ارشيف من :أخبار لبنانية
’التحرير الثاني’.. لبنان خالٍ من الارهاب والجيش يستكمل انتشاره على الحدود

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بمرحلة ما بعد تحرير الجرود من الارهابيين، وصدور عدد من التصريحات والمواقف من العملية، لا سيما موقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل التي دافع فيها عن المقاومة وأكد سقوط مشروع الارهاب.
وفي وقت يعزز الجيش اللبناني من انتشاره على الحدود الشرقية المحررة، ينتظر اللبنانيون جلاء الحقيقة في نتيجة فحوصات الـ DNA لتأكد من أن الجثث التي عثر عليها في الجرود تعود للعسكريين، كما تجري متابعة البحث عن جثة الشهيد عباس مدلج.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاربعاء 30-08-2017
"الأخبار": طريق التحرير... من قلب طهران حتى البحر المتوسط
رأى ابراهيم الأمين أن "الغارقون في بؤسهم اليوم هم المهزومون في الميدان، السياسي منه أو العسكري، وتالياً الشعبي. هؤلاء يتحوّل الخطأ عندهم إلى خطيئة قبل أن يصير ارتكابات شنيعة. هؤلاء لا يعترفون بالتاريخ، ولا يجيدون صناعة حاضرهم، ولا ترك شيء مفيد للمستقبل. وهؤلاء، في زمننا الحالي، هم الذين يسعون إلى تأبيد السيطرة على بلاد وعباد، وفق ما تركها الاستعمار قبل سبعين سنة لا أكثر".
وأضاف.. لعقود كثيرة، كان العيب في مشاريع الثورات والمقاومات أنها لا تجيد التوفيق بين السيادة والاستقلال الوطنيين، وبين كرامة وتطور دولها، وبين سعادة شعوبها. وهي أزمة حقيقية ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا. مع فارق لافت، هو أنّ ما نشهده منذ سنوات قليلة، يفتح الباب أمام فرصة جدية لإعادة صياغة المشهد برمته، وأمام محاولة إلزامية لمواءمة إلزامية بين معركتي التحرير والتغيير الداخلي.
وإذا كان الاستعمار ومؤامراته وفساد حكومات وسلطات وقيادات وخيانتها، ونزق أنظمة وجيوش وعنفها، قد جعلت الوحدة العربية كابوساً لا يرغب فيه مواطن حر، فإنّ الاستعمار نفسه سعى طوال الوقت لخلق كيانات تحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة. هذا طُبّق بقوة في كثير من بلداننا خلال العقود السبعة الماضية. وهو حقيقة تتعرض اليوم لمحاولة تفكيك جدية، تفتح الباب أمام فرصة لتنظيم عملية توحد قابلة للحياة، ومستندة إلى فكرة وخطاب وهدف. وربما تتيح المعركة المفتوحة ضد الارهاب والاحتلال، من فلسطين إلى لبنان فسوريا والعراق، الفرصة لبرمجة الأولويات والنقاش بطريقة مختلفة.
صحيح أن في لبنان من يستمر هاجساً بشعار لبنان أولاً، علماً بأن شعار فلسطين أولاً لم يوقف تهجير الشعب الفلسطيني وتهويد أرضه.
ومحاولة بعض العراقيين تجاهل محيطهم العربي بحجة أن المحيط ناصَر الطاغية، جعل بلاد الرافدين تتفكّك بقسوة، وتجعل نكبة هذا البلد أشدّ إيلاماً من نكبة فلسطين. ومن باب الإنصاف، تبقى سوريا الدولة الوحيدة التي لم تغرق في انعزالية قاتلة. ولهذا السبب، تدفع اليوم ثمن تمسّكها بموقعها المتفاعل مع كل محيطها العربي.
ليس قدراً فقط أن تخرج من لبنان مقاومة، نمت وتعثرت وعادت فقامت، وناضلت وانتصرت على المحتل. لكنه تعبير عن قدرة حقيقية على تقديم نموذج قابل للحياة والتعميم في مقاومة الاحتلال، وفي ضرب الهيمنة على البلاد.
وعندما لجأ الاستعمار إلى استخدام الحروب الأهلية سلاحاً في مواجهة المقاومين، كان لا بد من خوض معركة بأدوات وأفكار مختلفة، تجعل الحرب الأهلية تخمد وإن احتجنا إلى سنوات طويلة لإزالة أثارها، لكن هذه المقاومة أعطت الدليل على إمكانية توحد قوى منتشرة في كل هذا المشرق، متفقة على أولوية التحرير من الاستعمار والاحتلال، ومؤمنة بالحاجة إلى تغيير شامل. وهو تغيير لا يكون من دون تفاهم مع المحيط الأرحب. وهنا يقع دور إيران.
حفظ الانتصارات يكون بالتعامل بجدية مع مرحلة مقبلة أكثر أهمية لجهة توفير سبل العيش معاً بأفضل الممكن
صحيح أن من حق الناس الخشية من عجز هذه القوى عن قيادة تغيير داخلي حقيقي. وصحيح أن معركة بناء الدول تتطلب مشاركة الجميع من أبنائها، لكن الصحيح أيضاً أن ما يحصل اليوم يمنحنا فرصة لأن نحفظ انتصاراتنا على الاحتلال وأعوانه من عملاء مدنيين أو عسكريين، علمانيين أو متطرفين. وحفظ هذه الانتصارات يكون بالتعامل بجدية واهتمام مع مرحلة مقبلة أكثر أهمية، لجهة توفير الترابط العضوي، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً أيضاً، بين مساحات وشعوب وهويات باتت ملزمة بالبحث عن سبل العيش معاً بأفضل الممكن. وهنا التحدي الكبير.
ما يحصل منذ انطلاقة المعارك الكبرى في العراق وسوريا ولبنان لطرد المجموعات الارهابية على اختلاف مسمياتها، لن يكون مجرد جولة فقط، بل هو مدخل لتحويل التفاهمات والتوافقات مناسبة لتحقيق هدف بات أكثر واقعية من قبل، يخصّ استعادة فلسطين بكاملها من أيدي الاحتلال والاستعمار. وهو إنجاز سيكون نتيجة
سلوك طريق التحرير.
إنه الطريق الذي لم يجد إيرانيون وعراقيون وسوريون ولبنانيون وفلسطينيون بداً من عبوره مجتمعين، لمحاربة الاحتلال وأدواته في كل هذه الدول، وهو طريق تم وصله بدماء هؤلاء وتضحياتهم، وهو الطريق الذي يحتاج، منّا، إلى حفظه بالدماء والتضحيات أيضاً.
"البناء": باسيل: سنشارك في احتفال النصر مع حزب الله.. وليصمت مَن تخاذل ومَن تعامل ومَن تطاول
في التصدّي للحملات التي استهدفت حزب الله، كان الكلام الأبرز لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، الذي قال للمتطاولين على حزب الله، إن هناك خياراً سياسياً هو مَن جاء بالإرهاب الى لبنان وإنّ خياراً آخر دحر هذا الإرهاب. ونحن كنا من الخيار الثاني. وهناك خيار سياسي أتى بالنازحين الى لبنان وهناك خيارنا بإعادة النازحين آمنين الى وطنهم، خيارنا يثبّت صحة تمسّكنا بالرئيس القوي ونتيجة التخاذل وحتى التعامل، احتلّ الإرهابيون الجرود.
وإذ أشار باسيل الى انّ «علينا الدفاع عن مصالحنا الوطنية بإعادة النازحين الى وطنهم»، دعا «الذين غطوا وجود الإرهابيين في لبنان أكان غفلة أو عن وعي أن يكفروا عن خطاياهم اليوم بالمساعدة في حلّ مشكلة النزوح، بدلاً من أن يحاولوا رمي التهمة على المناضلين الذين كانوا يطالبون بضرورة إعطاء الغطاء السياسي للجيش لتحرير الأرض»،
وأكد أنّ «اليوم هناك مشروع سقط، وهو مشروع الإرهاب، و»ع قبال» أن يسقط مشروع النزوح وبعده التوطين، وهي مرحلة سقطت فلا يحاولنّ أحد فتحها لأنّ مسارنا واضح وقتالنا في الدفع باتجاه تحرير الجرود كان معروفاً».
وأوضح باسيل «انّ اليوم يثبت ما كان يقوم به التيار في معركته على قيادة الجيش، والذي حوّله البعض الى معركة شخصية، والآن عرفتم يا لبنانيين لماذا كنا نحرص على قيادة الجيش، وذلك ليقدر الجيش على أخذ القرار وألا يتركه لغيره لأخذه»، مذكّراً اللبنانيين «بأنّ العسكريين لم يستشهدوا اليوم، بل بعد تقاعس قيادتهم عند خطفهم وتركهم لدى خاطفيهم»، مشدّداً على «ان لولا الغطاء من كلّ اللبنانيين للجيش لما كنا وصلنا الى النصر. فكلنا يجب أن نحزن على شهدائنا وكلنا يجب أن نحتفل بالنصر».
ودعا باسيل «مناصري التيار الوطني الحر إلى المشاركة باحتفال النصر في البقاع الذي ينظمه حزب الله غداً، لأننا شركاء في النصر وحزب الله مدعوّ للمشاركة في الاحتفال الذي ستقوم به الدولة في بيروت، هذا النصر يجب أن يجمعنا ولإقفال الصفحة يجب أن نقول إنه لا مكان في لبنان للإرهاب والتوطين والنازحين».
"الديار": الجيش والمقاومة حرّرا الأرض... مَن يحرّر لبنان من الفساد ؟
بدورها رأت "الديار" أن مشهد الحدود اللبنانية - السورية كان ناصعاً، ونقياً امس، بعد دحر الارهابيين عن كامل الحدود بفضل دماء شهداء الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة.
مشهد الحدود كان مختلفاً جذرياً عن المشهد الداخلي والحرتقات، وتقاذف المسؤوليات عما آل اليه مصير العسكريين المخطوفين، ومحاولة البعض تضييع النصر وأخذه الى متاهات الزواريب الداخلية.
مشهد الجرود امس، جسد انتصار لبنان وسوريا والمقاومة، وترجم بانتشار الجيش اللبناني على معبر مرطبيا، وحليمة قارة الاستراتيجية التي يبلغ ارتفاعها 2654 متراً لأول مرة منذ سنوات، فيما ثبت الجيش السوري مواقعه في الجانب السوري من شعبة مرطبيا وحليمة قارة، اما المقاومة فسلمت مواقعها للجيش اللبناني باحتفال تم فيه عزف النشيدين الوطني اللبناني والعربي السوري ونشيد المقاومة.
وفي المعلومات، ان الانتشار المشترك على الحدود وفي نقاط متقاربة، استدعى لقاءات بين ضباط من الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة، وجولة على خطوط الانتشار وتحديدها ومواقع «داعش» واستطلاع طبيعة المنطقة عن كثب. كما تم تبادل التهاني بالانتصار مع محطات «خبز وملح» وتقييم شامل للعملية العسكرية والانجازات السريعة، وضرورة المراقبة الدائمة واليقظة، ومنع التهريب وإصلاح بعض الطرقات، وهذا ما يستدعي لقاءات دورية على الارض.
وبعيدا عن اصرار البعض على نفي اي تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله، فإن الوقائع الميدانية على الارض كانت متغايرة حتى ان المراسلين نقلوا مشاهدات عن مستوى التنسيق الميداني، مما سمح بالانتصار السريع. وقد حمى الجيش السوري ومجاهدو المقاومة ظهر الجيش اللبناني اثناء تقدمه، وبالمقابل حمى الجيش اللبناني ظهر الجيش السوري والمقاومة في العديد من المواجهات المباشرة، حتى ان الجيش السوري ومجاهدي المقاومة ضربوا بشكل مباشر عدة دراجات لمسلحي «داعش» قبل تفجيرها من قبل انتحاريين بجنود الجيش اللبناني، واحد الانتحاريين من جوار عين الحلوة، حتى ان المراسلين كشفوا ان التقدم في بعض النقاط كان مشتركا، والقصف الصاروخي كان دقيقاً جداً، وعناصر المقاومة أدوا دوراً محورياً في التقارب والتنسيق و«لمّ الشمل» في كل المجالات، وتحديداً لجهة نقل الشهداء والجرحى. وستكشف الأيام المقبلة المزيد من الوقائع الميدانية وما جرى على الارض.
وتؤكد مصادر متابعة «ان لبنان طرد الارهابيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وهذا هو الاساس. اما حملات البعض فتهدف الى طمس ما تحقق لأنه مؤلم للقوى العربية والغربية التي وقفت الى جانب المسلحين، وانتصار الجرود تلاقى مع انتصارات الجيش السوري والمقاومة في كل سوريا، وانتصارات الجيش العراقي في تلعفر، وهذا المشهد الميداني الجديد بدأت تتعامل معه كل الدول من الاردن الى مصر حتى السعودية بشكل «خجول» الى كل الدول الاوروبية وصولا الى واشنطن. ورؤساء مخابرات هذه الدول يقفون «بالصف» على ابواب المسؤولين السوريين «طالبين القرب».
وقد ساعد التعاون الامني السوري بإحباط عمليات كبيرة في اوروبا، وحتى ان رئيس المخابرات المركزية الأميركية «تواضع» واتصل بأحد المسؤولين الامنيين السوريين طالباً معلومات عن صحافي أميركي اختفى في سوريا، كما ان وزير خارجية مصر سامح شكري كشف عن اتصالات رسمية مع الحكومة السورية، واجتماعات الضباط الاردنيين والسوريين أكبر شاهد لهذه المتغيرات.
"الجمهورية": الجيش يستكمل انتشاره في الجرود
صحيفة "الجمهورية" اعتبرت أنه مع انكفاء النشاط الرسمي مع دخول البلاد في مدار عطلة عيد الاضحى المبارك الذي يصادف بعد غد، ظلت الكلمة للميدان، فاستكملت وحدات الجيش انتشارها في منطقة وادي مرطبيا ومحيطه بعد تأكد خلوّها من عناصر «داعش»، ورفعت العلم اللبناني فوق قمم حليمة قارة وعقابة مرطبيا وحليمة القبو، التي تشكّل المرتفعات الأعلى في المنطقة، فيما تعمل الفرق المختصة في فوج الهندسة بمسح الأراضي لكشف العبوات والألغام والأجسام المشبوهة التي خلّفها الإرهابيون والعمل على معالجتها.
وأكّدت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش لم يدخل في أي تسوية مع «داعش» وهو كان يحضّر لانطلاق المرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، لكنّ الإرهابيين هربوا من الأراضي اللبنانية الى سوريا واستسلموا لـ«حزب الله» والنظام السوري، وهما اللذان أبرما التسوية مع «داعش» وليس الجيش اللبناني الذي كان مصمّماً على القضاء عليهم وتحقيق العدالة للعسكريين الذين استشهدوا.
وبالتالي، عندما لمسوا حزم الجيش اللبناني اتخذوا القرار على ما يبدو بإبرام صفقة مع «حزب الله» والنظام السوري بعدما وعدوهم بعدم المسّ بهم وتسوية أوضاعهم ونقلهم الى دير الزور».
وأشارت المصادر الى أنّ «الجيش وصل الى آخر النقاط على الحدود اللبنانية ـ السورية، وباتت كل جرود القاع ورأس بعلبك وعرسال خالية من الإرهابيين»، وأوضحت أنّ «الجيش يعمل الآن على تثبيت نقاط ومراكز دائمة من أجل حماية الحدود ومنع تسلل الإرهابيين أو المخرّبين».
واكدت أنّ «الانتشار العسكري في الجرود سيكون كثيفاً، والمراكز ستكون مترابطة عسكرياً، إذ إنه سيبقي على حالة الاستنفار الدائم على رغم التأكّد من خلو المنطقة من المسلحين، فيما عمليات المسح من الألغام قد تستغرق بعض الوقت لأنّ الجرود شاسعة والجيش لا يملك خرائط الألغام التي زرعها الإرهابيون».
وركّزت المصادر على انّ «النقاط الحدودية ستكون دائمة، ولا مجال لعودة الوضع الى ما كان عليه سابقاً».
وبالنسبة الى إقفال ملف العسكريين المخطوفين وجثمان الجندي عباس مدلج، فقد أكدت قيادة الجيش أنه «نتيجة متابعة البحث عن مصير عسكريين مفقودين، تمّ في وقت سابق العثور في جرود عرسال على رفات أحد الأشخاص. وعثرت أمس وحدة من الجيش في منطقة الرهوة ـ جرود عرسال، على رفات آخر عائد لأحد الأشخاص، وتخضع عيّنات من الرفات لفحوص الـ«DNA» اللازمة بإشراف القضاء المختص».
وكان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم جزم أمس بأنّ الرفات «تعود للعسكريين، وإنّ النتيجة العلمية التي ستقطع الشك باليقين ستصدر قبل نهاية الاسبوع».