ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: عسكريون أميركيون يؤكدون أهمية تركيز المساعي ضد ’داعش’ وتجنب الصدام مع الجيش السوري وحلفائه

علي رزق
سلّطت مواقع غربية بارزة الضوء على تصريحات أدلى بها متحدث عسكري أميركي باسم "التحالف الدولي" كشف فيها بأنّه "يتم النظر بتوسيع التعاون مع روسيا في ظل تقدم الجيش السوري وحلفائه في المناطق الشرقية مثل دير الزور".
وشدّد هذا المتحدث على أن تكثيف التعاون يهدف الى تجنب الصدامات مع الجيش السوري وحلفائه وإبقاء الجهود مركزة على هزيمة "داعش" الإرهابي.
وحول الاعتداء العسكري "الإسرائيلي" الأخير على سوريا، قالت تقارير وسائل الإعلام الغربية "إنّ كيان العدو يحاول توجيه رسالة ليس فقط الى خصومه بل إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب".
وفي سياق آخر، نقل صحفيون عن مسؤولين أميركيين بأنّ "لدى إدارة ترامب خطة جديدة للاتفاق النووي مع إيران".
الاعتداء العسكري "الاسرائيلي" الأخير على سوريا
نشرت مجلة "The Atlantic" تقريراً تناول الاعتداء العسكري "الإسرائيلي" الأخير على منطقة مصياف في سوريا، مشيراً الى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها كيان الاحتلال بعمل عسكريّ ضد سوريا منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا في حزيران/يونيو الماضي.
الصفحة الأجنبية
وجاء في التقرير أنّ" كيان العدو يجد نفسه بوضعية صعبة، إذ إن الولايات المتحدة التي هي حليفته الأساس توصلت الى اتفاق مع روسيا، كما أن سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد على الأراضي السورية تعززت بشكل غير مسبوق منذ بدء الأزمة، إضافة الى أن إيران وحزب الله باتا اليوم أقوى مما كانوا عليه قبل بدء الأزمة في سوريا".
وبينما قال التقرير "إن الاعتداء "الاسرائيلي" الأخير يوجه رسالة الى خصوم كيان العدو بأنه لن يجلس مكتوف الأيدي في ظل هذا الوضع"، اعتبر في الوقت نفسه أنّ "هذا الاعتداء يوجه رسالة ايضاً الى ادارة ترامب مفادها أن أي حل سياسي للأزمة السورية يجب أن يأخذ بالحسبان "مصالح "إسرائيل" الأمنية على الأمد الطويل"".
كذلك لفت التقرير الى أن "كيان العدو ينظر الى حزب الله كمصدر تهديد كبير جداً لدرجة أنه أجرى مناورات استمرت عشرة أيام تحاكي حرباً مع حزب الله وسيناريو دخوله الأراضي المحتلة"، منبهاً الى أن صحيفة "هآرتس" وصفت المناورات المذكورة بأنها "الأضخم منذ عقود".
غير أنّ "التقرير أشار في الوقت نفسه الى أنّ الاعتداء العسكري "الاسرائيلي" الأخير قد يأتي (بشكل غير متعمد وفق تعبير التقرير) لخدمة "داعش" في ظل الهزائم التي يتلقاها التنظيم الإرهابي".
عسكريون أميركيون يشددون على ضرورة تجنب التصادم مع الجيش السوري وحلفائه
هذا ونشر موقع "Al-Monitor" تقريراً أشار فيه الى أن ما يسمى بـ"التحالف الدولي" ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة ينظر في توسيع التعاون مع روسيا من أجل منع وقوع حوادث تصادم مع الجيش السوري قرب معاقل الجماعات المسلحة" وفق قوله، وذلك على ضوء كسر الحصار عن دير الزور ومساعي الجيش السوري لتحرير هذه المدينة.
ولفت التقرير الى أنّ" الكولونيل الاميركي "Ryan Dillon" وهو متحدث باسم "التحالف الدولي" قد صرّح خلال مؤتمر صحفي بأن هناك "خطًّا لخفض التصعيد يمتد من جنوب الطبقة على طول نهر الفرات، كي يستمر تركيز الجهود من قبل كل من الروس والحكومة السورية و"التحالف الدولي"، على هزيمة داعش"، وفق تعبير الكولونيل الأميركي نفسه".
ونقل عن هذا المتحدث قوله "إنّ "التحالف الدولي" سيواصل امتداد خط خفض التصعيد اذا ما تطلب الأمر في ظل تقدم ما أسماه "القوات الموالية للاسد" بمنطقة وادي الفرات".
إلا أنّ "التقرير نقل عن المحللين في الوقت نفسه بأن الانهيار السريع لمقاتلي "داعش" قد يعجّل بحصول "مواجهة أميركية ايرانية"، وذلك في ظل ما وصفوه بالسباق للسيطرة على معبر البوكمال الحدودي بين العراق وسوريا.
وتابع التقرير في هذا السياق أنّ "الولايات المتحدة ليست مستعدة للتنازل عما أسمته "الجائزة هذه"، مشيراً الى تكثيف القصف الجوي الأميركي على دير الزور خلال الأشهر الأخيرة، ولفت كذلك الى كلام المتحدث الاميركي (الكولونيل "Dillon" بأن هذا القصف الجوي سيتواصل.
وبينما لفت التقرير الى ما قاله المتحدث الاميركي عن استعداد "قوات سوريا الديمقراطية" للإمساك بدير الزور بعد انتهاء معركة الرقة، نقل عن الخبراء تشكيكهم بحصول هذا السيناريو بسبب الحساسيات بين العشائر العربية المختلفة داخل "قوات سوريا الديمقراطية".
وفي الوقت نفسه قال التقرير "انه ليس واضحاً ما إذا كان البيت الأبيض ينوي مواصلة التورط الاميركي في سوريا بعد سقوط "داعش""، وأشار بهذا الإطار الى تصريح الرئيس الاميركي قبل يومين والذي شدّد فيه أن الدور الاميركي في سوريا ينحصر بالقضاء على "داعش".
استراتيجية أميركية جديدة للاتفاق النووي مع إيران
من جهته، كتب "Eli Lake" مقالة نشرت على موقع "Bloomberg" كشف فيها نقلاً عن مسؤولين أميركيين بأنه" تم اعداد استراتيجية جديدة للرئيس الاميركي حول الاتفاق النووي مع ايران، وبأن هذه الاستراتيجية وبدلاً من أن تقضي على الاتفاق النووي فهي "تقويه"".
وقال الكاتب "انه من المتوقع أن يتنازل ترامب عن فرض العقوبات على المصارف وصادرات النفط الايرانية والتي تم تعلقيها كشرط للاتفاق النووي"، مذكراً بأنّ" قانوناً مرره الكونغرس في عام 2015 يلزم الرئيس الاميركي بأخذ قرار حول استمرار تعليق هذه العقوبات كل ثلاثة أشهر".
وقد نقل الكاتب عن مسؤولين أميركيين قولهم بأن" ترامب من المتوقع ايضاً أن يوضح "هواجس الحكومة الاميركية حيال الاتفاق النووي"، كما نقل عن هؤلاء بأن هناك ثلاثة "عيوب" أساسية في الاتفاق وهي: رفع القيود عن بعض العناصر مثل مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب بين عامي 2025 و2030،
وعدم فرض اتفاق حظر على تطوير ايران للصواريخ البالستية، وكذلك ما أسماه البنود "الضعيفة" المتعلقة بتفتيش "المواقع العسكرية الايرانية المشبوهة"، بحسب تعبير الكاتب الذي يعد من الصحفيين الاميركيين المعروفين المنتمين الى معسكر المحافظين الجدد.
كذلك نقل الكاتب عن المسؤولين الاميركيين بأن" ترامب ينوي إعلان عدم التزام ايران بالاتفاق، وذلك منتصف تشرين الاول/أكتوبر المقبل، وأن أحد أسباب ذلك هو استمرار تجارب الصواريخ البالستية".
وفي الوقت نفسه، أوضح الكاتب أنّ" اعلان عدم التزام ايران بالاتفاق لن يقضي عليه (على الاتفاق)، بل سينقل الملف الى الكونغرس الذي قد يختار حينها بدوره إعادة فرض العقوبات على المصارف وصادرات النفط الايرانية".
الكاتب تحدث عن أهمية توقيت هذه التطورات، حيث ستجتمع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل ومن المتوقع أن يحث ترامب نظراءه من بريطانيا وفرنسا على اقناع المانيا بدعم اعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق النووي.
وتابع أنّ" الكونغرس وفي حال أعاد فرض العقوبات فسيكون على المستثمرين الاوروبيين الاختيار بين العمل التجاري مع الولايات المتحدة والعمل التجاري مع ايران"، مضيفاً "يبدو أن هناك انفتاحاً فرنسياً وبريطانياً تجاه ما يطرحه ترامب"، ونقل عن دبلوماسيين أميركيين اثنين قولهما بأنّ" نظراءهما في لندن وباريس قالوا انهم سينظرون في الضغط على ايران من اجل معالجة "بعض عيوب الاتفاق"" حسب تعبيره.