ارشيف من :أخبار لبنانية
الموسوي: العلاقات مع سوريا هي مصلحة وطنية للبنان

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي "أننا قاتلنا ولا زلنا في سوريا محاولة تقسيمها إلى دويلات، ونجحنا إلى حد كبير في ذلك، ونحن مدعوون كما حافظنا على الوحدة الوطنية اللبنانية، أن نحافظ على الوحدات الوطنية في أقطارنا، بأشكالها المختلفة وطنية وعربية وإسلامية وإنسانية، فهذا وقت لا يتحمّل الصمت، لأن أي تقسيم يقع في بلد في هذه المنطقة، سيؤدي إلى شرخ في أقطارها جميعاً، وقد بدأ الأمر في السودان ولن ينتهِ به إذا سمحنا له بالاستمرار، فالأقطار جميعاً مهددة، وليس من قطر بعيد عن التقسيم بما في ذلك بعض الدول التي ترعى سراً محاولة تقسيم العراق".
كلام الموسوي جاء خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع أهل البيت (ع) في مدينة بنت جبيل، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وقال "إن لبنان ينعم اليوم بأمان نسبي من الهجمة التكفيرية بفعل تضحيات أبناء مسيرة حزب الله والمقاومة، ونؤكد ذلك ليس رغبة في نيل الحظوة من أحد أو الحصول على كلمة شكر، بل للتأكيد على أن المقاومة كانت ولا تزال ضرورة، سواء في مواجهة العدو التكفيري وعدوانه، أو في مواجهة العدو الصهيوني وعدوانه، وليس إفشاء لسر أن نقول إن العدو الصهيوني يحاول انتهاز أي فرصة لشن عدوان على لبنان، انطلاقاً من أنه يعتبر أن الانتصار الذي حققه محور المقاومة في سوريا، يشكل بالعبارة الاسرائيلية تهديداً وكارثة لإسرائيل، لأسباب يشرحها الخبراء الاستراتيجيون الإسرائيليون، وهم يعتبرون أن انتصار المقاومة في سوريا والعراق ولبنان، يضع إسرائيل أمام تهديد استراتيجي قد يتطور إلى تهديد وجودي".
وشدد الموسوي على أن "الرهانات الإسرائيلية على أن أحداً يمكن أن يجبر المقاومة على التوقف عن إطلاق النار فيما لو شن عدوان إسرائيلي على لبنان، هي رهانات خائبة، لأننا لسنا مستعدين أن نسمح للعدو بتحقيق أهدافه، بل سيدفع ثمناً باهظاً جداً جراء هذا العدوان، ولن يكون مسموحاً له أن يحدد هو توقيت نهاية المعركة".
ولفت الى أن "العلاقات مع سوريا هي مصلحة وطنية للبنان، وأمر طبيعي في العلاقات بين البلدين، ولذلك ننوه باللقاء الذي أجراه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم، والذي يصب في صلب المصالح الوطنية اللبنانية، وبالتالي ينسجم مع السياسة العامة للدولة، وأما الترهيب السياسي والإعلامي الذي يمارس من بعض الزملاء النواب والسادة الوزراء بتصوير كل موقف على أنه اعتداء على رئاسة الحكومة، هو يضر بالوحدة الوطنية، لأننا ننظر إلى العلاقة مع سوريا لا على أساس الانتصار والانكسار، بل على أساس تحقيق المصالح اللبنانية، وعليه فإن التحريض الطائفي ليس عملاً سياسياً بل هو عمل قبيح".
الموسوي أشار الى أنه "يجب أن نبقي النقاش السياسي في دائرته السياسية، ولنبتعد عن لغة الاعتداء والتحدي والانتصار والانكسار، ونحن نقول وجهة نظرنا، ونرى كيف يمكن أن نحقق المصالح الوطنية، وبالتالي علينا أن نفكر مع بعضنا البعض من خلال التفاهم أو من خلال التنوع في تحقيق المصالح اللبنانية، وأما القول إن اللقاء مع الوزير المعلم لا ينسجم مع التسوية السياسية، فهذا كلام غير صحيح، لأن التسوية لم تنص على قطع العلاقات مع سوريا".
من جهة ثانية، لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة الى أن "المجلس الدستوري أصدر قراراً اعتبر فيه أن التشريع الضريبي خارج الموازنة هو أمر يخالف الدستور، فالقانون الضريبي هو قانون دائم، فيما الموزانة هي سنوية، ولذلك من الطبيعي أن تكون القوانين الضريبية تصدر بمعزل عن الموازنة العامة".
كما أشاد الموسوي "بالعملية التي نفذها الفدائي الفلسطيني نمر الجمل في القدس المحتلة، والتي هي عملية ممتازة بالمعايير كافة، وأفضل ما فيها أنها رسالة تقف في مواجهة الإعلان الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي حين قال لا مبرر لاستمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي نحن لا نعرف كيف يمكن لوزير خارجية أو لنظام يختلق صراعاً مع إيران وآخراً مع قطر، ثم لا يجد مبرراً لاستمرار الصراع مع إسرائيل، فما دام الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وما دامت فلسطين محتلة، فلا مبرر لأي تسوية مع الجانب الصهيوني، وكل عملية تسوية هي خيانة للقضية الفلسطينية وللأمة الإسلامية وللشعب الفلسطيني، وما قاله نمر الجمل اليوم، هو أن مفتاح القضية الفلسطينية ليس في يد السعودية ولا في يد غيرها، بل في يد هذا الشعب المضحي".