ارشيف من :أخبار عالمية
موعد مع شمس الحرية: نورا الهشلمون.. انتصار الإرادة على الجلاد

الانتقاد.نت ـ فادي عبيد
بينما يفتقد الكثير من الرجال في العالم إلى العزيمة والتصميم، تخرج الأسيرات الفلسطينيات لتؤكدن من جديد أنهن عصيات على الانكسار برغم بشاعة الاحتلال وحقارة أساليبه.
الأسيرة نورا محمد الهشلمون (37 عاماً) من سكان مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ نموذج من نوع آخر للزوجة والأم، فبعد أكثر من عامين على اعتقالها الإداري أسدل الستار مساء الأحد(31-8-2008) عن فصل من معاناتها قضته وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية متنقلةً بين زنازين السجون الصهيونية، لتعود مرة أخرى لتحضن أبناءها الستة: فداء، تحرير، حنين، محمد، جهاد، وسرايا، بانتظار أن يجمع شملها بزوجها محمد سامي الهشلمون المعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ أيلول/ سبتمبر عام 2006، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.
وخلال تلك الفترة المؤلمة برغم قصرها نسبياً (مقارنة بما يعانيه الأسرى الفلسطينيون) عانت نورا حالة من الضغط النفسي أثناء التحقيق معها بأساليب مذلة وسيئة في محاولة لتحطيم معنوياتها، كما عانت وكغيرها من الأسيرات اللواتي يشملن عدداً من الأمهات فيما بينهن إثر حرمانهن من رؤية أبنائهن أو أزواجهن، وما إلى ذلك من سوء في الرعاية الطبية وغيرها.
تقول الهشلمون لـ"الانتقاد": "ما تسمى بإدارة مصلحة السجون تتعامل بصورة متشددة وعنصرية بحق الأسيرات من خلال تجاهلهن في عمليات الإفراج عن أسرى، سواء ضمن صفقات التبادل أو ما يسمى بوادر حسن النية لدفع عملية التسوية".
أم فداء وخلال اعتقالها خاضت عدة مرات إضراباً عن الطعام كان أولها في 12/12/2007، واستمر قرابة الشهر احتجاجاً على استمرار اعتقالها دون أي تهمة أو محاكمة، وبعدها فكت الإضراب بعد إعلان مصلحة السجون نيتها إطلاق سراحها، وعندما أخلف الاحتلال كعادته بوعوده أعلنت الأسيرة إضرابها الثاني عن الطعام بتاريخ 15/3/2008م ولمدة 28 يوماً أخرى برغم أنها تعاني من فشل كلوي، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحتها حتى وصل وزنها إلى 37 كغم، وفي وقت سابق من مطلع هذا العام أصدرت ما تسمى بالمحكمة العليا الصهيونية قراراً بإبعاد الأسيرة الهشلمون إلى الأردن مع أولادها بدعوى أنها تشكل خطراً على ما يسمى أمن الدولة العبرية؛ إلا أنها رفضت ذلك وقالت: "إنها لن تغادر بلدها مهما كلفها الأمر".
رباطة الجأش والعزة التي تتحلى بها الهشلمون بدت جلية تماماً بين ثنايا رسالتها المفعمة بالشوق التي بعثت بها إلى زوجها محمد الذي لم تره منذ زمن بعيد، لتواسيه في محنته وتصبره على ما أصابه بانتظار الفرج من الله عز وجل.
التراجع الصهيوني عن إبعاد الهشلمون، والإفراج عنها بدون أي مقدمات لم يكونا من قبيل الصدفة؛ وإنما نتيجة حتمية للصمود الأسطوري الذي أبدته طوال فترة اعتقالها؛ فكانت على موعد مع شمس الحرية؛ ليصدق فيها قول الشاعر:
هن هناك في ظلمات السجن
زهرات بلا شمس
هن هناك رغم الظلم
صابرات بلا عبس
قد يبكين ساعة على الفراق
وقد يتذكرن حوادث الأمس
لكنهن صابرات صبر الجسد
صبر الروح صبر النفس
فصبرا أيتها الزهور
إن موعدنا مع الشمس آت آت....
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008

الأسيرة نورا محمد الهشلمون (37 عاماً) من سكان مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ نموذج من نوع آخر للزوجة والأم، فبعد أكثر من عامين على اعتقالها الإداري أسدل الستار مساء الأحد(31-8-2008) عن فصل من معاناتها قضته وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية متنقلةً بين زنازين السجون الصهيونية، لتعود مرة أخرى لتحضن أبناءها الستة: فداء، تحرير، حنين، محمد، جهاد، وسرايا، بانتظار أن يجمع شملها بزوجها محمد سامي الهشلمون المعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ أيلول/ سبتمبر عام 2006، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.
وخلال تلك الفترة المؤلمة برغم قصرها نسبياً (مقارنة بما يعانيه الأسرى الفلسطينيون) عانت نورا حالة من الضغط النفسي أثناء التحقيق معها بأساليب مذلة وسيئة في محاولة لتحطيم معنوياتها، كما عانت وكغيرها من الأسيرات اللواتي يشملن عدداً من الأمهات فيما بينهن إثر حرمانهن من رؤية أبنائهن أو أزواجهن، وما إلى ذلك من سوء في الرعاية الطبية وغيرها.
تقول الهشلمون لـ"الانتقاد": "ما تسمى بإدارة مصلحة السجون تتعامل بصورة متشددة وعنصرية بحق الأسيرات من خلال تجاهلهن في عمليات الإفراج عن أسرى، سواء ضمن صفقات التبادل أو ما يسمى بوادر حسن النية لدفع عملية التسوية".
أم فداء وخلال اعتقالها خاضت عدة مرات إضراباً عن الطعام كان أولها في 12/12/2007، واستمر قرابة الشهر احتجاجاً على استمرار اعتقالها دون أي تهمة أو محاكمة، وبعدها فكت الإضراب بعد إعلان مصلحة السجون نيتها إطلاق سراحها، وعندما أخلف الاحتلال كعادته بوعوده أعلنت الأسيرة إضرابها الثاني عن الطعام بتاريخ 15/3/2008م ولمدة 28 يوماً أخرى برغم أنها تعاني من فشل كلوي، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحتها حتى وصل وزنها إلى 37 كغم، وفي وقت سابق من مطلع هذا العام أصدرت ما تسمى بالمحكمة العليا الصهيونية قراراً بإبعاد الأسيرة الهشلمون إلى الأردن مع أولادها بدعوى أنها تشكل خطراً على ما يسمى أمن الدولة العبرية؛ إلا أنها رفضت ذلك وقالت: "إنها لن تغادر بلدها مهما كلفها الأمر".
رباطة الجأش والعزة التي تتحلى بها الهشلمون بدت جلية تماماً بين ثنايا رسالتها المفعمة بالشوق التي بعثت بها إلى زوجها محمد الذي لم تره منذ زمن بعيد، لتواسيه في محنته وتصبره على ما أصابه بانتظار الفرج من الله عز وجل.
التراجع الصهيوني عن إبعاد الهشلمون، والإفراج عنها بدون أي مقدمات لم يكونا من قبيل الصدفة؛ وإنما نتيجة حتمية للصمود الأسطوري الذي أبدته طوال فترة اعتقالها؛ فكانت على موعد مع شمس الحرية؛ ليصدق فيها قول الشاعر:
هن هناك في ظلمات السجن
زهرات بلا شمس
هن هناك رغم الظلم
صابرات بلا عبس
قد يبكين ساعة على الفراق
وقد يتذكرن حوادث الأمس
لكنهن صابرات صبر الجسد
صبر الروح صبر النفس
فصبرا أيتها الزهور
إن موعدنا مع الشمس آت آت....
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008