ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: ترامب رمى بكيان العدو تحت الحافلة جراء سياسته في سوريا

علي رزق
نقل صحفيون صهاينة عن مسؤولين ووزراء صهاينة خيبة أملهم من سياسة إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سوريا، وتحديداً الاتفاق الاميركي والروسي والاردني لوقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا.
وحسب الصحفيين، فإن المسؤولين الصهاينة اعتبروا أن ترامب رمى بهم تحت الحافلة، أن اتفاق وقف اطلاق النار المذكور لا يتطرق ابداً الى دور ايران وحلفائها في سوريا.
وفي السياق، شدد باحثون على ضرورة أن تستفيد ادارة ترامب من الاتفاق النووي مع ايران من اجل التعاون معها في ملفات اقليمية، اذا ما ارادت ادارة ترامب تحقيق أهدافها في المنطقة.
كما كشفت مواقع غربية عن رسائل بريد الكتروني مسربة تفيد بأن ولي العهد يريد مخرجًا من الحرب على اليمن.
*مسؤولون صهاينة يعربون عن خيبة أملهم من سياسة ترامب في سوريا
كتب الصحفي الصهيوني "Ben Caspit" مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" أشار فيها الى أن الوزراء الصهاينة يعتبرون الاتفاق الاميركي الروسي لوقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا فاشلًا استراتيجياً على أعلى المستويات.
ونقل الكاتب عن أحد "الوزراء الاسرائيليين"، اشترط عدم كشف اسمه، قوله أن "الولايات المتحدة رمت بـ "إسرائيل" تحت الحافلة للمرة الثانية؛ المرة الاولى كانت عند الاتفاق النووي مع ايران، والمرة الثانية الآن حيث تتجاهل حقيقة أن ايران تسيطر على المناطق المتصلة بالبحر المتوسط وحدود الكيان الشمالية"، بحسب تعبير الوزير.
كما نقل عن المصدر ذاته أن "ما يثير القلق هذه المرة هو أن الرئيس دونالد ترامب هو الذي رمى بهم"، مشيراً الى ان ترامب لم يستجب للمطالب "الاسرائيلية".
كما تطرق الكاتب الى ما قاله رئيس جهاز "الموساد" "يوسي كوهين" امام الوزراء الصهاينة قبل ايام، حيث حذر من أن المنطقة تشهد تغيرات لا تصب في مصلحة "إسرائيل" ومن أن ايران تشهد نموا اقتصاديا.
وأشار الى ما قاله كوهين عن وجود ايران وحزب الله في المنطقة، وما اسماها "قوى شيعية" تأتي من كل انحاء العالم.
كما لفت الكاتب الى ما قاله قبل ايام رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي صرح أن "داعش تخرج وايران تدخل"، وأن الكيان الصهيوني يعارض بشكل قاطع تنامي الوجود العسكري لايران وحزب الله في سوريا، وتحدث عن القيام بما يتطلبه الامر من اجل حماية امن "إسرائيل".
الكاتب قال إنه وتزامناً مع كلام نتنياهو، تم تسريب نبأ الى الاعلام كشف أن نتنياهو يروج لقانون يسمح له باعلان حرب دون اذن من الحكومة الصهيونية، لكنه نبه الى أن مصادقة الكنيست الصهيوني على هذا القانون ليس امرا حتميا ابداً.
وتحدث الكاتب عن خيبة أمل صهيونية متزايدة من السياسة الاميركية، اذ إن الاتفاق الاميركي الروسي لوقف اطلاق النار جنوب غرب سوريا لا يتطرق ابداً الى دور ايران في سوريا، وذلك رغم المطالب "الاسرائيلية" بهذا الاطار.
كما نقل الكاتب عن مصدر صهيوني رفيع المستوى بأن الجانب الروسي وخلال اللقاءات مع الصهاينة، انما يقول أن ايران عنصر استقرار في المنطقة.
وأضاف الكاتب "إن ادارة ترامب حالياً لا تعطي اي اهتمام لايران بل تركز بشكل اساس على تحقيق نجاح لترامب الذي يتمثل بالانتصار على "داعش"، ونقل عن مسؤول "إسرائيلي" بهذا الاطار قوله أنّ الاميركيين مستعدون للسماح لايران أن تصل الى ما أسماه "خطوط "إسرائيل" الامامية"، محذراً من أن هذا يعتبر كارثة بالنسبة للكيان الصهيوني.
*ابن سلمان يريد مخرجًا من الحرب على اليمن
من جهته، نشر موقع " Middle East Eye " تقريراً كشف فيه عن رسائل بريد الكتروني مسربة تفيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد الخروج من الحرب على اليمن ولا يمانع بانخراط واشنطن مع طهران.
واوضح التقرير أن "ابن سلمان قال هذا الكلام خلال لقائه السفير الاميركي الاسبق لدى الكيان الصهيوني " Martin Indyk " ومستشار الامن القومي الاميركي الاسبق "Stephen Hadley"، وذلك قبل شهر واحد على الاقل من بدء الحملة على قطر.
واضاف التقرير "إن تفاصيل اللقاء هذه وردت في رسالة بريد الكتروني بين " Indyk " والسفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، وحصلت عليها مجموعة "GlobalLeaks"".
ويقول العتيبة خلال تبادل رسائل البريد الالكتروني مع "Indyk" انه لا يعتقد أن السعودية ستشهد "زعيما براغماتيا" كمحمد بن سلمان، وبالتالي الانخراط مع السعوديين مسألة في غاية الاهمية في الوقت الراهن وستأتي بأفضل النتائج الممكنة.
وتابع التقرير أن "رسائل البريد الالكتروني بين العتيبة و"Indyk" على مدار سنوات تبين أن العتيبة لديه احتراما شديدا للسفير الاميركي السابق لدى كيان العدو، الذي يعد شخصية صهيونية بارزة".
كما قال "ان "Indyk" لجأ الى العتيبة من اجل ترتيب اجتماع مع ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد بشهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013، وذلك من اجل بحث موضوع "إسرائيل".
ولفت التقرير الى "ان العتيبة وفي رسائل البريد الالكتروني المسربة يتحدث بوضوح عن طموح بلاده ان تقود المنطقة"، واشار الى " رسالة بريد الكتروني بينه وبين المدعو "Elliot Abrams"، وهو ايضاً من اهم شخصيات معسكر المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني".
وكشف التقرير أن" "Abrams" يشير بايجابية الى "امبريالية اماراتية"، والى ضرورة أن تلعب الامارات هذا الدور في ظل غياب الولايات المتحدة، ويجيب العتيبة أن الامارات اضطرت الى لعب هذا الدور بسبب الانسحاب الاميركي".
*تحقيق الاهداف الاميركية في المنطقة تتطلب التعاون مع ايران
كتب الباحث "محمد ايوب" مقالة نشرت على موقع "National Interest" تحدث فيها عن المكاسب الايجابية للولايات المتحدة في حال استفادت من الاتفاق النووي مع ايران من اجل تحسين العلاقات مع الاخيرة".
وشدد الكاتب على أنّ" التقارب مع ايران أمر ضروري للولايات المتحدة كي تحمي مصالحها الاقتصادية وتحقق اهدافها الاستراتيجية في الشرق الاوسط"، كما اشار الى ان ايران هي من بين البلدين الوحيدين في المنطقة التي تعتبر "دولة حقيقة" بدلاً من "عشائر مع رايات"، على حد قوله.
ولفت الى ان ايران مرت بفترات اضطراب كما دول اخرى في المنطقة، الا أن هويتها القومية بقيت متماسكة، وأن الشعب الايراني ينظر الى دولة ايران على انها شرعية بغض النظر عن طبيعة النظام الموجود.
وسلط الكاتب الضوء على الاختلاف الكبير بين ايران والدول المجاورة، مذكّراً بأن أغلب الدول المجاورة هذه هي نتاج لاتفاق سايكس بيكو والاتفاقيات الدولية الاخرى.
وأشار الكاتب الى أن صمود ايران في ظل فرض عقوبات قاسية جداً عليها يؤكد على "قوتها على الصمود"، معتبراً أن السعودية لو تعرضت لمثل هذه العقوبات لكانت انهارت بغضون اشهر.
الكاتب اعتبر أن ايران هي الدولة المتفوقة بمنطقة الخليج، والدليل على ذلك هو ما تتمتع به من ديموغرافيا وصناعة وتكنولوجيا وابتكار، مؤكداً انه لا يمكن تصور هيكل أمني مستقر وشرعي في الخليج من دون مشاركة ايران.
ولفت الكاتب الى انه ونظراً الى الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمنطقة الخليج بالنسبة للولايات المتحدة، فمن الضروروي ان تتعاون الاخيرة مع ايران من اجل بناء هيكل امني مستقر يضمن نقل النفط والغاز من منطقة الخليج الى بقية العالم بشكل مستقر وثابت وبأسعار معقولة.
وحذر من أن اندلاع ازمة كبرى في الخليج من المرجح ان تدخل اسواق الطاقة بحالة اضطراب، وبالتالي فان العلاقات الجيدة مع ايران مطلوبة من اجل منع حصول هذا السيناريو.
علاوة على ذلك، اشار الكاتب الى ان ايران هي دولة مجاورة لكل من العراق وافغانستان، حيث تتواجد الولايات المتحدة عسكرياً، قائلاً "إن لدى ايران ما يكفي من الاوراق السياسية والعسكرية التي تسمح لها بخلق مشاكل للولايات المتحدة بكلا البلدين".
وشدد الكاتب على أن" ترامب لن يستطيع تحقيق هدفه بالانسحاب العسكري من افغانستان الا في حال توصلت الولايات المتحدة الى تفاهم مع ايران، كما اكد على ان الشيء نفسه ينطبق على العراق حيث اشار الى نفوذ ايران الكبير بهذا البلد".
وتابع الكاتب "إنّ الدرس الاهم الذي تعلمته ايران من الحرب مع العراق التي استمرت ثماني سنوات هي ضرورة وجود نظام صديق لها ببغداد، بالتالي ايران لن تقبل بأي "وجود عدائي" في العراق ولا تستطيع الولايات المتحدة استكمال انسحاب عسكري ناجح من العراق من دون تعاون إيران".
الكاتب اضاف "إن عداء ايران تجاه "داعش" يفوق عداء اية قوة اخرى بما فيها الولايات المتحدة، وذلك لأسباب ايديولوجية وأمنية، مشيراً الى ما اعتبره العداء الخاص لـ"داعش" تجاه "الشيعة".
عقب ذلك، اشار الكاتب الى وجود العديد من الاسباب التي تشجع التعاون بين واشنطن وطهران في الشرق الاوسط، لكنه اسف بان ادارة ترامب وبدلاً من ان تستفيد من الاتفاق النووي مع اجل تحقيق اهداف اكبر في الشرق الاوسط، فإنها تهدد بالانسحاب من هذا الاتفاق، واعتبر أن مقاربة ادارة ترامب هذه هي بمثابة استراتيجية الهزيمة.