ارشيف من :أخبار لبنانية
محاولات اميركية لتطويق انتصار الجرود.. وتأكيد لبناني على النصر

ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة في بيروت على ملفات عدة اهمها المواقف المؤكدة على الانتصار الكبير في الجرود على لسان الرئيس بري والرئيس عون وقائد الجيش اللبناني، كما اشارت الصحف الى السعي الاميركي لخلق فجوة في العلاقات بين حزب الله والعراق بذريعة المفاوضات التي جرت لاخراج المسلحين من الجرود اللبنانية الى الاراضي السورية.
بانوراما الصحف
الاخبار
بيروت ــ بغداد: محاولات أميركية لتطويق انتصار الجرود
لم تنتظر واشنطن والرياض وقتاً طويلاً قبل بدء الهجوم على المقاومة، إثر انتصار الجرود على داعش. ومفاجأة العاصمتين لم تأتِ من بيروت، بل من العراق، حيث جُنِّدَت قوى سياسية لتوجيه انتقادات مباشرة إلى حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله
من بيروت إلى بغداد، بدا القرار الأميركي واضحاً في اليومين الماضيين، لإسقاط مفاعيل التقاء القوى المقاومة للإرهاب من على جانبي الحدود اللبنانية السورية رغماً عن «فيتوات» واشنطن، وترحيل ما بقي من المسلحين باتجاه ما بقي لهم في البادية السورية، وبالأخص في مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.
في بيروت، ربما لم تكن مستغربة الجدالات السياسية (المعتادة) إزاء انتصار «التحرير الثاني»، لكنّ الوقع في بغداد جاء ثقيلاً ومحملاً بكثير من الرسائل السعودية ــ الأميركية.
حين خرج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أول من أمس، منتقداً حزب الله، إذ إنّه رأى أنّ «صفقة الترحيل» تهدّد العراق، سريعاً شعر البعض بأنّ «فتنة البيت الشيعي» التي تسعى إليها السعودية والدوائر الأميركية، قد انطلقت شرارتها من العاصمة التي أوقفت قبل ثلاثة أعوام «التمدد الداعشي» عند أبوابها، في وقت كان فيه الأميركيون يرفضون مساعدتها في أي شيء قبل أن تنفذ طهران وحلفاؤها شروطاً محلية وإقليمية.
وبعدما جاء موقف العبادي «صادماً» لجمهور محور المقاومة، أكملت واشنطن هجومها على الانتصار، لكن من الميدان هذه المرة. إذ استهدفت طائرات «تحالفها الدولي»، ليل أوّل من أمس، طريق الحافلات التي تقل عناصر «داعش» وعائلاتهم باتجاه البوكمال في البادية السورية الشرقية، فيما ظلّ الخبر بعيداً عن الإعلام إلى أن خرج المتحدث الرسمي باسم قيادة «التحالف» الكولونيل ريان ديلون، ليقول: «إننا، في سياق مَنْعِنا القافلة من التقدم شرقاً أحدثنا فجوةً في الطريق، ودمرنا جسراً صغيراً». وعلّقت مصادر مطلعة على الأمر، قائلة إنّ الأميركيين يريدون من هذا الاستهداف القول للعراقيين: «نحن من يحميكم، وذلك بهدف إشعال فتنة بين الشعب العراقي ومحور المقاومة».
مصدر عسكري: الدعم الدولي للجيش مازال قائما
وكان مصدر عسكري رفيع قد أكّد لـ«الجمهورية» أنّ الدعم الدولي للجيش ما زال قائماً ولم يتبدّل شيء بعد انتهاء المعركة»، وأنّ «الأميركيين سيتابعون برنامج التسليح الذي بدأ منذ أعوام، وأبلغوا قيادةَ الجيش بهذا الأمر، ولا صحّة لا من قريب أو بعيد بأنّهم أوقفوا التسليح وسَحبوا معدّات عسكرية، فهم لم يَسحبوا «برغياً واحداً».
وتحدّث عن «زيارات قريبة لوفود عسكرية أميركية الى قيادة الجيش، ما يَدحض كلّ الشائعات التي تُبَثّ وهدفُها ضربُ معنويات المؤسسة العسكرية»، وقال إنّ السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد «على اتّصال دائم بالقيادة، تُعزي كلّما سقط شهيد، وتتابع مجريات المعركة وتزور اليرزة دوريّاً».
وتحدّث المصدر «عن وصول دفعات جديدة ونوعية من الأسلحة الأميركية الى الجيش قريباً تتضمن طائرات «السوبر توكانو» وملّالات «البرادلي»، وأنواعاً أخرى». وقال: «ما ينطبق على الأميركيين ينطبق على البريطانيين الماضين في تدريب وتجهيز أفواج حماية الحدود، وسيستمرّون بمنحِ الجيش معدّاتِ المراقبة المتطوّرة والأسلحة الضرورية». وأكّد أنّ «الشراكة بين الجيش اللبناني والأميركيين والبريطانيين إستراتيجية، ونال الجيش تهانئَ دولٍ عدّة».
البناء: أهالي العسكريين: وُعِدنا بلجنة تحقيق
وفي ما تحدثت معلومات عن أن فحوص الحمض النووي كشفت أن ستة من جثث تعود للعسكريين، نفت مصادر الأهالي لـ «البناء» أن يكونوا قد أبلغوا رسمياً بأن الجثث تعود لأبنائهم، مشيرين الى أنهم لم يفقدوا الأمل بعد، لكنهم سيتقبّلون أي معلومات نهائية رسمية من اللواء ابراهيم تؤكد وفاة العسكريين.
ونفت المصادر أن يكون الأهالي قد أبلغوا رفضهم تسلّم جثث أبنائهم قبل إعدام الموقوفين «الداعشيين» في سجن رومية، مشيرة الى أن «الاهالي يطالبون فقط بإعدام عمر وبلال ميقاتي الإرهابيين لأنهما شاركا في قتل العسكريين».
واذ رفضت المصادر تحميل أي جهة سياسية أو عسكرية مسؤولية مقتل العسكريين، كشفت المصادر أن «وزير الدفاع ووزير العدل سليم جريصاتي أبلغا أهالي العسكريين أنه وبعد الكشف عن الفحوص للجثث، سيعملان على تشكيل لجنة تحقيق عسكرية وقضائية للتحقيق مع المسؤولين في مرحلة العام 2014 لكشف المقصّرين والمتواطئين على الجيش ومحاسبتهم».
ومن المتوقع أن تعلن الحكومة يوم حداد وطني على أرواح شهداء الجيش الثمانية فور كشف فحوص «دي آن آي» علمت «البناء» أنه لن يتم الإعلان الرسمي عن هوية الجثث قبل نهاية عطلة عيد الأضحى.
وأكد اللواء ابراهيم في تصريح أن «عناصر داعش الذين رحلوا لم يكونوا بموقع المشارط بل المطالب للنجدة ليس أكثر»، مشيراً الى أن «حذاء آخر عسكري من الشهداء أهم من كل الذين رحلوا». وأوضح إبراهيم «أننا وصلنا للرقم 13 بالوسطاء لنحصل على العسكريين الشهداء عندما كانوا أحياء، إنما كان كل وسيط نطلب منه دليلاً يذهب ولا يعود».
وأعلن أن «مصادرنا أخبرتنا وزوّدتنا بصور عن جثامين الشهداء». ولفت الى «أننا سنعالج مخيم عين الحلوة بالطريقة التي يريدها رئيس الجمهورية «، مشيراً الى أنه «أياً يكن الحل المفروض القيام به نحن جاهزون للقيام به لحفظ الأمن اللبناني»، مؤكداً «استمرار العمل على مكافحة الشبكات الإرهابية مع الأجهزة كلّها».
اللواء: التمديد «لليونيفيل» بلا تعديل بالمهمات
في تطوّر دبلوماسي، من شأنه ان ينعكس إيجاباً على الاستقرار الإقليمي للبنان تبنى مجلس الأمن الدولي أمس بالإجماع قراراً بتمديد مهمة قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لمدة عام وذلك بعد خلافات مع واشنطن التي كانت تريد تعزيز ولاية المهمة بشكل جوهري. وجرت نقاشات محتدمة حتى التصويت على القرار لتقريب وجهات النظر بين الأميركيين والاوروبيين خصوصاً بزعامة فرنسا وإيطاليا، المساهمتين الأكبر في هذه القوة، بحسب دبلوماسيين.
ويؤكد القرار على الإذن الممنوح للقوة الدولية باتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات في مناطق انتشارها لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة معادية.
كما يؤكد على ضرورة نشر فعال ودائم للجيش اللبناني في جنوب لبنان والمياه الإقليمية من أجل التنفيذ الكامل لأحكام القرار 1701.
ويعرب القرار عن المخاوف من احتمال أن تؤدي انتهاكات وقف الأعمال العدائية إلى نشوب نزاع جديد. ويحث إسرائيل على التعجيل بسحب جيشها من شمال قرية الغجر. ويشدد على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، ما عدا عتاد وأسلحة الحكومة اللبنانية والقوة الدولية.
وسط هذه الاجواء، المحلية والإقليمية والدولية يبدأ الرئيس سعد الحريري صباح اليوم زيارة رسمية إلى فرنسا يلتقي خلالها رئيس الجمهورية إيمانويل مَكرون في قصر الإيليزيه ويعرض معه آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
كما يلتقي الرئيس الحريري خلال زيارته رئيس الوزراء أدوار فيليب ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ووزير الخارجية جان إيف لودريان ووزير الاقتصاد برونو لومير ووزيرة الجيوش (الدفاع) فلورانس بارلي.
وقال مصدر لبناني لـ«اللواء» ان الرئيس الحريري سيشكر الموقف الفرنسي في مجلس الأمن الذي دعم توجه الحكومة اللبنانية في ما خص عدم تعديل مهمات «اليونيفيل» وفقاً للقرار 1701، فضلاً عن طلب الدعم العسكري واللوجستي للجيش اللبناني الذي أظهر كفاءة قتالية، وحرفية في طرد «الارهاب الداعشي» من أراضيه، معلناً الانتصار في هذه الحرب.