ارشيف من :أخبار لبنانية

الموسوي: أسقطنا مشروع التقسيم في سوريا وسنسقط تجلياته في لبنان وفي طليعتها توطين النازحين السوريين

الموسوي: أسقطنا مشروع التقسيم في سوريا وسنسقط تجلياته في لبنان وفي طليعتها توطين النازحين السوريين

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أنه لو لم نكن في خط المقاومة، لما كانت تحررت الأرض من الاحتلال الصهيوني، ونحن نكنّ المودة والحب والتحالف والمصير والمشترك إلى كل من وقف إلى جانبنا في تحرير أرضنا، ولكن بعض الدول التي تسمى شقيقة أو صديقة للبنان، لم تقدم له سوى التحريض الطائفي والعمل على بثّ ظروف استعادة الحرب الأهلية، ونحن من جهتنا نعمل في المقابل على أن يكون بلدنا موحدًا ومحميًا من العدوان الصهيوني والعدوان التكفيري، لأنه في عقيدتنا أن هذين العدوانين هما عدوان واحد، وبذلك تتحدث الوقائع الميدانية.

وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد حسين طلال الزين في مجمع الإمام الرضا (ع) في بلدة معركة الجنوبية، أضاف الموسوي "إننا استطعنا في سوريا من حيث المبدأ أن نهزم المشروع المعادي للمقاومة الذي كان يهدف إلى إسقاط سوريا، وأن نهزم من ورائه من الدول التي كانت ولا زالت تغذيه، وبالتالي فإن العدو الذي رأى انهزامه في هذه المعركة، يقوم الآن في هذه المرحلة بالعمل على إطالة زمن المعارك الميدانية، لا سيما على الحدود السورية العراقية بهدف استنزاف المقاومة والجيش السوري وحلفائه".

وحول التورط الأميركي في دعم واحتضان إرهابيي سوريا قال الموسوي "نحن في حزب الله لدينا معطيات ملموسة وأدلة قاطعة على أن القوات الأميركية تقوم يوميًا بدعم المجموعات التكفيرية في "داعش" عبر تقديم معلومات استخبارية وقصف جوي ونقل قوات من "داعش" بالمروحيات من منطقة إلى أخرى، وقد انخرطت المروحيات الأميركية في عمل مباشر مع "داعش" في الهجوم الأخير الذي شن على تلال بلدة القريتين لتمكينها من الوصول إلى هذه النقطة".

الموسوي: أسقطنا مشروع التقسيم في سوريا وسنسقط تجلياته في لبنان وفي طليعتها توطين النازحين السوريين

الموسوي: أسقطنا مشروع التقسيم في سوريا وسنسقطه محاولاته في لبنان

إلى ذلك، شدد الموسوي على أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية هو منع الجيش السوري وحلفائه من حسم المعركة في دير الزور باتجاه البوكمال بهدف الإبقاء على "داعش" بين سوريا والعراق، لا سيما وأنه ليس لـ"داعش" القدرة على مواجهتنا ومواجهة حلفائنا، وليس لديه لا المعلومات ولا التسليح الكافي ولا القدرة على نقل القوات، وبالتالي هناك معلومات أن من يقدم التسليح والتذخير والنقل والقصف هو القوات الأميركية على نحو مباشر، وهذه المعلومات موجودة لدى الجانب الروسي الذي قال من جهته إن القوات الأميركية لا تتصرف على النحو الذي يُمكّن من القضاء على "داعش" سريعا، وتفسير هذا الكلام يعني أن القوات الأميركية تريد أن تستخدم ما تبقى من "داعش"، لتخوض حرب استنزاف ضد محورنا.

وعليه، أكد النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة أنه كما كانت المقاومة قادرة على هزيمة قوات المحور المعادي لها، ستكون قادرة على هزيمة "داعش" وإنهاء وجودها في هذه المنطقة القائمة بين سوريا والعراق.

أما فيما يتعلق بالعدو الصهيوني، فقد أشار النائب الموسوي إلى أنه ينظر بقلق كبير إلى انتصار المقاومة في سوريا، ويعتبره كارثة استراتيجية لكيانه، وهو يعلن أن تمكن محور المقاومة من أن يفتتح طريقا متصلا من إيران إلى لبنان عبر سوريا والعراق، يشكل تهديدا لوجوده، وعليه فإنه يعمل على إفشال محور المقاومة أو هزيمته أو إسقاط بعض مواقعه بغية تفكيك هذا المحور جغرافيا، ولذلك فإننا في مواجهة السعي التقسيمي الصهيوني السعودي الذي ترعاه الإدارة الأميركية مباشرة، وأحياناً على نحو غير مباشر، قد أخذنا قرارنا في مواجهة هذه العملية والعدوان، فضلاً عن مشروع التقسيم الصهيوني السعودي على جميع مستوياته.

وعن وحدة العراق قال الموسوي" إن الحفاظ على وحدة العراق كونه في موقع المقاومة هو أولوية لنا ولجميع حلفائنا، وهو أولوية لتركيا على سبيل المثال التي تعرف أن وحدتها الجغرافية السياسية والقومية مهددة إذا تمكنت الصهيونية من إقامة كيان صهيوني آخر في العراق كما أشار إليه الإمام الخامنئي "دام ظله"، ففي سوريا قاتلنا التقسيم وأسقطنا الكثير من مناطقه وسنواصل إسقاط التقسيم هناك، وفي لبنان سنسقط التقسيم بمختلف محاولاته التي يطل بها، وفي طليعتها توطين النازحين السوريين.

موضوع النزوح السوري أخذ حيزا من كلام الموسوي الذي قال"إن السعودية والكيان الصهيوني ومن ورائهما الإدارة الأميركية يسعون إلى توطين النازحين السوريين في لبنان، ولم تكن كلمة الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة كلمة عابرة عن إعادة توطين، بل كانت واضحة في دعوته إلى توطين اللاجئين السوريين في بلدان التي تجاور سوريا، ولذلك أعلن فخامة الرئيس الجنرال العماد ميشال عون بوضوح أن لبنان سيسقط أي محاولة لتوطين النازحين السوريين فيه، وبالتالي يجب أن يعلم اللبنانيون أن خطر توطين النازحين السوريين ليس خطرا مزعوما، بل هو خطر حقيقي، لأن هذا ما تعمل عليه الإدارة الأميركية وأوروبا التي تريد أن تتخلص من هاجس مليون ونصف مليون سوري مقيمين في لبنان يمكن أن يشكلوا في أية لحظة طوفانا بشريا يهاجر باتجاهها عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، ولذلك فإن مسؤوليتنا تكمن في أن نعمل على إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وعليه فإننا نقول لشركائنا في الحكومة، إذا كنتم حريصين كحرصنا على بقاء لبنان بماهيته وصيغته وتركيبته، فعليكم أن تعوا أهمية العمل على إعادة النازحين السوريين سريعاً إلى بلادهم قبل أن يتحوّل وجودهم إلى أمر واقع لا يمكن بعد ذلك طرح إعادتهم إلى وطنهم، وها هي التجربة الفلسطينية أمام الجميع.

وختم الموسوي بالقول" إننا حريصون وسعينا إلى تفاهم سياسي انتخب رئيس الجمهورية وشكّل هذه الحكومة، ولا زلنا حريصين على هذا التفاهم السياسي الذي نريد من خلاله أن نواجه الأخطار والتحديات التي تحدق بلبنان وتحيط به عن كثب، لا سيما الأزمات الاقتصادية فضلاً عن الأزمات السياسية الوجودية، ونحن نريد لهذه الحكومة أن تكون فاعلة، وفي طليعة فعاليتها أن تحمي هذا البلد من المخاطر الوجودية التي تتهدده، فضلاً عن التقسيم الذي يتخذ من التوطين مبرراً له، فهذا أمر لا يمكن أن التهاون بشأنه، وبالتالي فإننا نقول إن للمجلس النيابي كما للحكومة دوراً فاعلاً في مواجهة الأخطار، ويجب أن يكون قادراً على أداء دوره عبر الاحتفاظ بصلاحياته كاملة دون مسّ من أجل أن يحافظ على الدستور الذي نص في مقدمته على رفض التوطين والتقسيم".

2017-10-08