ارشيف من :أخبار لبنانية

جرود عرسال خالية من المسلحين.. وحوار بعبدا يخرج بتفاهم حول السلسلة

جرود عرسال خالية من المسلحين.. وحوار بعبدا يخرج بتفاهم حول السلسلة

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت باندحار آخر المسلحين من جرود عرسال، بعد خروج عناصر "سرايا أهل الشام" أمس مع عائلاتهم إلى منطقة الرحيبة في سوريا، وما لذلك من تداعيات على قرب المعركة ضد تنظيم "داعش" لتحرير جرود القاع وراس بعلبك.
من جهة أخرى كانت السلسلة وجلسة مناقشتها في بعبدا وما رافقها من اعتصامات لهيئة التنسيق النقابية مدار اهتام الصحف أيضًا، وكتبت في طياتها عن أبرز ما دار في الجلسة والتوافقات التي تمت بين الفرقاء.

جرود عرسال خالية من المسلحين.. وحوار بعبدا يخرج بتفاهم حول السلسلة

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 15-08-2017

"الأخبار": حزب الله يعيد الدولة إلى عرسال
أعتبرت "الأخبار" انه مع انتهاء آخر عمليات تحرير جرود عرسال، بالقوّة وبالتفاوض، شرع حزب الله في تسليم المواقع في جرود عرسال إلى الجيش اللبناني، في خطوة تثبّت وجود الدولة في البلدة الحدودية المنسيّة. وبالتوازي مع نهاية تسوية خروج «سرايا أهل الشام» أمس، ترجّح المعلومات بدء عملية الجيش اللبناني ضد «داعش» خلال 48 ساعة (مع تأكيد جميع المصادر أنها ستبدأ الأسبوع الجاري)، بالتزامن مع صدور قرار من الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجيش السوري لتأمين قوة نارية كبيرة لضرب «داعش» من الشرق

إنّها اللحظات الأخيرة قبل شروع الجيش اللبناني في معركة تطهير جرود السلسلة الشرقية في القاع ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي، مع مغادرة آخر مسلّح من «سرايا أهل الشام»، بعض ظهر أمس، جرود عرسال إلى فليطا السوريّة. كل المؤّشرات الميدانية والسياسية التي تجمّعت يوم أمس تؤكّد أن المعركة تنتظر إشارة البدء من قبل قائد الجيش العماد جوزف عون: التحضيرات العسكرية اللبنانية وحشود الألوية وأفواج التدخل اكتملت، خروج الـ«السرايا» والبدء بتفكيك الجزء الأكبر من مخيّم وادي حميد، تحضيرات الجيش السوري وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي مكتملة، وسلسلة الغارات العنيفة التي شنّتها الطائرات السورية بعد ظهر أمس على مواقع «داعش» الأساسية في معبر الزمراني ومرطبية وفيخة وميرا ومرتفع حرف الحشيشات والبوحديج وجرود قارة والجراجير.

وفي خطوات متوازية، بدأ الجيش اللبناني أيضاً تسلّم المواقع التي أسّسها حزب الله في السنوات الماضية في جرود القاع، وأبرزها موقع «السمرمر»، تنفيذاً لإعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قرار المقاومة بتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور على الحدود اللبنانية ــ السورية. وفي جرود عرسال أيضاً، وما إن غادرت آخر حافلة لمسلّحي «سرايا أهل الشام»، حتى دخلت قوات من فوج المدفعية الثاني التابع للجيش اللبناني وبدأت بالانتشار في منطقة وادي حميد وأطراف سهل عجرم آتية من جرود يونين، وكذلك دخلت قوّات أخرى من حاجز وادي حميد لتكمل انتشارها في المنطقة.

وفي حين وُضعت الخطط لتسليم الجيش اللبناني خلال الأسبوع الحالي كامل المواقع التي سيطر عليها حزب الله من إرهابيي «جبهة النصرة» أو تلك التي بنتها المقاومة لمواجهة المسلّحين وحماية الحدود، فكّك حزب الله غالبية مواقعه في جرود عرسال، ومواقع «العمامة» و«القنزح»، ويعمل على تفكيك مواقع «عقبة نوح» و«ضهر وادي معروف» المشرف على وادي حميد. طبعاً، على أن يحتفظ حزب الله بمواقعه المشتركة مع الجيش السوري في الأراضي السورية المتاخمة للحدود اللبنانية. إلّا أن تفكيك المقاومة لمواقعها وأسلحتها وعتادها في الأراضي اللبنانية وتسليمها للجيش، سيمكّن الجيش من الحصول على مواقع محصّنة بشكل كبير وسواتر ترابية وصخرية عملت المقاومة على بنائها طويلاً، وعلى طرقات عسكرية شقّها المقاومون طوال السنوات الماضية لنقل الإمدادات والأعتدة.

وفيما تحجم المصادر العسكرية المتنوّعة عن الدخول في توقّعات المعركة والإطار الزمني المقدّر لها، إلّا أن غالبية المعنيين يقيّمون المعركة مع «داعش» على أنها معركة صعبة، سيثبت فيها الجيش جدارته وقدرته على مواجهة الإرهاب. فالجغرافيا في جرود القاع ورأس بعلبك تزيد صعوبةً ووعورة عن جغرافيا جرود عرسال، وفيها مرتفعات عالية مثل «حليمات قارة» التي تشبه «تلّة موسى». كذلك فإن التنظيم الذي بنى منظومة دفاعيّة في المنطقة خلال سنوات تمهيداً لمعركة من هذا النوع، لا يملك أوراق القوّة للتفاوض التي كانت تملكها «النصرة»، وبالتالي فإن خيار ذهابه نحو المواجهة المحسومة مع ارتباطه بقرار مركزي في المواجهة وغياب الأفق لأي تسوية، يدفع مسلحيه نحو القتال حتى الموت، ما لم تكن هناك خطوط تواصل يُعمل على فتحها لإيجاد تسوية ما، تعطي الإرهابيين أملاً بخطّ خروج خلفي، بما يساعد على تخفيف شراستهم في المواجهة.


"البناء": معركة الجرود.. داعش يتعرّض لحصار مطبق
مصادر عسكرية قالت لـ «البناء» إن «انسحاب ما تبقى من المسلحين من جرود عرسال الى الداخل السوري، أمّن الخلفية القتالية للجيش اللبناني وامتلك هامشاً أوسع من المناورة العسكرية وتثبيت نقاط ومواقع جديدة في التلال المحيطة بمنطقة انتشار داعش للاستفادة منها في الهجوم»، وأشارت الى أن «الجيش كان ينتظر إنجاز انسحاب المسلحين للبدء بالمعركة التي يملك هو وحده توقيتها المرتبط بالمعطيات الميدانية وحركة المسلحين على الأرض والاستفادة من عنصر المفاجأة».

وأوضحت المصادر أن «تنظيم داعش يتعرّض لحصار مطبق، حيث لا يستطيع إدخال محروقات او أسلحة ولا حتى مواد غذائية، وبالتالي قدرته على الصمود باتت شبه مستحيلة، لكنه يستطيع القتال والدفاع عن مواقعه حتى الموت، لأن طبيعة مقاتليه لا يلجأون الى الاستسلام عادة فضلاً عن أن لديه مشكلة في الانسحاب في ظل حصار الجيش السوري محافظتي الرقة ودير الزور وسقوط الموصل في العراق فضلاً عن الغموض الذي يلفّ مصير العسكريين اللبنانيين، ما يعقّد المفاوضات مع التنظيم».

ورجّحت المصادر أن يقاتل «داعش» في المعركة ليصل حد استنزاف الجيش وإرباكه وإيقاع الخسائر البشرية في صفوفه ومنعه من الدخول الى ثغور «التنظيم» وتحصيناته في الجرود وبعدها يفرض شروطه على الدولة. وهذه الاعتبارات الميدانية تفرض على لبنان التنسيق مع الجيش السوري والمقاومة والالتفاف على «داعش» من جميع الجهات والجبهات في الوقت عينه لتطويقه ودفعه للاستسلام المبكر أو الموت المحتوم، محذّرة من الاكتفاء بدخول الجيش من جبهة واحدة وترك الجبهة السورية هادئة».

ولفتت المصادر الى أن المفاوضات إن تمّت فستكون مع قيادة «التنظيم» في تلعفر على الحدود العراقية التركية حيث لا تزال أنقرة تدعم «التنظيم» في تلك المنطقة حتى الآن، وبالتالي ربط شروط «داعش» في الجرود بما يحصل على الحدود السورية العراقية التركية. وتخوّفت المصادر من محاولات «داعش» تحريك خلاياه في الداخل لنقل المعركة الى العمق اللبناني من خلال تنفيذ ضربات استباقية لأهداف مدنية وسياحية أو اغتيالات أو فتح جبهات جديدة عبر جماعاته التي تأتمر بأوامره في مخيم عين الحلوة، بهدف توتير الجبهة الداخلية وإرباك الجيش، وتخفيف الضغط والحصار المفروض على «التنظيم»، لكن المصادر أكدت أن الجيش والقوى الأمنية متنبهين لهذه الاحتمالات كافة، واتخذوا إجراءات استثنائية خلال المعركة»، كما أكدت أن «محاولات داعش لن تغيّر في المعادلة الميدانية التي بالتأكيد ستكون لصالح الجيش»، واستبعدت أن يتمكن «التنظيم» من فتح مواجهات مع الجيش في الداخل باستثناء الخطر الكامن في عين الحلوة.


"النهار": الجيش في جهوزية تامة لمعركة تحرير الجرود
من جهتها أشارت "النهار" أنه إذا كانت الاعتصامات والتظاهرات التي نفذتها هيئة التنسيق النقابية من جهة والمتقاعدون العسكريون من جهة أخرى تزامناً مع طاولة الحوار الاقتصادي التي التأمت أمس في قصر بعبدا عكست تقدم الاولويات الاجتماعية مجددا فإن ذلك لم يحجب تطوراً أمنياً وعسكرياً بارزاً تمثل في انتشار الجيش اللبناني في معظم جرود عرسال بحيث بات يحكم سيطرته على مناطق حيوية للانطلاق في معركته المقبلة لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع.

والواقع ان جرود عرسال عادت محررة أمس فعلاً مع انتشار وحدات من الجيش على الاراضي الجردية العرسالية عقب انتهاء انسحاب المسلحين من "سرايا أهل الشام " ظهراً الى سوريا وانتشار الجيش في مناطق الملاهي ووادي عجرم ووادي حميد شرق عرسال. وانسحب نحو 300 مسلح من "سرايا أهل الشام " ومعهم نحو ثلاثة الاف شخص من عائلاتهم في موكب حافلات، فيما نفذ الجيش انتشاره السريع في وادي حميد ومدينة الملاهي والمرتفعات المحيطة بهما الامر الذي يشكل خطوة متقدمة في تضييق الجيش الخناق على مناطق انتشار تنظيم "داعش " في جرود رأس بعلبك والقاع.

وعلمت "النهار" انه بعد هذه الخطوة، بات الجيش على اتم الجهوزية للساعة الصفر التي تحددها القيادة العسكرية لانطلاق معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم "داعش" الارهابي. وتؤكد المعطيات المتوافرة في هذا السياق ان الجيش يبدي ثقة كبيرة بحسم المعركة، لكنه يحرص على ان يكون الحسم باقل كلفة بشرية نظرا الى ان طبيعة الارض في ميدان المعركة قاسية للغاية ولا بد من التحوط لكل الاحتمالات وما تمليه من خطط ملائمة. وقد انجزت الاستعدادات العسكرية واللوجستية والتعبوية تماماً في انتظار الساعة الصفر.

في غضون ذلك تلقى الجيش مزيدا من الدعم العسكري الاميركي اذ تسلم امس ثماني مركبات قتالية من طراز "برادلي" هي الشحنة الاولى من 32 مركبة ستسلّم تباعا في الاشهر المقبلة. وأوضحت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد في حفل تسليم المركبات في مرفأ بيروت ان هذه المساعدة "تمثل استثمارا باكثر من 100 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني الذي سنزوده قدرات جديدة لحماية لبنان وحدوده ومكافحة الارهاب ". وشددت على التزام بلادها "الطويل الامد تجاه لبنان ودعمنا الطويل الامد للجيش اللبناني، فقط الجيش اللبناني في الوقت الذي يحارب الارهاب ويدافع عن الحدود".


"الجمهورية": تفاهُم سياسي يُغطِّي «السلسلة» والضرائب
سياسيًا، وبعد حوار السلسلة الذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة، شاع جَو يفيد بأنّ عون لن يرد قانوني السلسلة والضرائب الى مجلس النواب. وبحسب ما قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» فإنّ الامور المحيطة بالسلسلة تَشي بأنّ تفاهماً سياسياً تم حولها، خلاصته ان يُصار الى نشر القانونين في الجريدة الرسمية، على ان يصار عند نفاذهما وبدء تطبيقهما، الى تحديد الثغرات والاخطاء التي تعتري ايّاً منهما، ويُعمد بعد ذلك الى تقديم اقتراحات قوانين معجلة مكررة في مجلس النواب لإقرارها سريعاً وتصحيح وتصويب ما يجب وسدّ الثغرات التي تظهر.

واشار المرجع الى انّ المتبقّي من مهلة الشهر لنشر القانونين كما تحدد المادة 57 من الدستور، هو نحو 10 ايام، وبالتالي سيتم نشر القانونين في وقت قريب جداً.

ومع انتهاء الحوار وبروز مؤشرات توحي بأنّ معالجة الشوائب في القانونين ستتمّ من خلال اقتراحات قوانين معجلة مكررة، بات السؤال: ما هي الفوائد التي خرج بها الحوار؟

الاجابة لا ترتبط بنتائج حوار الأمس حصراً، والّا لأمكن الاستنتاج انه حوار بلا فوائد، لأنّ المواقف كانت معروفة وتكررت. لكن أهمية الحوار انه شكّل سابقة في جمع طرفي الانتاج مع السلطة التنفيذية لمناقشة ملفات اقتصادية.

وهذا الامر يعطي انطباعاً ايجابياً حول جدية رئيس الجمهورية في إعطاء الاولوية لمعالجة الملفات المالية والاقتصادية، ويؤشر الى خطورة الوضع المالي والاقتصادي في آن، والذي دفعه الى تنظيم هذا الحوار.

وبالتالي، ما سيجري ما بعد الحوار هو الأهم، اذ انّ المشكلة ليست في السلسلة ولا حتى في الضرائب، بقدر ما هي في الفساد والمال العام السائب. واذا كان احد المشاركين الكبار في الحوار اشار الى انّ التهرّب الضريبي يبلغ نحو 4,2 مليارات دولار سنوياً، فهذا قد يعطي فكرة عمّا تحتاجه الدولة لمعالجة أزمتها الاقتصادية والمالية بدلاً من البحث عن الايرادات في جيوب الفقراء.

وكان عون ترأس جلسة الحوار، في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري وعدد من الوزراء وشخصيات نقابية وممثلين عن الهيئات الاقتصادية والمصرفية وحاكمية مصرف لبنان. وساد نقاش هادىء أدلى فيه كل طرف بدلوه، وانفضّ الاجتماع من دون ان يسدّ فجوة التباين القائمة حول السلسلة بين المؤيّدين لها والمعترضين عليها، على ان يتّخذ عون قراره في ما خصّ نشر القانونين في الجريدة الرسمية في الساعات المقبلة.

2017-08-15