ارشيف من :أخبار لبنانية
هل تتشكل لجنة تحقيق برلمانية لمعرفة من المسؤول عن وقف عملية الجيش في عرسال؟

ياسر الحريري-صحيفة "الديار"
كلام خطير أدلى به وزير الاتصالات جمال الجراح، عندما كشف أنه هو من تدخل بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، وطلب من قائد الجيش حينها العماد جان قهوجي خروج المسلحين والجنود الأسرى المختطفين، والهدف برأيه تجنب معركة من الممكن أن يذهب فيها 500 مدني من عرسال.
هذا الكلام خطير جدًا، وهناك أسئلة كثيرة حوله إذ وفق المتابعين للملف، يسألون من أعطى المعطيات للجراح، وهي أن الجيش في حال دخل المعركة سوف يسقط فيها خمسمئة مدني، لأن النتائج المترتبة على تأجيل المعركة سنوات كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية على لبنان، وكلفة باهظة بالدماء والمواجهات، وهذا ما شهده اللبنانيون في هذه الأوقات وطوال كل السنوات، عدا عن المواجهات منذ عام 2013 الى اليوم عدا عن كلام وأسرار اهالي العسكريين المختطفين، اضافة الى كلام كبار العسكريين المتقاعدين الذين كانوا في الخدمة آنذاك، حول إمكانية حسم المعركة منذ عام 2014.
في هذا الصدد تحدث نواب عن دراسة إمكانية الطلب إلى رئاسة مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، التي يمكن لها وحدها استدعاء كل مسؤول والوقوف عند تفاصيل ما جرى منذ عام 2013، وكذلك تحديدًا عام2014، خصوصا أن هناك جنود من مختلف الرتب تعرضوا للغدر داخل عرسال، وأن جماعات سياسية ودينية لعبت بالملف وعبثت به مما أدى إلى قتل وذبح العسكريين اللبنانيين، وهذا أمر ليس بالهين على لبنان واللبنانيين وليس فقط على أهالي الشهداء.
والمتابعون لهذا الملف قالوا أننا كنا أمس أمام مشهد تاريخي، وذلك بإخراج وجود الإرهاب من الحدود اللبنانية والسورية، وتنظيف كل هذه المنطقة من الوجود التكفيري وخصوصًا من "داعش" الذي لم تستمر معه المعركة أكثر من عشرة أيام، في معركة خاضها كل من الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله على الجبهتين اللبنانية والسورية، وهي لحظات هامة واستراتيجية وتاريخية، حيث استعادت المقاومة بضغطها إلى جانب الجيشين اللبناني والسوري.
وأكدت مصادر متابعة أن المعركة لم تبدأ عند حزب الله منذ خمسة عشرة يومًا بل هي معركة دامت أربع سنوات طوال خاضها الجيش السوري وحزب الله، ودفعت في سبيلها دماء، كما ان الجيش اللبناني تعرّض عام 2014 الى عملية كيد سياسي، وعملية غدر كبيرة، أدت إلى ذبح وقتل ضباط وجنود، وذلك بعد عملية عسكرية للجيش اللبناني لاستعادة عرسال، بعد غزوة عرسال التي شنها كل من "النصرة" و"داعش"، عام 2014.
وأشارت المصادر إلى أن العسكريين كانوا محتجزين في مسجد الشيخ مصطفى الحجيري، وقائد الجيش يومها كان يريد تحرير الجنود الأسرى، إلا أن رئيس الحكومة تمام سلام أكد أن لا قرارا سياسيا باستكمال المعركة، هنا يأتي كلام الوزير جمال الحراج الوارد أعلاه "أنه تدخل لدى قائد الجيش بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، لوقف عملية الجيش 48 ساعة، لخروج المسلحين والأسرى، ما جرى يومها أن "النصرة" أطلقت سراح بعض العسكريين، لكن تنظيم "داعش" رفض تسليم أي جندي لبناني. والباقي بات معروفا عن ذبح وتصفيات.
هذا في الوقائع المثبتة لدى قيادة الجيش وكل من تابع هذا الملف، كما أن فريق 14 آذار من كبيرهم إلى صغيرهم قاموا بزيارات عدة إلى عرسال ونفوا وجود "نصرة" أو "داعش"، كما أنهم عمدوا إلى التجييش الطائفي في عرسال والتهجم على حزب الله واعتبار كل من يتحدث عن وجود "نصرة" و"داعش" وتكفيريين، يكون يفتري على عرسال والجرود والوثائق بالصوت والصورة، والوثائق تؤكد كل هذا الأرشيف السياسي الموّثق.
هذا التوثيق الذي يشمل مواقف وتصريحات كبار وصغار 14 آذار الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على وزير الدفاع السابق فايز غصن وكذلك الوزير سليمان فرنجية وعدد آخر من المسؤولين عندما كانوا يتحدثون عن الوجود التكفيري، والأجوبة كلها أنها اتهامات ملفقة من أجل هيمنة حزب الله والنظام السوري.