ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: سياسة ترامب ’الحميمة’ مع بعض دول الخليج تقوض مصالح أميركا وتهدد مواطنيها

علي رزق
انتقد مسؤول استخباراتي أميركي سابق معروف سياسات ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال بعض دول الخليج مثل السعودية والبحرين، مشدداً على أن العلاقات الوطيدة بين ادارة ترامب وهذه الدول انما يفيد بأن واشنطن لم تتعلم الكثير من الدروس من هجمات الحادي عشر من ايلول.
كما ذكّر المسؤول بتاريخ السعودية في نشر التطرف، محذراً من أن سياسة ترامب التي تتجاهل ما تقوم به دول مثل السعودية على صعيد نشر وترويج التطرف سيضر بالمصالح الاميركية ويضع حياة المواطنين الاميركيين في خطر.
وفي موضوع آخر، طالب أميركيون صهاينة ادارة ترامب بما أسموه "تقوية" الاتفاق النووي مع ايران واستخدام القوة العسكرية ضدها "اذا ما تطلب الأمر".
العلاقات الحميمة بين ترامب وبعض دول الخليج تحمل مخاطراً على المواطنين الاميركيين والمصالح الاميركية
كتب إميل نخلة وهو المدير السابق لبرنامج التحليل الاستراتيجي للاسلام السياسي بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "ال-CIA" مقالة نشرت على موقع “LobeLog” قال فيها "إن الهجمات الارهابية في الحادي عشر من أيلول عام 2001 أصبحت ذكرى قديمة في العلاقات الاميركية السعودية".
الصحف الأجنبية
وأضاف الكاتب "إنّ صفقات التسلح الكبرى التي ابرمتها واشنطن مع كل من السعودية و البحرين، وكذلك "تدليلها" للنظام السعودي، اضافة الى غياب اي غضب اميركي حيال الحرب "غير الاخلاقية في اليمن" (على حد تعبير الكاتب نفسه)،انما تبين بأن أميركا لم تتعلم الكثير من العبر من هجمات الحادي عشر من أيلول
وبأن السعودية ودولا خليجية اخرى تبقى متفلة من أي عقاب".
الكاتب -الذي عمل مدة خمسة عشر عاماً لدى الـ"-CIA" حتى عام 2006-، أشار الى أنّ" السعودية "تدعي" بأن لا علاقة لها "بالفكر الارهابي الذي أدى الى وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول"، كما شدد على أن دعم ادارة ترامب لأنظمة السعودية والبحرين "رغم سجلها المروع في مجال حقوق الانسان" ورغم "تنمرها" على قطر ودول مجاورة مستقلة اخرى، انما مكّن هذه الانظمة من القيام بما يحلو لها دون أن تتخوف من أي عقاب، وتابع "إن ذلك يعني انه "وكأن احداث الحادي عشر من أيلول لم تقع".
وقال الكاتب "إنّ الغزل المستمر بين ترامب وبعض حكام الخليج انما يتجاهل قيامهم (حكام الخليج) بنشر الفكر المتطرف وتمويل الجماعات الارهابية، وكذلك يتجاهل آراء بعض رجال الدين الخليجيين بأن اتباع الاديان الاخرى غير الاسلام هم كفار ومعادين للاسلام"، كذلك شدّد على أن الاهم من ذلك هو أن سياسة ترامب هذه ستقوض المصالح الاميركية على الامد الطويل وستضع أمن وسلامة المواطنين الاميركيين والمصالح الاميركية داخل وخارج المنطقة في خطر".
كما أشار الكاتب الى أنه" أمضى الكثير من حياته المهنية مع الحكومة الاميركية وهو يتابع انتشار "الايديولوجية الوهابية السلفية الراديكالية" (بحسب توصيف الكاتب نفسه) في العالم الاسلامي"، والى أن" تمويل نشر هذا الفكر جاء في الغالب من منظمات تمولها السعودية"، لفت الى أنّ" هذا الفكر الذي قامت بنشره السعودية وصل الى القرى في شمال نيجيريا ومناطق في آسيا الوسطى"، كذلك أشار الى انه هو (الكاتب نفسه) وعدد من الموظفين لديه حذروا صناع السياسة الاميركيين من مخاطر هذه الظاهرة على المدى الطويل، والى أن الطرف الاميركي لم يواجه السعودية بهذا الموضوع رغم التحذيرات.
هذا ونبه الكاتب الى أن" رجال الدين "الوهابيين السلفيين" في السعودية والبحرين وغيرها دافعوا عن زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن ومشروعه، والى أن العديد منهم موّلوا عملياته الدموية"، كما قال "إن المنظمات التي مولتها السعودية أعلنت أن رسالة بن لادن تتطابق والتعاليم الوهابية السلفية".
الكاتب اعتبر أيضاً أنّ" بعض أنظمة الخليج بدول مثل السعودية والبحرين استغلت العلاقات الحميمة مع ترامب من أجل التخلص من أي تأثيرات لأحداث ما يُسمى "الربيع العربي"، وذلك من خلال عمليات الاعتقال والاحتجاز "غير القانونية" (وفقاً لتوصيف الكاتب نفسه)، وايضاً من خلال التعذيب واساليب اخرى، مضيفاً أن" هذه الانظمة انتقلت من تمويل المنظمات الارهابية الى قمع شعبها،"و خاصة الناشطين المطالبين بالديمقراطية"، وذلك باسم محاربة الارهاب".
واعتبر الكاتب أنّ" إدارة ترامب تمارس الخنوع مع السعودية ودول خليجية أخرى "دون أن تأخذ بالحسبان المصالح الاستراتيجية الاميركية على المدى الطويل وسلامة المواطنين الاميركيين والجنود الاميركيين في الشرق الاوسط الكبير"، بحسب تعبير الكاتب.
وحذر الكاتب من أنه" وفيما لو استمرت واشنطن بهذه السياسة تجاه السعودية ودول خليجية اخرى، فإن مخاطر اندلاع حرب بين السعودية وايران أو بين الكيان "الاسرائيلي" وحزب الله ستزداد بشكل كبير، مشدداً في الوقت نفسه على أن" واشنطن وكذلك الرياض لا تحتاجان مثل هذه الحروب ولا تستطيعان كذلك تحملها".
أميركيون صهاينة يطالبون بتقوية الاتفاق النووي مع ايران واستخدام "قوة عسكرية محدودة" ضد طهران اذا لزم الامر
كتب "Michael Singh”" وهو باحث بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى (من أبرز المعاهد الصهيونية في واشنطن) مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" شدد فيها على ضرورة وجود مقاربة أميركية "مستقرة" تجاه الاتفاق النووي مع ايران، قائلاً "إن عدم وجود مثل هذه المقاربة سيشغل واشنطن عن السياسة التي يجب ان تتبعها عموماً مع ايران ومع ملفات اخرى هامة في الشرق الاوسط".
وأشار الكاتب الى أن" الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد المح الى أنه سيعلن انتهاك ايران للاتفاق بمنتصف شهر تشرين الاول اكتوبر القادم، والى أن من شأن ذلك أن يؤدي الى انهيار الاتفاق" وفق قوله.
وفي نفس الوقت، قال الكاتب "إنه لا توجد أدلة كثيرة تفيد بأن ايران تنتهك الاتفاق "بشكل ملحوظ" (وفق تعبيره)، لكنه أضاف الى أن الايرانيين "يبدو أنهم يستغلون الثغرات بالاتفاق" على حد تعبيره.
وعليه وبينما قال الكاتب "إن ذلك لا يشكل انتهاكاً للاتفاق"، اعتبر أن" المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة لا تتعلق بالتزام ايران بالاتفاق وانما بشروط الاتفاق نفسه، وبالتالي دعا ادارة ترامب الى "تقوية" الاتفاق بدلاً من تمزيقه أو القبول به كما هو".
وهنا أوضح الكاتب أنّ" على الولايات المتحدة العمل مع الحلفاء من أجل "تفسير نص الاتفاق الحالي بشكل صارم اكثر"، قائلاً "إن على الولايات المتحدة العمل مع بريطانيا وفرنسا والمانيا من أجل سد اي ثغرات تستغلها ايران (وفق تعبيره)"، كما طرح تعزيز التعاون الاستخباراتي بين اميركا وهذه الدول حول "انشطة ايران النووية" ودعا الى ممارسة الضغوط على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي "يفسروا تفويضهم بشكل اوسع"،على حد قول الكاتب.
كذلك أضاف أنّ" على واشنطن وحلفائها الاوروبيين التوصل الى اتفاق على تنفيذ قوانين الامم المتحدة التي لا يشملها الاتفاق، مثل تلك المتعلقة بالحد من تجارة السلاح مع ايران"، بحسب تعبير الكاتب.
الكاتب دعا الولايات المتحدة أيضاً الى" العمل مع الحلفاء الاوروبيين من أجل "معالجة" ملفات أخرى لا يشملها الاتفاق النووي مثل برنامج ايران الصاروخي" حسب قوله، وأوضح بأنه" يجب منع ايران من "امتلاك صاروخ بالستي عابر للقارات" (وفق كلامه)، وايضاً من مواصلة تصدير تكنولوجيا الصواريخ، وذلك من خلال رزمة من العقوبات وفرض قيود على الصادرات وعمليات الاعتراض والدفاع الصاروخي" حسب تعبيره.
كما دعا الكاتب واشنطن وحلفاءها الاوروبيين الى الاعلان المشترك عن نيتهم توسيع وتمديد الاتفاق النووي.
هذا وشدد الكاتب في نفس الوقت على أنّ" كل ذلك يجب أن يترافق مع استراتيجية أوسع للتصدي لما أسماه "عدوانية ايران بالشرق الاوسط" حسب زعمه.
وبينما تحدث عن قيام ايران "بتوسيع شبكتها من الوكلاء"، أكد ضرورة أن تعمل واشنطن على تحقيق أهداف محددة لوقف تقدم ايران على صعيد المنطقة، وطرح في هذا الاطار منع دخول "قوات ايرانية الى مرتفعات الجولان" (بحسب تعبير الكاتب)، وكذلك "ردع" ايران من استخدام الصواريخ المضادة للسفن بمضيق باب المندب، حسب تعبيره.
وتابع الكاتب "إن على المسؤولين الاميركيين توجيه رسالة واضحة الى ايران حول هذه القضايا ودعم هذه الرسالة بأدوات مختلفة من بينها العقوبات والدبلوماسية و"القوة العسكرية المحدودة اذا ما تطلب الامر"، وفق قول الكاتب.
غير أن الكاتب شدد على أن كل هذه الاجراءات تتطلب مساعدة من حلفاء أميركا، مشيراً الى ان هؤلاء الحلفاء في نفس الوقت لا يريدون انهيار الاتفاق النووي وايضاً لا يريدون "مواجهة مشكلة سياسات ايران الاقليمية"، بحسب تعبيره، وعليه قال "إن صناع السياسة الاميركيين يجب أن يوضحوا بأن تعاون الحلفاء الاوروبيين من أجل "تقوية" الاتفاق النووي والتصدي لايران أمر مطلوب اذا ما أرادوا منع انهيار الاتفاق".