دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الفريق الآخر إلى إغتنام الفرصة وعدم المكابرة في العلاقة مع سوريا التي يجب أن تكون علاقة طبيعية.

ورأى فضل الله أن "هذا الصخب السياسي والإعلامي الذي يحدث كلما التقى وزير مع وزير هو خارج السياقات الوطنية، وخارج المصلحة الوطنية والإطار القانوني"، وقال إنّ "هناك علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا"، مشيراً إلى "تعيين الحكومة اللبنانية برئاسة رئيسها ووجود أعضائها سفيراً للبنان في دمشق منذ أقل من شهرين"، مذكِّراً الفريق الآخر بأن "مطلبه الدائم كان في السابق إقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارات".

وسأل فضل الله "أين المشكلة إذا ما التقى وزير خارجية مع وزير خارجية ؟"، مشددا على أنّ "من الطبيعي أن تتم اللقاءات، وأن يتم التشاور والحوار لأن هناك مصالح كبرى بيننا وبين سوريا، وليس فقط ملف النازحين رغم أهميته، فسوريا تعطيكم الكهرباء وتناشدونها كي لا تقفل الحدود قليلاً كي تمرِّروا البضائع والمزروعات وما شابه، فلماذا هذه الضجة التي تُثار إذا كانت هناك لقاءات ؟! ".

وتابع النائب فضل الله كلامه "هذا أمر طبيعي أن يلتقي وزراء الخارجية، وأن يزور وزراء لبنانيون سوريا، وأن يزور وزراء سوريون لبنان"، موضحا أنّ "هذا هو السياق المنطقي الطبيعي، وأن كل أمر غير ذلك هو خارج إطار هذا السياق الطبيعي وخارج إطار المصلحة الوطنية العليا".

وخلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه الشيخ عبد الحسين صادق في النادي الحسيني لمدينة النبطية، سأل فضل الله "كيف ستعيدون النازحين وبأي طريقة سترجعونهم إذا لم تتكلموا مع الحكومة السورية ؟ "، لافتا إلى أن "هذه الحكومة هي حكومة شرعية منتخبة معترف بها من أعلى هيئة دولية وهي الأمم المتحدة، واستهجن مواقف البعض في لبنان الذين يعتبرون  أنهم بإمكانهم عدم الإعتراف بهذه العلاقات وفرضهم على لبنان هذا المنطق، في حين أن من يفرض ذلك هو الدستور والقانون والإتفاقات المشتركة والقانون الدولي الذي يرعى مثل هذه الأمور الدبلوماسية وليس أنتم".

ودعا إلى "تعزيز التلاقي مع سوريا والزيارات والحوارات وتبادل الآراء من أجل معالجة الكثير من المشاكل القائمة ".

فضل الله تطرق إلى الوضع الإجتماعي قائلا إن "هناك ملفات حيوية على صعد مختلفة من مسؤولية الحكومة اللبنانية ، ونحن جزء من هذه الحكومة ونسعى داخلها لمعالجة هذه الملفات"، وأضاف "هناك من يريد تحميل حزب الله أكثر من طاقته على المستوى الداخلي ، ويقولون إنكم حزب إقليمي يغيّر معادلات في المنطقة ، ولكنكم أحياناً لا تأتون بالماء أو الكهرباء للناس أو بشأن خلق فرص عمل ومواجهة فساد معيّن"، موضحا "أننا نواجه أعداء الخارج بالمقاومة وقوة السلاح، أما في الداخل فالمعادلة مختلفة تماماً، حيث أنّ هناك آليات قانونية ودستوريَة نلجأ إليها ونعمل من خلالها، لأنّ المقاومة لا تبحث فيما تحقّقه من إنجازات على المستوى الوطني العام عن مكاسب داخلية، ولا تريد أن توظِّف ذلك في أي مكاسب داخلية، بل اننا سنواجه الملفات الداخل من خلال الآليات المعتمدة على المستوى السياسي والدستوري والقانوني".