ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: ترامب يتراجع عن نيته الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران

رأت تقارير صحافية اميركية ان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب مواصلة تعليق العقوبات على ايران يدل على تراجعه عن تهديدات بالانسحاب من الاتفاق، وذلك في الوقت الذي كثف فيه معارضو الاتفاق حملتهم وطالبوا ترامب بابلاغ الكونغرس بان طهران لا تلتزم بالاتفاق، وضرورة فرض "حظر اقتصادي عالمي" على ايران.
وسلطت المواقع الاجنبية الضوء على الرسالة الصوتية التي نشرت يوم امس لحمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي السابق اسامة بن لادن، دعا فيها إلى مواجهة ما اسماه "الاعتداء الصليبي و الشيعي والدولي" على سوريا.
ترامب يتراجع عن الخروج من الاتفاق النووي مع ايران
وفي التفاصيل، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً اشارت فيه الى قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمواصلة تعليق العقوبات المفروضة على ايران التزاماً بالاتفاق النووي، واعتبر ان ذلك يدل على ان ترامب يتراجع عن تهديده بالانسحاب من الاتفاق.
واضاف التقرير ان ترامب يتجه إلى التصعيد ضد ايران بطرق اخرى، لافتاً الى ان معاونيه المقربين وعدد من وزرائه تمكنوا من اقناعه بان الانسحاب من الاتفاق النووي سيؤدي الى انهيار تحالفات واشنطن مع دول اخرى.
وقال التقرير إن "مسؤولين اميركيين يحاولون إعادة تركيز الجهود على استخدام الاوراق العسكرية والاقتصادية من اجل التصدي لـ "لنفوذ ايران النامي بالشرق الاوسط"، مشيراً إلى ان ترامب لم يقرر بعد تبني استراتيجية محددة تجاه ايران وسيعلن الاستراتيجية التي ينوي تبنيها الشهر المقبل.
واشار التقرير الى ان بريطانيا أكدت علناً انها لا تتشارك موقف المسؤولين الاميركيين الذين يطالبون بالتخلي عن الاتفاق النووي. ولفت الى ما قاله وزير الخارجية البريطاني “Boris Johnson” خلال مؤتمر صحفي يوم امس في لندن مع نظيره الاميركي “Rex Tillerson”، حيث شدد على ان ازمة كوريا الشمالية تبيّن اهمية وجود اتفاقيات مثل الاتفاق النووي مع ايران.
التقرير تابع ان تراجع ترامب التدريجي عن الانسحاب من الاتفاق مع ايران يُنظر اليه على انه جزء من عملية تحول في السياسة الخارجية، خاصة منذ اقالة كبير استراتيجيي البيت الابيض “Stephen Bannon”، مذكرا ان “Bannon” كان يركز على المواجهة مع كل من الصين و ايران كعنصر اساسي في نهجه.
واضاف التقرير : "في وقت يُعرف مستشار الامن القومي الاميركي “H.R McMaster” ووزير الحرب “James Mattis” بمواقفهم المتشددة حيال ايران، الا انهما امتنعا عن الحديث حول خوض الولايات المتحدة صراع حضارات مع ايران او مع عقيدتها".
واوضح ان “McMaster” و “Mattis” مارسوا ضغوطا من اجل تصعيد الاجراءات الاقتصادية والعسكرية ضد "انشطة ايران" بما في ذلك دعم الرئيس السوري بشار الاسد والجماعات الارهابية، اضافة الى الهجمات الالكترونية على اهداف عربية و اميركية".
معارضو الاتفاق النووي مع ايران يصعدون حملتهم
ونشرت مجلة “Foreign Policy” تقريراً اشار إلى وثيقة اعدها عدد من معارضي الاتفاق النووي مع ايران، تطالب ترامب باعلان عدم التزام ايران بالاتفاق النووي الشهر المقبل وتلَوح بفرض حظر اقتصادي "غير مسبوق" على الجمهورية الإسلامية.
وقال التقرير ان الوثيقة عممت في البيت الابيض والكونغرس وتحث ترامب على ابلاغ مجلس الشيوخ الامريكي بشهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل بان الاتفاق النووي لا يخدم مصالح الامن القومي الاميركي. واضاف انها تطالب ترامب بان يكون مستعدا لفرض "حظر اقتصادي عالمي" على ايران في حال "عدم استجابتها لشروط محددة خلال فترة 90 يوم، بما في ذلك فتح المنشآت العسكرية للمفتشين الدوليين".
واشار التقرير الى ان الوثيقة تعتبر الحظر الاقتصادي المطروح على ايران بانه نموذج عن الحظر الذي فرضه الرئيس الاميركي الاسبق “J.F Kennedy” على كوبا، مضيفا ان الحظر المطروح يتضمن اعادة فرض العقوبات التي تم رفعها ضمن الاتفاق النووي، واجراءات اضافية مثل فرض قيود على صادرات النفط.
واوضح التقرير ان الوثيقة "غير الموقعة" اعدها معاون سابق لاحد اعضاء الكونغرس الجمهوريين يدعى “Richard Goldberg”، وهو لطالما ايد خطوات تصعيدية ضد ايران. ونقل عن مصادر مطلعة ان مسؤولين في ادارة ترامب ومشرعون اميركيون في "الكونغرس" اطلعوا على الوثيقة.
التقرير تابع ان الوثيقة تأتي في اطار المساعي التي يبذلها معارضو الاتفاق النووي من اجل التأثير على سياسة البيت الابيض، وذلك بعد اقالة عدد من المسؤولين الاميركيين المعروفين بعدائهم تجاه الجمهورية الاسلامية، مثل “Bannon” و المدعو “Derek Harvey” الذي عمل في مجلس الامن القومي الاميركي.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع ان معاونو ترامب يحاولون تقديم خيارات تسمح بتكثيف الضغوط على ايران وتجنب الانسحاب "المتهور" من الاتفاق النووي. كما اشار الى وجود مخاوف كبيرة لدى المسوؤلين في البيت الابيض ووزارة الحرب الاميركية من مخاطر محتملة لرد ايراني يتمثل باستهداف القوات الاميركية المنتشرة في العراق و سوريا.
ولفت التقرير الى ان مؤيدو الاتفاق مثل مسؤولين سابقين بادارة اوباما، يبذلون المساعي من اجل استمرار الاتفاق، حيث يقولون ان المفتشين الدوليين وجدوا ان ايران ملتزمة ببنوده وان اي محاولة من قبل ادارة ترامب للانسحاب من الاتفاق او لتقويضه من خلال العمل الاحادي سيكون لها تداعيات كارثية و قد تؤدي الى مواجهة عسكرية.
و اشار التقرير في هذا الاطار، الى ما قاله المدعو “Colin Kahl” الذي عمل مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الاميركي السابق “Joe Biden” خلال مؤتمر قبل يومين، حيث حذر من ان العقوبات الاميركية الاحادية على ايران سيعارضها حلفاء واشنطن الاوروبيون و لن يكون لها نفس اثر العقوبات التي فرضت قبل التوصل الى الاتفاق النووي عام 2015. ولفت الى تحذير “Kahl” من ان دول مثل الصين و الهند قد تقرر شراء النفط الايراني رغم التحذيرات والعقوبات الاميركية، وان واشنطن قد تجد نفسها في حرب تجارية مع بعض اقوى اقتصادات العالم.
الرسالة الصوتية لحمزة بن لادن حول سوريا
من جهة اخرى، تحدث موقع “Middle East Eye” حول التسجيل الصوتي الذي نشر يوم امس لحمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق اسامة بن لادن، والذي حث فيه "المسلمين حول العالم" على الانضمام الى ما وصفها "المعركة ضد الصليبيين و الشيعة" في سوريا.
ولفت الموقع الى ان "بن لادن الابن قال إن "قضية سوريا هي قضية العالم الاسلامي باكمله"،موضحا ان تاريخ تسجيل الرسالة الصوتية غير معروف. واشار الموقع الى كلام حمزة بن لادن ان "على جميع المسلمين الوقوف مع الشعب السوري و دعمه نصرته،كي يقاوم الشعب السوري الاعتداء الصليبي و الشيعي و الدولي"، على حد تعبيره.
واوضح الموقع ان بن لادن الابن هو في منتصف العشرينيات من العمر وينشط اكثر منذ مقتل والده بشهر ايار/مايو عام 2011. كما لفت الى ان الخبراء يعتقدون ان حمزة بن لادن يستعد لقيادة تنظيم "القاعدة" والاستفادة من هزائم تنظيم "داعش" في سوريا والعراق من اجل توحيد "حركة مسلحة عالمية" تحت راية "القاعدة".