ارشيف من :آراء وتحليلات
..وفي أميركا انتخابات أيضاً

كتب محمد يونس
كنا نظن أو هكذا أريد لنا أن نعتقد أن مواطني بلدان العالم الثالث يحتكرون مسألة استغلال الانتخابات تشريعية كانت أم رئاسية (طبعا في البلدان التي تجري فيها هكذا انتخابات) ليحسنوا قليلا من معيشتهم، وإن كان قليل من الزفت يفرش على مداخل منازلهم، لكن يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية أبت أن يكون فعل الاحتكار إلا من اختصاصها مهما كان نوع هذا الاحتكار.
وشكل إعصار غوستاف مناسبة للمتنافسين على الانتخابات الرئاسية الطامعين بالوصول إلى البيت الأبيض، لكن المفارقة هي أن من أطلق هذه المنافسة من بابها العريض هو الحزب الجمهوري الذي يمسك بمفاتيح البيت الأبيض منذ حوالى ثمانية أعوام إلا قليلا، ومرد هذا الاستغراب يعود إلى حادثة مماثلة جرت قبل ثلاثة أعوام حين هاجم إعصار كاترينا ولاية نيو أورليانز وعاث فيها تدميرا وتخريبا دون أن يحرك ساكنا عند فريق الرئيس الجمهوري جورج بوش، وحينها كان بوش يوشك أن ينهي العام الأول من ولايته الثانية، أي بعبارة أخرى لم يكن هناك ما يستدعي هذا الاهتمام الذي يشاهده باستغراب يقترب من عدم التصديق كل العالم بسكان المناطق المتوقع أن يضربها "غوستاف" وفي مقدمتها نيو أورليانز.
لقد تمكن بوش من إدخال حزبه العريق إلى عالم المحتكرين الذين يتحولون بقدرة قادر إلى إنسانيين ومواطنين صالحين يسعون لخدمة المصلحة العامة مرة كل أربع سنوات أو ست ـ حسب توقيت ساعة الانتخابات ـ وهي مأثرة أخرى تضاف إلى جملة مآثره التي باتت محط تندر لمعظم الإعلاميين الأميركيين جمهوريين كانوا أم ديمقراطيين.
وأصبح بإمكان الأميركيين انتظار دولاب الأربع سنوات لتحقيق ما يحلمون بتحقيقه لأن هناك في أميركا انتخابات ايضاً.
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008
كنا نظن أو هكذا أريد لنا أن نعتقد أن مواطني بلدان العالم الثالث يحتكرون مسألة استغلال الانتخابات تشريعية كانت أم رئاسية (طبعا في البلدان التي تجري فيها هكذا انتخابات) ليحسنوا قليلا من معيشتهم، وإن كان قليل من الزفت يفرش على مداخل منازلهم، لكن يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية أبت أن يكون فعل الاحتكار إلا من اختصاصها مهما كان نوع هذا الاحتكار.
وشكل إعصار غوستاف مناسبة للمتنافسين على الانتخابات الرئاسية الطامعين بالوصول إلى البيت الأبيض، لكن المفارقة هي أن من أطلق هذه المنافسة من بابها العريض هو الحزب الجمهوري الذي يمسك بمفاتيح البيت الأبيض منذ حوالى ثمانية أعوام إلا قليلا، ومرد هذا الاستغراب يعود إلى حادثة مماثلة جرت قبل ثلاثة أعوام حين هاجم إعصار كاترينا ولاية نيو أورليانز وعاث فيها تدميرا وتخريبا دون أن يحرك ساكنا عند فريق الرئيس الجمهوري جورج بوش، وحينها كان بوش يوشك أن ينهي العام الأول من ولايته الثانية، أي بعبارة أخرى لم يكن هناك ما يستدعي هذا الاهتمام الذي يشاهده باستغراب يقترب من عدم التصديق كل العالم بسكان المناطق المتوقع أن يضربها "غوستاف" وفي مقدمتها نيو أورليانز.
لقد تمكن بوش من إدخال حزبه العريق إلى عالم المحتكرين الذين يتحولون بقدرة قادر إلى إنسانيين ومواطنين صالحين يسعون لخدمة المصلحة العامة مرة كل أربع سنوات أو ست ـ حسب توقيت ساعة الانتخابات ـ وهي مأثرة أخرى تضاف إلى جملة مآثره التي باتت محط تندر لمعظم الإعلاميين الأميركيين جمهوريين كانوا أم ديمقراطيين.
وأصبح بإمكان الأميركيين انتظار دولاب الأربع سنوات لتحقيق ما يحلمون بتحقيقه لأن هناك في أميركا انتخابات ايضاً.
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008