصهيانة والتكفريين، مهنئًا شعب المقاومة والشهداء وعوائل الشهداء بالنصر الذي رواه دماء أبنائهم.