ارشيف من :أخبار لبنانية
’التطبيع’ في لبنان يُرشّح لجائزة ’أوسكار’..ونائب مستقبلي يتهرب من الإجابة

إيمان مصطفى
يدرك الجميع مدى الخطورة التي تشكّلها الأعمال الفنية، السينمائية منها أو التلفزيونية، على إعادة تشكيل الوعي لدى الجماهير بشكلٍ كبير مقابل الصراع العربي الصهيوني. لكن الجانب "الإسرائيلي" يبدو الأكثر اهتمامًا وتفاعلًا مع هذا الجانب بالتحديد. ويساعده مطالبة بعض الدول العربية بالتطبيع، على الرغم من أن الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية كما هو لم يتغير، ومثله احتلال أجزاء من سوريا ولبنان. ناهيك عن المسلسل اليومي لمشاهد القتل والتدمير والحصار.
في لبنان تحديداً، في هذه البقعة الصغيرة من العالم العربي، يستمر مسلسل التطبيع مع كيان العدو. هذه المرة، كما سابقاتها، من البوابة الفنية، حيث تمّ ترشيح الفيلم اللبناني "قضية رقم 23" للمخرج زياد دويري لجوائز "أوسكار" السينمائية لسنة 2018 عن فئة أفضل فيلم أجنبي، بتوقيع من وزير الثقافة غطاس خوري. الخبر يبدو للوهلة الأولى بديهياً. إلا أنّ الغوص في مضمون الفيلم، وفي تاريخ مخرجه الذي زار كيان العدو قبل سنوات لتصوير فيلمه "الصدمة" يطرح العديد من التساؤلات حول الدفع الرسمي باتجاه تشجيع هكذا أعمال، بدلاً من اعتماد سياسة "الحساب والعقاب".
ورغم الضجة التي أثارتها قضية زياد دويري لجهة "التهاون" في ملفه، لم تجد غالبية أعضاء اللجنة المكلفة في اختيار فيلم يمثل لبنان في المسابقة التي تنظمها "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" في الولايات المتحدة الأميركية، سوى فيلم دويري لترشيحه. الغالبية أيدته، معتبرين أنه يستحق أن يسمّى لتمثيل لبنان والارتقاء بالصناعة السينمائية. وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري أطلّ في مقابلة تلفزيونية ممجداً بالفيلم، ومهللاً للقرار المذكور.
وللاطلاع على رأي كتلة تيار "المستقبل" بهذا القرار الصادر عن أحد وزرائها، أجرى موقع "العهد" الاخباري اتصالا هاتفيا بالنائب عمار حوري، الذي أكد في مستهل حديثه أن "اسرائيل" عدوة، مسلماً أنه موضوع لا جدال فيه.
لكنّ اللافت، الصمت الذي ساد المكالمة الهاتفية إثر استطلاع رأي حوري فيما اذا كانت زيارة كيان العدو في نظره "تطبيعاً". توقف عن الحديث لبرهة، ليقول "عرفت..تريدون سؤالي عن دويري"!. قلنا "نعم، المخرج اللبناني زياد دويري بين النجومية والتطبيع"... وعند سؤالنا عما اذا كان إعلان وزير الثقافة غطاس خوري ترشيح الفيلم اللبناني "قضية رقم 23" لجوائز أوسكار نوعًا من التطبيع!، طلب حوري الانتقال للسؤال التالي عازيًا السبب إلى عدم اطلاعه على الموضوع!.