ارشيف من :أخبار لبنانية

تعديل مهام ’اليونيفيل’.. محاولة فاشلة لكسب ما خسرته ’إسرائيل’ في الميدان

تعديل مهام ’اليونيفيل’.. محاولة فاشلة لكسب ما خسرته ’إسرائيل’ في الميدان

إيمان مصطفى
 
بعد أعوام من الادعاءات الصهيونية المتواصلة، بشأن عدم التزام القوات الدولية "اليونيفيل" المنتشرة في جنوب لبنان بمهامها، والحديث عن قدرات حزب الله التي تتطور وتنمو يوماً بعد يوم. انصاعت واشنطن لأحلام ربيبتها "إسرائيل"، فكانت المحاولات الحثيثة لانتزاع قرار أممي يطالب بتعديل عمل ونشاط "اليونيفيل" لما يخدم المصالح الصهيو-أميركية، بحيث يسمح لها بدخول القرى والبلدات اللبنانية، وتوسيع وتكثيف الدوريات العسكرية للقوات الدولية. إلا أنّ الرياح جرت عكس ما اشتهت سفن الولايات المتحدة، فكان الفيتو بالمرصاد، ليسقط مشروع القرار أرضاً.

وتعليقاً على هذا الحدث، يستذكر الخبير العسكري المتقاعد العميد أمين حطيط سوابق واشنطن في مجال الدعم الذي تقدمه للكيان الغاصب، فيقول "عندما بدأ مجلس الامن الدولي​ بتداول مشروع قرار حول وقف العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، ضغطت الولايات المتحدة الأميركية، ومن معها من معسكر العدوان على المقاومة، لتتحول ​قوات "اليونفيل" في الجنوب الى قوات متعددة الجنسيات ذات صلاحيات كاملة للعمل في لبنان تحت أي صيغة قتالية تراها، سواء كانت دفاعاً عن النفس أو هجوماً، فكان المطلوب من وراء هذا الضغط هو تنفيذ أهداف القرار الدولي الذي زعمت أميركا انه جاء بإجماع دولي، ويرمي الى تعطيل سلاح ​حزب الله ومنعه من إعادة ترميم بنيته العسكرية".  

وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري، يلفت حطيط الى أنّ "المقاومة التي كانت تستشعر الانتصار في الميدان رفضت المسعى الأميركي وأسقطته، بعد أن أعلمت كل من يعنيه الأمر بأنها لن تلتزم بقرار يعاملها على أساس أنها مهزومة ويحرمها من ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس والتصدي للعدوان".

ويتابع حطيط "أمام هذا الرفض أذعنت القوى المعنية بالمشروع وصدر ​القرار 1701​ متراجعاً في خلفيته عن جوهر القرار 1557، فحدد مهام "اليونفيل"، وحصر نطاق عملها بين الحدود ونهر الليطاني الذي أُلزمت بعدم تخطيه نحو الشمال في أي حال".

وفيما يؤكد حطيط أنّ المقاومة عملت بأسلوبها الذكي مع القرار بما يضمن وجودها القتالي الفعّال الذي لا يستفز أحداً، يلفت الى أنّها نجحت بأسلوبها وتجلى ذلك بشكل واضح اليوم حيث أن قدراتها القتالية وصلت الى حجم يتعدى كماً ونوعاً وفعاليةً عما كانت عليه في العام 2006، وهذا ما أرعب كيان العدو وأقلق أميركا.

تعديل مهام ’اليونيفيل’.. محاولة فاشلة لكسب ما خسرته ’إسرائيل’ في الميدان

وفي معرض حديثه لموقعنا، يوضح الخبير العسكري أنّ "طلب الولايات المتحدة الأميركية وكيان العدو بتغيير صلاحيات ومهام القوات الدولية "اليونفيل"، لجهة تكليفها بمهام وصلاحيات أوسع، جاء نتيجة فشل المشروع الاستعماري في الداخل السوري، والخسارة المدوية للارهابيين في ​عرسال وجرودها، وضياع فرصة إقامة المنطقة الآمنة التي تخدم سياسة​الفصل بين لبنان وسوريا".

ويستطرد بالقول "إنّ الولايات المتحدة الأميركية وفي مواجهة هزيمتها في سوريا، تحاول أن تستخدم قوات "اليونفيل" من أجل محاصرة المقاومة وتنفيذ ما عجزت عن القيام به في العام 2006، والمدخل الى ذلك كما يبدو هو القرار 1701، والعمل على تعديل مهام ​القوات الدولية في المضمون والنطاق الجغرافي بما يؤدي الى مواجهة مع حزب الله تقود بزعمهم الى اسقاط أي مشروعية لسلاحه، بما يعفي "إسرائيل" من القيام بحرب ضده على الأرض اللبنانية".

وفي الختام، يشدد حطيط على أنّ "فشل المسعى الصهيو-أميركي جاء نتيجة قوة المقاومة في الميدان العسكري والتي تخشى الدول الغربية مواجهتها، والموقف الرسمي اللبناني الداعم للمقاومة الذي عبّر بوضوح عن رفضه المس بالقرار 1701 عبر المذكرة التي أُرسلت من قبل الخارجية اللبنانية لكل الدول المعنية".

2017-08-25