ارشيف من :أخبار لبنانية
هكذا انتهى عدوان الـ33 يومًا وهكذا عاد أهل الجنوب الى قراهم..

فجر الرابع عشر من آب دخل القرار الدولي 1701 حيّز التنفيذ بدءًا من الساعة الثامنة صباحًا، فتوقف العدوان في اليوم الرابع والثلاثين من الحرب.. في هذا اليوم استعاد المواطنون اللبنانيون مشهد التحرير في العام 2000، حيث بدأ أهالي الجنوب بالعودة إلى منازلهم على الرغم من الحصار الإسرائيلي الجوي والبحري، واستمرار بقاء جنود الاحتلال في بعض نواحي القرى الحدودية.
لم يشأ العدو في ذلك الوقت قبل 11 عامًا إنهاء عدوانه إلّا على مشهد الدم، مرتكبًا مجزرة في بلدة بريتال حيث أغارت الطائرات الصهيونية فجر الرابع عشر من آب من عام 2006 على منزل فدمرته على من فيه ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين.
وفي بلدة الجمالية البقاعية، استهدفت الطائرات الحربية سيارة "فان" لنقل الركاب، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين بداخله.
وضعت الحرب أوزارها، دمار وأوصال مقطعة، وأطفال تهتف من تحت الأنقاض ببشرى النصر الالهي المخضب بالدماء بعد ثلاثة وثلاثين يومًا من الصمود والانتصار.
إثر انتهاء العدوان الصهيوني، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة متلفزة هنّأ فيها المقاومين واللبنانيين على "النصر الإلهي والاستراتيجي" الذي تحقق في المعركة ضد الاحتلال.
وأعلن سماحته أن "العون المباشر لجميع المتضررين سيبدأ اليوم، وخصوصاً الذين تهدّمت منازلهم حيث سيتم إعطاؤهم بدل إيجار سنة كاملة مع بدل يؤمن لهم أثاثاً لائقاً".
وقد تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك العماد إميل لحود اتصالًا من نظيره الإيراني حينها محمود أحمدي نجاد هنّأه فيه بالانتصار الذي تحقق وبالانسحاب الإسرائيلي. كما تلقى اتصالاً من أمير دولة قطر هنأه فيه على بدء انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية.
بدوره، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداءً إلى النازحين دعاهم فيه إلى العودة الفورية إلى ديارهم والثبات في أرضهم، وحيّا المقاومة التي حققت ما توقف الآخرون عن الحلم به.
أما الرئيس السوري بشار الأسد فأكد أن "الجولان ستحرره الأيادي السورية، وحزب الله انتصر في المعركة"، وأعاد الكلام أن "أحد أهداف هذه الحرب هو إنقاذ قوى 14 آذار التي تشكل جزءاً من المخطط الإسرائيلي الجديد".
في المقابل، أقرّ رئيس حكومة العدو وقتها إيهود أولمرت بوجود تقصير في إدارة الحرب، مشددًا على أنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن عدم توصّل العدوان إلى أهدافه، وقال إن "القرار 1701 لا يسمح بوجود منظمة "إرهابية" يمكنها أن تعمل من جنوب لبنان كذراع لمحور الشر الممتد من طهران إلى دمشق"، على حدّ تعبيره.