ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: عن الدراما الرمضانية

نقطة حبر: عن الدراما الرمضانية
كتب حسن نعيم
مع بداية شهر رمضان المبارك، تكثر الأحاديث والتكهنات حول الأعمال الدرامية، التي تنتظر الشهر الفضيل لتطل على الناس من خلاله، بما صار يشبه التقليد الدرامي الذي لا يصب في مدارات البعد الروحي الذي يسعى إليه هذا الشهر ويتميز به عن غيره من الشهور.
قد يكون من الجائز أو من الواجب, إنتاج وعرض أعمال درامية  رمضانية ذات مضامين روحية تنسجم مع المراد من شهر رمضان المبارك, وهو المساهمة في خلق بيئة دينية تقرّب من الله في شهر القرب, وتعطي نكهة درامية للشهر الفضيل، أمّا أن تغدو الأعمال الدرامية مقتصرة على المتعة البصرية والأهداف السياحية الخالية من أي قيمة معنوية, أو من أي قيمة معرفية, فهذا ما يحوّل هذه الأعمال الدرامية إلى أعمال فارغة إلا من الصور والمشاهد التي تجتذب هواة الحكايات والأقاصيص لتقطيع الوقت الرمضاني الذي هو أشرف الأوقات وأكثرها قيمة عند الله تبارك وتعالى.
لا يجوز أن تستغل القيمة المعنوية الكبيرة لشهر رمضان المبارك من أجل أهداف تجارية بحتة, ولا سيما أن الموضوع يتعلق بالمادة التلفزيونية التي تشكل خبز الناس العاديين المعرفي اليومي, ولا سبيل الى مخاطبتهم وتثقيفهم في أحايين كثيرة إلا عبر التلفزيون الذي بات من أساسيات البيوت منذ زمن طويل, وهو يقتنى قبل الكتاب ويستعمل أكثر من الكتاب والمحاضرة بما لا يعد ولا يحصى من المرّات.
وإذا كان القول بأن الأعمال الدرامية الآنفة الذكر تحقق أرباحاً لمنتجيها دون غيرها من المسلسلات فإن تجربة مسلسل "مريم المقدسة" و"أهل الكهف" وغيرهما التي عرضتها قناة المنار في أشهر رمضانية سابقة استقطبت أعداداً كبيرة من المشاهدين، ما أدى إلى عرضها أكثر من مرة وعلى أكثر من محطة وحتى بعد انقضاء شهر رمضان الذي عرضت فيه أول مرة.
لم يعد من الجائز تغييب الدراما الرمضانية السامية الأهداف  لمصلحة قضايا لا تمت بصلة لكرامة الانسان وجوهر وجوده بحجة الربح.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أليس شهر رمضان المبارك هو بحد ذاته الربح الأكبر؟
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-02