ارشيف من :أخبار لبنانية

’فجر الجرود’ تتواصل .. والتواصل مع سوريا ضرورة

’فجر الجرود’ تتواصل .. والتواصل مع سوريا ضرورة

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على ملفات عدة كان أبرزها التحضيرات المستمرة لاستكمال العملية العسكرية "فجر الجرود" التي اطلقها الجيش اللبناني لتحرير كافة الجرود من احتلال تنظيم "داعش" الارهابي، بالاضافة خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه مساء الخميس حول ضرورة التواصل مع الحكومة السورية لعقد اية تسويات مع الجماعات التكفيرية.

’فجر الجرود’ تتواصل .. والتواصل مع سوريا ضرورة

بانوراما الصحف اللبنانية

أي موقف للدولة من صدمة نصرالله؟

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "بدا المشهد السياسي والعسكري المتصل بعملية "فجر الجرود" ومرحلتها الرابعة النهائية مشوباً بكثير من الغموض والالتباس اللذين اثارهما الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه مساء الخميس والذي تضمن مواقف تتصل بهذه العملية من شأنها ان تتسبب بصدمة على مسار التطورات ولو ان الجيش يمضي في خطته على أساس انه غير معني الا بها".

واضافت "ذلك ان المناخ السياسي المشدود وراء العملية العسكرية ترقباً لنهايتها الوشيكة بدا غداة خطاب السيد نصرالله كأنه تعرض لفرملة حادة جراء اندفاعه في مواقف أثارت ردود فعل واصداء سياسية سلبية وحادة لدى بعض الافرقاء من غير ان يتضح ما اذا كانت الدولة عموماً من خلال العهد والحكومة ستقدم على تحديد موقف ما من بعض هذه المواقف التي تمس بمصير المعركة العسكرية من بعض جوانبها الحساسة".

وتابعت "تمثل الجانب الاشد اثارة للاصداء السلبية حيال خطاب نصرالله ودلالاته في اشتراطه الواضح من دون لبس ان تتقدم الحكومة اللبنانية بطلب علني "وليس تحت الطاولة" من النظام السوري بطلب التفاوض مع "داعش" في شأن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى التنظيم الارهابي. وهو الامر الذي شكل ذروة محاولات "حزب الله" وحلفاء النظام السوري في توظيف المعركتين الميدانيتين الجاريتين حول جانبي الجرود اللبنانية والسورية من أجل فرض "التطبيع" القسري بين لبنان والنظام السوري".

لماذا جمّد قائد الجيش المرحلة الرابعة وكيف يمكن لأميركا المساعدة؟

بدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "تساءل كثيرون عن سبب الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لا سيما أن خطابه تضمن في قسم كبير منه عرضاً لمجريات عسكرية وأجندة عمل زمنية، كان بمقدور آخرين من قيادة الحزب أو غرفة عمليات المقاومة الاسلامية الحديث عنها. كذلك بدا للبعض أن السيد نصرالله لم يطلق مواقف خاصة في المناسبة، بل اكتفى بعرض وتقدير للموقف ورسم إطار للعمليات السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة".

وأضافت "لندع جانباً «تعفيسات» تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية»، التي لا ينفع إيرادها خارج التقرير الصحافي الذي يصل ثامر السبهان كل يوم عن نشاط أصدقائه في لبنان. لكن، قد يكون مناسباً الإشارة الى نقطتين مركزيتين في مداخلة السيد:
أولاً: إعلانه عن عيد تحرير جديد للبنان. وهو ربطه بمن أنجزه مباشرة، متحدثاً مرة جديدة عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ومضيفاً الجيش العربي السوري. وهي إضافة تنطلق من كون الجيش السوري يقوم بعمل عسكري من الجانب السوري للحدود، بما يحقق النتيجة الفعلية لهدف لبنان إبعاد عناصر الارهاب من أراضيه ومن على حدوده. كذلك فإن الجيش السوري فتح الطريق أمام رجال المقاومة لتنفيذ خطة عسكرية تقوم أساساً على التنسيق مع الجيش اللبناني بغية مساعدته على تحقيق هدف «فجر الجرود»".

وتابعت الصحيفة "لكن الأهم ليس إضافة السيد للضلع الرابع المتمثل بالجيش السوري، بل في كونه حسم وجزم بأنه لا وجود لشركاء آخرين في صناعة هذا النصر. وهو هنا يقصد الاميركيين الذين يريدون أن يظهروا كأنهم هم من وقف خلف قرار الجيش اللبناني بشنّ العملية، وأنهم من وفّر حاجات الجيش لأجل النجاح في مهمته. والسيد هنا يقطع الطريق على محاولات لا تخصّ الاميركيين فقط، بل بعض الجماعات اللبنانية، وبينها أوساط نافذة داخل الجيش اللبناني، التي بدأت من اليوم الاول التهليل للدعم الاميركي".

واشنطن: «حزب الله» يُراكم الأسلحة تحضيراً لحرب ضد إسرائيل

الى ذلك، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "أظهرت إطلالة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الأخيرة انّ إرادة التنسيق مع النظام السوري ليست مسألة عابرة او تكتيكية، او على طريقة تسجيل موقف ورفع عتب، إنما تعبّر عن توجّه استراتيجي بدليل الإصرار على هذا التنسيق، وفي كل مرة يُصار فيها إلى إقفال هذا الباب يعود الحزب لفتحه مجدداً. وآخر تلك المحاولات الدعوة إلى التنسيق تحت عنوان العسكريين المخطوفين، الأمر الذي يؤشّر بوضوح إلى تبدّل في توجّه الحزب الذي كان يقضي بتحييد الملفات الخلافية ما سمح بالاستقرار الداخلي وأنتج انتخابات رئاسية وتأليف حكومة شهدت انتظاماً غير مسبوق منذ العام ٢٠٠٥".

واضافت الصحيفة "لكن يبدو انّ المعادلات الإقليمية، وتحديداً قرب دخول سوريا في مرحلة انتقالية، تستدعي إدخال لبنان في معادلة جديدة، والتي يصعب ان تقف عند حدود الحكومة في حال إصرار الحزب على التنسيق الذي سيهزّ شباكها ويعيد لبنان إلى مرحلة الانقسامات العمودية، خصوصاً في ظل توجّه سعودي تمّ التعبير عنه صراحة في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان انّ الرياض لن تسمح بهيمنة إيرانية على لبنان، فيما إضافة نصرالله الجيش السوري إلى معادلته الثلاثية وتحويلها رباعية أعطى انطباعاً بوجود توجّه يرمي إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعودة نفوذ النظام السوري إلى لبنان، وبالتالي كل هذا الجو لا يطمئن ويؤشّر إلى تبدّل لا بد ان تظهر ترجماته في الأسابيع المقبلة على الأرض".

 

2017-08-26