ارشيف من :أخبار عالمية
آلاف الفلسطينيين مهددون بالترحيل وفق مخطط الاستيطان
يبدو ان الهم الصهيوني الدائم اليوم، هو تقويض أي أمل بإقامة دولة فلسطينية، وتمديد أمد المفاوضات، وجعل المستوطنات تزحف بقوة في كل الاتجاهات وامتصاص اليهود من كل بقاع الدنيا بخلق حوافز جديدة لهم، وكل هذا يجري و يتطور على مرأى ومسمع كل العرب!في ظل هذه الاجواء ، حذر مسؤول فلسطيني، أمس، من مواجهة أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني خطر التهجير القسري من مدينة القدس بفعل سياسات الحفريات والهدم "الإسرائيلية"، في وقت تصاعدت فيه مبادرات أعضاء ووفود الكونغرس الأمريكي الداعمة لـ "إسرائيل" والضاغطة لابتزاز التطبيع العربي معها.
زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي "ستيني هوير" أشاد برئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، ودعا السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن أي شروط مسبقة والدخول في مفاوضات مع “إسرائيل”.
هوير أكد في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نشرتها أمس أن الكونغرس الأمريكي يفرق بين البناء في القدس الشرقية والضفة الغربية، في إشارة الى قبول للاستيطان في القدس ، كما وصف هوير الذي يقود وفدا مؤلفاً من 29 نائبا يزور فلسطين المحتلة التصريحات التي خرجت عن المؤتمر العام لحركة فتح بأنها "تدعو للأسف بالنظر إلى أنها أعادت غرس الشعور بالمواجهة والمقاومة بدلا من أن تكون إيجابية وتتحدث عن الخطوات اللازمة للمضي قدما".
كما أشاد هوير بقبول نتنياهو بحل الدولتين ، ودعا عباس إلى "استغلال الفرصة والدخول في مفاوضات مع نتنياهو من دون شروط مسبقة".
وأكد هوير أنه استشعر أن الرئيس باراك أوباما ملتزم للغاية تجاه "إسرائيل" وملتزم بحماية أمنها وسيادتها ووجودها في أي اتفاق تدخل فيه .
إلى ذلك، أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي في رسالة مفتوحة الى اوباما نشرت الاثنين انه يتوجب عليه ان يحث القادة العرب على القيام بـ "مبادرات مذهلة" تجاه "إسرائيل" من اجل تقدم عملية التسوية الشرق أوسطية .
وقال اكثر من سبعين عضوا من اصل مائة في مجلس الشيوخ الاميركي "نود أن نعلم ما هي الأعمال التي طلبتموها من الدول العربية وماذا تنتظرون من الدول العربية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة". وأضافت الرسالة "نأمل أيضا أن تواصلوا حث القادة العرب على تقديم مبادرات مذهلة تجاه "إسرائيل" شبيهة بتلك التي قام بها قادة شجعان في الماضي مثل العاهل الأردني الملك حسين او الرئيس المصري أنور السادات".
ودعت الرسالة القادة العرب الى وضع حد لمقاطعة "إسرائيل" عبر الجامعة العربية والى إجراء لقاءات مفتوحة مع مسؤولين إسرائيليين وتشجيع العلاقات التجارية مع "إسرائيل" ومنح تأشيرات دخول الى إسرائيليين ودعوتهم الى المشاركة في مؤتمرات جامعية أو في مهرجانات رياضية. وقال أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم "نعتقد أيضا انه يتوجب على العرب ان يضعوا حدا فوريا ونهائيا للحملات الدعائية الرسمية التي تصف "إسرائيل" واليهود بأبشع النعوت وتشبيههم بالشيطان".
في المقابل ، قال أحمد الرويضي مسؤول وحدة شؤون القدس في مكتب الرئاسة الفلسطينية في تصريح صحافي مكتوب "نحذر من الخطر الحقيقي الذي يهدد بطرد 8 آلاف مواطن مقدسي من منطقة وادي حلوة نتيجة الانهيارات التي تهدد المنازل بفعل الحفريات الإسرائيلية". وذكر أن الحفريات خاصة أسفل المسجد الأقصى تزايدت خلال السنوات الأربع الماضية وبشكل خاص في منطقة عين سلوان حيث وصل عمقها بين 20-30 مترا. وذهب إلى أن مدينة القدس تعيش في هذه الأيام "سياسة تطهير عرقي" .
الى ذلك، اعلن خلاله الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عمر زين، ان الاتحاد "يتابع بقلق قانون خصخصة الاراضي الفلسطينية الذي اصدره الكنيست الاسرائيلي، والذي يسمح لما يسمى الصندوق القومي اليهودي بشراء املاك اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة والمسماة (املاك الدولة) ومن ثم بيعها الى اليهود".
واشار زين الى ان الاتحاد يؤكد ان هذا القانون العنصري مخالف لكل قواعد ونصوص القانون الدولي والانساني، وان تمادي الكيان الصهيوني في غطرسته وتجاهله لقوانين الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني، هي النتيجة المنطقية لحالة التردي العربية والانقسام الفلسطيني .
امام هذا الواقع فان الخطط الصهيونية تشير الى سعي حثيث لدى كيان الاحتلال لربط العامل الديمغرافي بالهاجس الأمني على قاعدة أن السنوات القادمة لن تساعد على إيجاد أغلبية يهودية في المنطقة الممتدة بين نهر الأردن، والبحر الأبيض المتوسط. وتدل الدراسات الصهيونية على أن في المنطقة حالياً، خمسة ملايين يهودي وأربعة ملايين فلسطيني، وفي عام 2020 سيصبح عدد سكان المنطقة عينها 8 ملايين فلسطيني مقابل 6.3 ملايين يهودي. وغالباً ما كان الكيان الصهيوني يشارك في مفاوضات السلام ويتظاهر بالقبول بخرائط واقتراحات أميركية، ويقوم في الوقت نفسه بمصادرة الأراضي والمياه الفلسطينية من أجل التوسع في بناء المستوطنات .
تقرير : محمد حسين سبيتي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018