ارشيف من :أخبار لبنانية
الموسوي: الشعب يستحق من المعنيين أن ينهضوا لتأمين حاجاته الأساسية

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن "لبنان وبفضل هذه المقاومة ينعم اليوم بالاستقرار والأمان، ولولا تحريرها لجبال القلمون، بل لكل الحزام السوري المتاخم للأراضي اللبنانية، لكان التكفيريون يعبثون بساحاتنا تفجيراً وانتحاراً إن لم يكونوا قد تمكّنوا من نقل قتالهم إلى قرانا ومدننا وأحيائنا وشوارعنا، واليوم نحن رددناهم وقهرناهم وقضينا عليهم، وإذا انتقلوا من مكان إلى مكان، فالأمر عندنا نقل للقتال من مكان إلى مكان".
وخلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة حناويه الجنوبية، قال "إننا بحمد الله تعالى تمكّنا من أن نقدم للبنانيين هذا الأمان الذي ينكره البعض، وإن كثيراً من الخلق يجحدون بنعمة الله، بل إن بعضهم لا يتورع عن نكران وجود الله لا الجحود بنعمته فحسب، وبالتالي فإن من ينكر هذه النعم الإلهية، لا غريب عليه إن أنكر الانتصارات التي يحققها الحزب الذي ينتسب إلى الله سبحانه وتعالى، نحن بالأساس لم نقاتل من أجل هؤلاء، بل نحن نقاتل استناداً إلى عقيدتنا وثقافتنا ورسالة محمد (ص)".
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي
وتابع "إننا نقاتل من أجل أهلنا المستضعفين والمقهورين والمهددين، وهكذا ما ارتضينا أن يكون هذا الجبل الأشم خاضعاً للاحتلال الصهيوني، فبذلنا المهج الغالية، وعلينا أن لا ننسى كم قدمنا جميعاً من التضحيات من أجل أن ندحر العدو الصهيوني، وقد دحرناه عن معظم الأراضي اللبنانية، واستطعنا هزيمته بعد أن شن العدوان علينا، واليوم وفي كل يوم نهزمه من حيث أننا نمنعه من اتخاذ قرار بعدوان جديد على لبنان، فهذه هي مسؤوليتنا تجاه أهلنا، وإذا كان هناك من يريد أن يستنكر علينا القيام بهذه المسؤولية، ليستنكر مهما شاء، لا سيما وأن البعض يقول زوراً ونفاقاً إن مهمة حماية الشعب اللبناني تكمن في الجيش وحده، ولا شك في أن مهمة الجيش هي حماية الشعب، ولكننا نسأل هؤلاء البعض، هل أنتم ومن خلال مشاركتكم في القرار السياسي سمحتم للجيش اللبناني بالقيام بمهامه في الدفاع عن الشعب اللبناني، ونحن لا نتحدث عن هذا الجنوب الذي أهمل طوال فترة الحكومات التي تعاقبت منذ العم 1943 حتى اليوم، بل إننا نتحدث عن الشمال وعرسال عندما لم يهدد الشعب اللبناني فحسب، وإنما عندما أسر وقتل التكفيريون ضباط الجيش وجنوده، هل أعطيتموهم القرار للدفاع عن أنفسهم لمقاتلة التكفيريين واستعادة إخوانهم ورفاقهم الذين أسروا؟".
ورأى أن "الواقع في لبنان يفترض أننا لكي نحمي أهلنا أن نعتمد على الجيش وقدرته على القيام بمهامه على افتراض وجود قرار من السلطة السياسية بذلك، ولكنه يفترض أيضاً أن نبقى على سلاح المقاومة، لأنه من خلاله نستطيع أن نواجه التهديدات ونرد العدوان ونهزم المعتدين وكل من أراد بلبنان سوءاً، فلولا قتالنا في سوريا، لكان السيناريو المتوقع هو سقوط النظام السوري، وبعد ذلك كانت ستتحول سوريا إلى مستنقع للحروب الأهلية"، مشيراً الى "أننا نحن الذين ذقنا الآلام نستشعر حلاوة الانتصار على التكفيريين، ونحن الذين استطعنا أن نرد الهجوم على أصل وجودنا في لبنان، نفرح لأننا صددنا هذا العدوان الذي تشارك فيه أكثر من جهة دولية وإقليمية، والتكفيريون ليسوا إلاّ أدوات مستخدمة".
وأضاف "نحن تمسكنا بهذا السلاح المقاوم الذي هو فكر ومثال نموذجي نحرص على تقديمه في كل مناسبة، أكانت مناسبة فرح أو حزن، ورسمنا أمام العالم بأسره مثال الذي يستطيع أن ينتصر على التكفيريين، ولكن بأخلاق غير تكفيرية، فنحن لم ننتصر على داعش والنصرة بأخلاقهم، بل انتصرنا بأخلاق الإمام علي بن أبي طالب (ع) ومحمد وآل محمد (ص)".
وشدد الموسوي على "أن هذا الشعب الذي ما بخل بتقديم التضحيات من أجل الحفاظ على هذا الوطن يستحق من المعنيين أن ينهضوا لتأمين حاجاته الأساسية والبديهية والضرورية، ونحن نعرف أن الطريق إلى ذلك لا يمكن أن يمر إلاّ عبر مكافحة الفساد، ولذلك فإننا سعينا إلى تعزيز دور الهيئات الرقابية، وبالتالي فإن المطلوب من الحكومة أن تحترم أدوار الهيئات الرقابية وتأخذ بآرائها، لكي يطمئن اللبنانيون إلى سلامة الأعمال التي تنفذ تحت عنوان تأمين أساسيات حياتهم الرغيدة".
وأكد "أننا لم نقدم التضحيات من أجل صيانة بلدنا من الاختراق الصهيوني ليأتي الصهاينة إلينا من طريق آخر، سيما وأنه قد بات واضحاً أن الإدارة الأميركية تصر على الأنظمة العربية أن تبادر إلى التطبيع دون أن تربطه بما يسمى التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أن هناك أنظمة عربية راغبة من دون ضغط أميركي في أن تبادر إلى الجهر بعلاقاتها السرية مع الكيان الصهيوني، ولكنهم يبحثون عن ساتر يغطون به عملية التطبيع، وها نحن نرى في هذه الأيام ساتران يُستخدمان من أجل التطبيع مع هذا الكيان، فالساتر الأول هو الفني، حيث أن إحدى مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي التي كانت تفتخر بما يرتكبه هذا الجيش من مجازر، تتحول إلى مغنية في طنجة في المغرب، ومن قبلها قاموا بتحويل مقاتلة أخرى في الجيش الإسرائيلي إلى نجمة سينمائية لكي تكسر هذا الحاجز النفسي في العداء، وأما الساتر الثاني فهو الديني، حيث أننا سمعنا أن النظام البحريني بشخص ما يسمى ملكه قد أعلن أنه يدين المقاطعة العربية لإسرائيل، كما أنه قد وعد حاخاماً بأنه سيسمح لرعاياه البحرانيين بأن يزوروا الكيان الصهيوني"، ولفت الى ضرورة الوقوف في "مواجهة محاولات الإختراقات التطبيعية تحت أي عنوان أتت سواء فنياً أو دينياً، لأنه ما دامت الأراضي الفلسطينية محتلة من العدو، فهذا يعني أن الأراضي تعتبر أراضي العدو، ومن يقوم بزيارتها، فقد خالف الشهامة والنخوة والوطنية والكرامة والقوانين المرعية الإجراء، ويجب أن يحاسب وفقها، ونحن لن نسكت عن ذلك، لأن دمنا غير قابل للمساومة تحت أي عنوان كان".
وفي كلمة ثانية خلال احتفال التكريم للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة تفاحتا، أكد الموسوي أنّ "للبنان مصالح حيوية وجوهرية في سوريا وفي العلاقة معها، ورغم ذلك لا يزال البعض في البلد يردِّدُ خطاباً خشبياً منخوراً بالسوس"، داعيا إلى "الكفِّ عن التحايل على الذات والتعامي على الوقائع".