ارشيف من :أخبار لبنانية
الموسوي: لن نترك الجيش اللبناني عرضة لاستشراس داعش.. ومصلحة لبنان في إعادة العلاقات مع سوريا

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن حزب الله من موقعه في المقال قال على لسان سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله أننا "لن نترك الجيش اللبناني ولا أبناءنا في هذا الجيش عرضة لاستشراس "داعش" واستفرادها بهم، مشددا على أن "الحزب سيقوم بواجبه في مد يد العون الميدانية إلى هذا الجيش حيث يلزم وحيث يطلب، بحيث نحافظ ما أمكننا على أرواح أبنائنا، لأنه كما أبناء المقاومة هم أولادنا، فإن أبناء الجيش هم أولادنا، وكما نحن حريصون على أبنائنا في المقاومة، نحن كذلك حريصون على أبنائنا في الجيش اللبناني".
و خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد علي محمد باز في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، توجه الموسوي إلى المعترضين على قيام الجيش بما يلزم لإنجاح معركته في الجرود ضد "داعش" بالقول "لو كان أولادكم في الجيش اللبناني، وسيهاجمون هذه المواقع، هل كنتم ترفضون القيام بالإجراءات اللازمة لتقليص عدد الضحايا البشرية وجعل المعركة أسهل، لماذا نريد أن نأتي "باليونيفيل" لكي تخوض المعركة، وبالتالي هذا لن يحصل أبدا، ولن يكون هناك تعديل للقرار 1701".
وتابع النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة بالقول أن "الإدارة الأميركية اليوم تواجه انسداد خيارات في سوريا، وهي إذا ذهبت إلى تسوية مع الطرف الروسي، فهي لا تفعل ذلك من موقع الاقتدار، بل من موقع تخفيف الخسائر بعدما فقدت أدواتها القدرة على تحقيق انجازات، بل صارت هذه الأدواة وبالا على الإدارة الأميركية وحلفائها".
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي
ولفت الموسوي في حديثه إلى ضرورة أن "تكون الصورة الواقعية والموضوعية التي تقر بانهزام المحور المعادي للمقاومة واضحة لدى خصومنا في لبنان، لا سيما وأنهم أجروا حسابات خاطئة كنّا نحذرهم سلفا من خطئها، وراهنوا على وعود بأن الإدارة الأميركية وحلفائها ستحقق النصر، وعندها سيكون لهم اليد العليا في لبنان، وكنا نقول لهم إن ذلك لن يحصل، وأن حلفاءكم سيهزمون، وأنه من الأفضل لكم أن ترسموا سياسات واقعية على أساسها تنسجون علاقاتكم وتصوراتكم لمستقبل لبنان، ولعلاقاتكم مع شركائكم في لبنان".
وأضاف الموسوي" اليوم نحن نخاطبكم بوضوح وموضوعية وواقعية، ونقول لكم اقرأوا جيدا ما يحصل في سوريا، حيث أنه ما عاد أمام حلفائكم فيها أية فرصة للانتصار، والوقت المتبقي ليس إلاّ لاستكمال انتصارنا نحن في محور المقاومة وحلفائها على الصعيد الدولي والإقليمي واللبناني، وبالتالي فمن الأنسب للبنان والأفضل لكم أن تقرأوا هذه المعادلة جيدا بدل أن تصيبوا قاعدتكم بخيبة، أو أن تصابوا أنتم بالخيبة جراء حسابات خاطئة مرة أخرى".
وعن انتظار البعض لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد، قال الموسوي " هذه لغة قد أسقطها الزمان وأسقطناها نحن بدماء شهدائنا، وبات العالم كله يتعاطى مع هذا الواقع الجديد الذي اسمه انتصار الدولة السورية في معركتها على الإرهاب وضد العدوان الذي استهدفها، وبالتالي عليكم أن تنتبهوا من استعادة لغة كنتم تتحدثون بها منذ أربع أو خمس سنوات، لأنها لم تعد تنفع اليوم، وستخيبكم وتخيّب جمهوركم، وعليه يجب أن تتحلَّوا بالواقعية".
كذلك دعا النائب عن الكتلة خصوم حزب الله السياسيين إلى "الحديث الصريح مع حلفائهم الدوليين والإقليميين، لأنه لم يعد هناك إمكانية لانتصار المحور المعادي للمقاومة في سوريا، لا سيما وأنه سيكون هناك تدبير للمناطق الباقية التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وهذا لا يغيّر من حقيقة أن قوام الدولة السورية متين وصلب وثابت، فحين تعقد حليفتكم الإدارة الأميركية الاتفاقات مع روسيا والتي أبرزها أن يستلم الجيش السوري خط الحدود الأردنية السورية، فذلك يعني أنها ليس قادرة على البقاء في قاعدة التنف، ولا حتى تلك الأشكال الهُلامية التي سلحتها ودربتها وأنشأتها قادرة على تحقيق شيء، وبالتالي لا خيار لها في التنف إلاّ الانسحاب".
وتطرق النائب الموسوي إلى مطالبة البعض بعدم فتح ملف العلاقات مع سوريا لأنه ملف خلافي قائلاً"
هل العلاقات مع الولايات المتحدة والعلاقة مع النظام السعودي هي ملف وفاقي، نحن مختلفون معكم على شكل العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك على العلاقة مع النظام السعودي الذي نعتبره نظاما طاغوتيا وعدوانيا وإجراميا يرتكب المجازر في اليمن والعوامية والعراق وسوريا عبر أدواته، وأنتم تعتبرونه حليفا لكم، فإذا أردنا أن نعمل وفق قاعدة تنحية الملفات الخلافية، إذا لتقف العلاقات مع من نعتبر أننا مختلفون بشأن العلاقات معهم، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركة والنظام السعودي، وأما إذا أردنا أن نتصرف على أساس المصلحة اللبنانية، فأي مصلحة للبنان في أن يعزل نفسه عن جاره وشقيقه الوحيد، سوريا فيها دولة ومعروفة العنوان، وهذه الدولة بعد ستة سنوات من الحرب، لا زالت قادرة على تأمين الكهرباء إلى جميع مناطقها، بل وتبيع كهرباء للبنان، في حين أن دولتكم التي بدأتم تبنون بها منذ العام 1992، والتي استدنتم فيها ديون باهظة، هي عاجزة عن تأمين الكهرباء للمواطن اللبناني".
وعليه، جدد النائب الموسوي التأكيد على أن مصلحة لبنان في إعادة العلاقات مع سوريا لأسباب عدة، "في طليعتها عودة النازحين إلى سوريا، وبالتالي فإن إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع سوريا هي حاجة لبنانية وليست سورية"، وتوجه الموسوي بالسؤال لمن يتحدث عن ضرر يلحق بلبنان نتيجة علاقاته مع سوريا بالقول" ماهي مصلحة لبنان، هل عندما يأمر الأمير أو الملك بإعادة علاقاتنا مع سوريا، عندها يكون ذلك في مصلحة البلد، وهل ننتظر أمرا ملكيا أو أميريا لإعادة العلاقة مع سوريا، نحن دولة ذات سيادة، ومصلحتنا في إعادة هذه العلاقات وتطويرها على قاعدة الأمن المشترك بين البلدين، والجميع بات يعرف أن ما يسمى "المعارضة السورية"، ليست إلاّ امتدادا استخباريا سعوديا وصهيونيا وأميركيا، حيث يُطبب أفرادها في المشافي الصهيونية، ويتلقون دعما من الصهاينة".
وفيما عبّر النائب الموسوي عن أمله في أن تتراص الصفوف وراء الجيش اللبناني في معركته التي قررت السلطة السياسية أن يخوضها للقضاء على "داعش" واستعادة الأراضي اللبناني، أشار إلى أنه وحتى وقت قريب كانت المواقف اللبنانية على اختلاف انتماءاتها وراء الجيش في معركة الجرود التي تحتلها "داعش"، ولكن منذ أن أبلغ الأميركيون السلطات اللبنانية أنهم لا يوافقون على أن يخوض الجيش الآن هذه المعركة، بدأت أصوات في لبنان تعكس حقيقة وجهتها في التصويب على الجيش اللبناني، ومنعه من أن يخوض هذه المعركة، وهؤلاء وبكل صراحة يرددون صدى الموقف الأميركي الذي لا يريد أن يخوض الجيش اللبناني هذه المعركة".
وختم النائب الموسوي باقول"إن جواب المسؤولين اللبنانيين السيادين الذين ما كان قرارهم إلاّ من أنفسهم دوماً، لا سيما من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، بأن هذه المعركة هي قرار سيادي، ولن نتراجع عن خوضها، فعندها حاول مسؤولون آخرون أن يدخلوا في تعقيدات كان من شأنها أن تؤجل المعركة إن لم تؤدِ بها إلى تعليقها كليا، ولكن عندما تأكد هؤلاء أن الجيش اللبناني سيخوض هذه المعركة، بدأت أصواتهم تحاول محاصرته في الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها".