أكّدت المحللة الروسية آنا بورشفسكايا في تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية أنّ" القوة الجوية الروسية التي بدأت أولى عملياتها في سوريا في 30 أيلول العام 2015 هي وراء بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في موقعه، معتبرةً أنّ ما أسمته "تدخّل حزب الله" في أواخر ربيع العام 2013 "أنقذه من السقوط".

التقرير الذي نُشر بعنوان "هكذا هزم بوتين الولايات المتحدة في سوريا"، أوضحت بورشفسكايا فيه أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إلى جانب الأسد منذ البداية وحماه بطرق مختلفة، فسلّحه ودعمه في مجلس الأمن وحافظ على الأمن والاقتصاد السوريَيْن"، مشدّدةً على أنّ "الرئيس السوري بات في أقوى موقع منذ آذار العام 2011".

ورأت بورشفسكايا أنّ "بوتين حقق عمليًا كلّ ما رغب في سوريا، فأبقى الأسد في السلطة وحصّن وجود روسيا العسكري في سوريا للسنوات الـ49 المقبلة على الأقل- وهو أكبر وجود عسكري لروسيا خارج الاتحاد السوفياتي السابق- مقلّصًا قدرة الولايات المتحدة على المناورة عسكريًا في المنطقة وضامنًا نفوذ روسيا في أحد أكثر البلدان أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط".

وأضافت بورشفسكايا أنّ "بوتين أصبح قادرًا على عرض التعاون مع الغرب بشروطه.. حصل على اعتراف دولي بعد مبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة في جنوب غرب سوريا التي أدّت إلى إنشاء مناطق لوقف التصعيد وذلك إثر لقائه نظيره الأمريكي دونالد ترامب في تموز الفائت".

وشرحت بورشفسكايا أنّ "وقف إطلاق النار هذا يتيح له الحفاظ على مصالحه في سوريا، بعدما عارض إقامة مناطق آمنة برعاية غربية في سوريا"، لافتةً إلى أنّه "بات على حليفَيْ الولايات المتحدة الأساسيين "إسرائيل" والأردن التعامل مع موسكو".

وأشارت بورشفسكايا الى أنّه لا يبدو أنّ تعاون روسيا مع إيران سيقلّ، مرجحةً أن يمهّد ذلك لتعاون استراتيجي أوسع نطاقًا ستكون له تداعيات على السياسة الأميركية في المنطقة، وخلصت إلى أنّ "بوتين سيحتفل كثيرًا طالما يواصل الغرب إذعانه لموسكو في سوريا".