سيضع التغير المناخي الولايات المتحدة إزاء تحديات استراتيجية جدية خلال العقود المقبلة مع ارتفاع احتمال حصول تدخلات للجيش لمواجهة تبعات العواصف الشديدة والجفاف والهجرة الجماعية والأوبئة، على ما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين.

وقالت الصحيفة التي استندت إلى محللين عسكريين واستخباراتيين انه يمكن للأزمات المتأتية من المناخ أن تسقط حكومات، وتعزز الحركات الإرهابية أو تهدد استقرار مناطق برمتها حتى.

ويدرس المحللون والخبراء في وزارة الحرب الأمريكية ووكالات الاستخبارات للمرة الأولى بجدية، انعكاسات التغير المناخي على الأمن الوطني، على ما ورد في التقرير.

وتوصلت المناورات العسكرية والدراسات الاستخباراتية إلى استنتاج انه خلال السنوات العشرين إلى الثلاثين المقبلة ستواجه المناطق الهشة ولا سيما إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا احتمال حصول نقص في الموارد الغذائية وبروز أزمات مائية وفيضانات كارثية بنتيجة التبدل المناخي ربما تستدعي مبادرات إنسانية أمريكية، أو إلى تدخل عسكري، على ما ذكرت الصحيفة.

وبحسب الصحيفة تعمقت تمارين في "ناشيونال ديفينس يونيفرستي" (جامعة الدفاع الوطني) في كانون الأول الماضي في التأثير المحتمل لفيضان في بنغلاديش يؤدي إلى تدفق مئات آلاف اللاجئين إلى الهند المجاورة ما يؤجج صراعات دينية ويؤدي إلى انتشار أمراض معدية ويلحق أضراراً كبيرة بالبنى التحتية.

ونقل تقرير الصحيفة عن نائبة مساعد وزير الحرب للشؤون الاستراتيجية أماندا دوري قولها ان "الأمور تتعقد وبسرعة كبيرة"، علماً أن دوري تتعاون راهناً مع مجموعة تعمل في وزارة الحرب وتقضي مهمتها بادخال التغير المناخي ضمن مخططات الأمن القومي الاستراتيجية.

وأشار التقرير إلى ان التغير المناخي يطرح مجموعة من التحديات للجيش، ذلك ان عدداً كبيراً من تجهيزاته تتأثر بارتفاع مستوى البحار وبتدفق العواصف.

وفي فلوريدا، دمر الاعصار "اندرو" في العام 1992 الجزء الأكبر من قاعدة هومستيد الجوية العسكرية في حين ألحق الاعصار "ايفان" أضراراً بالقاعدة الجوية التابعة للبحرية في بينساكولا في العام ،2004 على ما أشارت "نيويورك تايمز".

ويدرس المخططون العسكريون راهناً أساليب حماية القواعد البحرية الرئيسية في نورفولك وفي فرجينيا وسان دييغو وكاليفورنيا من ارتفاع مستوى البحار وحدوث عواصف عاتية نتيجة التغير المناخي.

ويملك الجيش منشأة أخرى تعتبر هشة وهي قاعدة دييغو غارسيا الجزيرة في المحيط الهندي، التي تستخدم كمركز لوجستي للقوات العسكرية الأمريكية والبريطانية الواقعة على مستوى البحر تقريباً.