ارشيف من :أخبار لبنانية
الجيش يستكمل معركة الجرود.. وجلسة مناقشة للحكومة في مجلس النواب اليوم

تنوعت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم في بيروت وتناولت عدة ملفات كان أبرزها استكمال معركة تحرير جرود القاع وراس بعلبك والقلمون الغربي، وتحضيرات الجيش اللبناني للمرحلة الثالثة من "فجر الجرود".
وكان الملف البارز الاشتباكات العنيفة التي جرت في مخيم عين الحلوة بين القوة الفلسطينية المشتركة من جهة ومجموعات بلال بدر وبلال العرقوب من جهة أخرى والمساعي لوقف اطلاق النار.
ولم يغب الشأن السياسي الداخلي عن واجهة الأحداث مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قانون السلسلة، والتئام المجلس النيابي اليوم وغدًا لمناقشة سياسة الحكومة.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 22-08-2017
"الأخبار": الجيش يستعد لإعلان التحرير
اعتبرت صحيفة "الأخبار" أن الوقت لن يطول قبل إعلان الجيش اللبناني تحرير آخر الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إرهابيي «داعش»، الذين يستمرون في الانسحاب نحو الأراضي السورية، ويطلبون وقف النار للتفاوض على الخروج إلى دير الزور
إذا استمرّت وتيرة التقدّم في جرود رأس بعلبك والقاع على ما كانت عليه في أول يومين من عملية «فجر الجرود»، فسيكون بمقدور الجيش اللبناني إعلان تحرير الأراضي اللبنانية في غضون الساعات الـ48 المقبلة. عملياً، لم يعد من محور «صعب» أمام الجيش سوى محور «الكهف»، المتوقع استعادته قريباً جداً، بحسب مصادر ميدانية.
وتلفت المصادر إلى أن مسلّحي تنظيم «داعش» يستمرون في الانسحاب من الأراضي اللبنانية إلى داخل الأراضي السورية، حيث يتوقع أن تستمر المعارك أياماً، بعد تجمّع العدد الأكبر من مقاتلي داعش في تلك الجبهة.
وترى المصادر أن انسحاب مسلحي داعش السريع باتجاه الأراضي السورية في اليومين الماضيين، يدلّ على فقدان أي أمل بالقدرة على خوض المعركة. ومن الواضح أن وضع التنظيم لم يكُن كما توقّعه بعض المراقبين. فقد أدى فتح الجبهات كلها ضدّه على جانبي الحدود، في وقت واحد، إلى إضعاف قدرته على المقاومة. كذلك صار مؤكداً أن الحصار الذي فُرض عليه في الأشهر الماضية، من على جانبي الحدود، أنهكه بشكل كبير، وأثّر سلباً على قدرته على العمل والتجهيز.
وعلمت «الأخبار» أن أمير «داعش» في الجرود، موفق أبو السوس، يطلب بصورة يومية وساطة للتفاوض، ويبعث برسائل مفادها أن «لا مشكلة بيننا وبين الجيش اللبناني»، داعياً إلى فتح ممر آمن «للخروج إلى دير الزور، وتحديداً إلى مدينة الميادين».
لكن الجانب اللبناني، ممثلاً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رفض الطلب، بعدما أصرّ «أبو السوس» على وقف إطلاق النار قبل التفاوض، فيما أصرّ إبراهيم على التفاوض تحت النار، وأن يكون على بندين فقط: تقديم معلومات عن جنود الجيش المخطوفين منذ آب 2014، والاستسلام. وردّ «أبو السوس» بأنه لن يفصح عن أيّ معلومات بشأن المخطوفين قبل مغادرته الأراضي اللبنانية.
ومن المنتظر أن يستكمل الجيش تقدّمه بعد تثبيت قواته في المواقع التي حررها يوم الأحد الماضي، وبعد تفكيك الألغام و«تشريكات» العبوات التي زرعها التنظيم. وبعد تحريره منطقة «الكهف»، لن يدخل الجيش المناطق «المتنازع عليها» بين لبنان وسوريا، التي ستتولى المقاومة تطهيرها.
"النهار": "الجراحة" آخر مراحل الحسم في الجرود
"النهار" بدورها ذكرت ان المعلومات والمعطيات العسكرية والميدانية المتوافرة عن اليوم الثالث من عملية "فجر الجرود " التي ينفذها الجيش في جرود رأس بعلبك والقاع تعكس دقة كبيرة للمرحلة الثالثة الاخيرة والحاسمة من هذه العملية، الامر الذي يفسر تبريد بعض التوقعات المستعجلة الحسم التي سادت أمس. ذلك ان التعامل الميداني للجيش مع مرحلة الاقتراب من انجاز العملية وحسم المعركة يتسم بطابع "جراحي" وخصوصاً لجهة محاصرة ما تبقى من جيوب يتحصن فيها مسلحو "داعش" والعمل على تنظيف المناطق التي حررها الجيش من الالغام والفخاخ والعبوات علما ان "داعش" حول مناطق احتلاله للجرود حقول الغام قبل بدء العملية العسكرية التي تستهدف اقتلاعه من الجرود وتصفيته.
وصرحت مصادر عسكرية لـ"النهار" مساء امس بأن اليوم الثالث من العملية لم يشهد تقدما للمشاة بل تركزت العمليات خصوصاً على تنظيف المناطق من الالغام استعدادا للمرحلة الاخيرة. وأشارت الى ان الجيش رصد تحركات كثيفة لعناصر "داعش" في حركة هروب نحو الحدود السورية، كما ان عدداً كبيراً من العناصر حوصر تحت ركام المراكز التي دمرتها مدفعية الجيش وراجماته وتعذر على المسلحين الاخرين اخراجهم كما بينت كاميرات الرصد لدى الجيش.
وفي الوقائع الميدانية، أن الجيش يتقدم نحو هدفه الاول الاستراتيجي الذي حدده منذ اليوم الأول للمعركة، وهو السيطرة على "حقاب الكاف" (الكهف)، وهو مرتفع جبلي تحوطه الاودية والتلال الصغيرة، حيث حرر تلة الاشارة المركزية ومراح درب العرب وتلة العسل، ليتقدم نحوه ويقترب من مغارة "الكاف" الصخرية، وهي غرفة عمليات "داعش" التي يتحصن فيها المسلحون وتمتد بعمق قرابة 14 متراً، وقد أقفلها "داعش" ببوابة حديد، وتقع شرق جرود رأس بعلبك. وتطل نقطة "حقاب الكاف" على وادي رافق بين القاع ورأس بعلبك، كما على مدينة الهرمل.
وتكمن أهمية السيطرة على "حقاب الكاف" أيضا في أنها تؤدي الى معبر وادي ميرا حيث تتجمع غالبية عناصر "داعش"، وتشكل وادي ميرا مثلثاً حدودياً مشتركاً بين جرود عرسال غربا ورأس بعلبك شمال غرب سوريا نحو جرود قارة في الشمال الشرقي، في المقلب الغربي لجرود القلمون، مما يعني ان من تبقى من مسلحي "داعش" أصبحوا بين فكي كماشة، طرفها من الغرب الجيش اللبناني، ومن الشرق عناصر "حزب الله" والجيش السوري.
ويواصل الجيش تقدمه في الجرود مع وحدات فوج الهندسة، حيث باتت معركة الجيش في جزء كبير منها مع الألغام، وعملت هذه الوحدات على فتح ثغرات في حقول الألغام لتقدم الوحدات القتالية، تحت غطاء مدفعي وصاروخي خلّف مزيداً من الاصابات في صفوف المسلحين. واوضحت مديرية التوجيه امس ان وحدات الجيش تابعت استهداف ما تبقى من مراكز تنظيم "داعش" الارهابي بالمدافع الثقيلة والطائرات وحققت اصابات مباشرة في صفوفهم والآليات التي كانوا يتحركون فيها فيما يتابع فوج الهندسة أعمال ازالة الالغام والفخاخ والنسفيات من محاور التقدم.
"البناء": خروق لقرار وقف النار في عين الحلوة
وعلى جبهة مخيم عين الحلوة، تمكنت الفصائل والقوى الفلسطينية في المخيم أمس، من التوصل الى قرار لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات مسلحة على مدى ثلاثة ايام أوقعت قتلى وعدداً من الجرحى.
وينص الاتفاق على «تثبيت وقف اطلاق النار ومطالبة الجميع الالتزام بذلك، وتنفيذ القرارات السابقة، وفي مقدمتها نشر القوة المشتركة في حي الطيرة في مخيم عين الحلوة ومشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية فيها».
غير أن قرار وقف النار تعرّض لخروق عدة ليل أمس، وقد أفيد عن اصابة عنصر من فتح يدعى نضال الدنان وتم نقله الى مستشفى الراعي واصابته خطيرة.
وتسلمت مخابرات الجيش أمس، من القوة الفلسطينية المشتركة في المخيم وليد الحسين الذي ينتمي الى مجموعة الفلسطيني بلال بدر.
وقالت مصادر فلسطينية في المخيم لـ «البناء» إن «الاتصالات المكثفة بين الفصائل والقوى الفلسطينية خلال اليومين الماضيين أفضت الى وقف اطلاق النار ويجري العمل منذ ليل أمس على تثبيت وقف النار وتم الاتفاق على معالجة أي خرق أمني من دون اللجوء الى إشعال معركة في المخيم». وأشارت المصادر الى أن «الحل العسكري لم يعُد يجدي نفعاً مع تلك المجموعات بل في كل جولة قتال يدفع المخيم الثمن من دون انهاء الظاهرة المتطرفة الإرهابية التي تتخذ المخيم رهينة وتتحكم بمصيره ومصير الآلاف من الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب حسب المصادر معالجة سياسية وأمنية وتجنيب المخيم والجوار المعارك الدامية».
ولفتت المصادر الى أن «مجموعة بلال بدر وبلال العرقوب وغيرهما من المجموعات المتطرفة، تفتعل معارك أمنية بين الحين والآخر لأهداف تجارية ولتحقيق أهداف خارجية». ورأت المصادر أن «توقيت الاحداث في المخيم مشبوه، حيث يتزامن مع معارك تحرير الجرود اللبنانية والسورية الحدودية من تنظيم داعش».
"الجمهورية": مبارزة إنتخابية في جلسة اليوم
من جهة ثانية، تعود الملفّات الخلافية إلى الساحة بقوّة من بوّابة ساحة النجمة حيث تُدشَّن ورشة العمل النيابي التي وعَد بها رئيس مجلس النواب نبيه بري بجلسةِ مناقشةٍ ومساءلة نيابية تُقدّم فيها الحكومة جردةَ حساب أمام المجلس، قبل أن يلتئم مجلس الوزراء في جلسة تُعقد في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس في المقرّ الرئاسي الصيفي في بيت الدين للمرّة الأولى هذا الصيف، لتكونَ باكورةَ انتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى هذا المقرّ في اليوم نفسِه.
وقد تقرّر عقدُ هذه الجلسة بعد غدٍ الخميس بدلاً من غدٍ بعدما أصرّ بري على مواعيد جلسات مجلس النواب اليوم وغداً على مرحلتين صباحية ومسائية. وسيناقش مجلس الوزراء جدول أعمال يتضمّن 47 بنداً جاء خلواً من أيّ تعيينات لا في تلفزيون لبنان ولا في محافظتَي البقاع وجبل لبنان.
ويَحضر ملف الكهرباء مجدداً في مجلس الوزراء من خلال بنود في جدول الأعمال المؤلف من 47 بنداً، وهي البند 34 والمتضمّن عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط جديد لاستقدام معامل لتوليد الكهرباء، والبند 37 المتضمن عرضَ وزارة الطاقة والمياه مشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى لبنان (مؤجّل من جلسة 17 آب 2017)، والبند 38 والمتضمّن عرضَ وزارة الطاقة والمياه مستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترَح والذي يمتدّ من العام 2017 إلى العام 2023 وعلى هذه الخلفية، قالت مصادر نيابية إنّ بري الذي دعا إلى الجلسة النيابية اليوم لتكون جلسة محاسبة للحكومة، سيوجّه الدعوةَ في اليوم التالي منها لتحويلها جلسةً تشريعية للبتّ بسلسلة اقتراحات القوانين المعدّة لتعديل قانونَي سلسلة الرتب والرواتب والسلّة الضريبية، والتي تمّ التفاهم عليها في اللقاء الحواري التشاوري الوزاري ـ القطاعي والنقابي الذي عقِد في القصر الجمهوري قبل ثمانية ايام.
وكان رئيس الجمهورية قد وقّعَ صباح أمس قانونَي «السلسلة» و«السلّة» اللذين حملا الرقمين 45 و46 الصادرَين أمس 21 آب الجاري والخاصَّين بسلسلة الرتب والرواتب ومصادر تمويلها، وأصدرَهما وفقاً للأصول الدستورية.
وبعد ساعات على هذا التوقيع الرئاسي أصدرَت الجريدة الرسمية أمس عدداً استثنائياً خاصّاً تضمّنَ القانونَين إيذاناً ببدءِ العمل بهما في أوّل يوم عملٍ يلي نشرَهما.