ارشيف من :آراء وتحليلات
أيلول.. بيروت والقدس

كتب مصطفى خازم
في مثل هذا اليوم من العام 1982 كنا نجلس في فرن ساقية الجنزير، نودع إخواننا، فالرحلة باتت قريبة، وعلي .. يصر على الذهاب مع المنظمة إلى تونس..
كيف لا وهو وهب عمره من أجل القضية.. مقاتلاً، جريحاً، وأخيراً عاملاً في فرن يقدم رغيفه للمقاتلين على محاور بيروت في عز الاجتياح الاسرائيلي..
بالأمس "عيّرنا" أحدهم بالسلاح مجدداً، وجعلنا كما المقاومة الفلسطينية في خندق واحد.. وألبسنا ثوبها..
وهو نفسه كان يزعم أن على المسلمين الشيعة أن يلتزموا فكر الإمام المغيب السيد موسى الصدر..
مضحك هو هذا "المهرج"..
نحن يا "هذا" لسنا لاجئين، طردنا من أرضنا بفعل عجز امتنا عن الدفاع عنا أو على الاقل عن مقدساتها..
ونحن يا "هذا" لسنا قطاع طرق كما يحلو لمؤرخي دويلتك العظمى وشم "كبار" المقاومين ضد الاحتلالات من "العثملي"، إلى "الفرنساوي"..
نحن يا أيها الآتي إلينا من خارج الحدود، كما يقول تاريخك..
نحن عرب أقحاح، لبنانيون حتى العظم..
ندافع عن أرضنا، بأسناننا كما علمنا "موسى الصدر".. الآتي إلينا ليجعل من الجنوب بوابة العرب، وبوابة فلسطين..
ولئن توافق تاريخ تغييبه مع تاريخ "إخراج" المقاومة الفلسطينية من لبنان .. فهذا مؤشر على الهدف الذي كان يرمي اليه "المُغيِّب" وهو نفسه "المُخرج"..
هي فلسطين .. والقضية..
لا يريدون لأحد أن يستذكر فلسطين وشعب فلسطين..
لا يريدون لهذه الامة أن تنتعش ذاكرتها..
وللتاريخ نعيد سجل الاحداث قليلاً لتنتعش الذاكرة..
في 16 أيلول/ سبتمبر 1970 كانت مجزرة أيلول الاسود التي حلت بالمقاومة الفلسطينية في الاردن...
في 5 أيلول/ سبتمبر 1973 كانت عملية ميونخ رداً على الاحتلال الصهيوني لفلسطين..
في 3 أيلول/ سبتمبر1982 أخرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت تمهيداً لاحتلالها من قبل العدو الصهيوني وبتدبير من الولايات المتحدة الاميركية.. حامية الكيان الغاصب..
في 15 أيلول/ سبتمبر 1982 كانت بيروت تئن تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي شاركه فيه مجموعات لبنانية بقيادة الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية..
في 17 أيلول/ سبتمبر 1982 ارتكب العدو الصهيوني بإمرته وبتنفيذ مجرمي الحرب اللبنانيين مجزرة صبرا وشاتيلا..
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 توقيع اتفاق أوسلو (غزة ـ أريحا).. لتبدأ مسيرة التراجع التي جعلت من فلسطين وتحديداً غزة أكبر سجن في العالم..
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 نفذت مجزرة "جسر المطار" بـ"اللبنانيين" الذين خرجوا انتصاراً لفلسطين ولكامل ترابها.. وتنديداً باتفاق أوسلو..
هذا بعض ما في جعبة التاريخ..
ماذا قدم كل المتباكين اليوم على أهل غزة.. وعلى المقاومة الفلسطينية..
"ذبحوهم" في الاردن، "أخرجوهم" من بيروت أذلاء.. "قتلوا أهل المقاومة الفلسطينية" في صبرا وشاتيلا، دفعوهم لتوقيع الاتفاقات التي جعلت من رام الله ومقر المقاطعة "كيس رمل" يتمرن فيه العدو حتى قضى الراحل ياسر عرفات فيها آخر أيامه محاصراً.. وقتل في ظروف لا يزال التحقيق في تفاصيلها يكتنفه الغموض..
ماذا يريد هؤلاء اليوم من المقاومة..
أن يفعلوا فيها ما فعلوه بالمقاومة الفلسطينية..
لن يكون ذلك، فالمقاومة ليست غريبة عن أهلها، وأرضها، وليست آتية من خلف الحدود، ولا تقاتلوا بأبناء غيرها..
هي تراب الارض، ملح الارض.. بل هي الأرض التي تنتفض كرامة وحرية وسيادة..
هي الحياة بأجمل ألوانها..
وللمتربصين نقول، لكم في التاريخ عبرة.. فعودوا اليه..
قبل أن تصبحوا.. من التاريخ..
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008
في مثل هذا اليوم من العام 1982 كنا نجلس في فرن ساقية الجنزير، نودع إخواننا، فالرحلة باتت قريبة، وعلي .. يصر على الذهاب مع المنظمة إلى تونس..
كيف لا وهو وهب عمره من أجل القضية.. مقاتلاً، جريحاً، وأخيراً عاملاً في فرن يقدم رغيفه للمقاتلين على محاور بيروت في عز الاجتياح الاسرائيلي..
بالأمس "عيّرنا" أحدهم بالسلاح مجدداً، وجعلنا كما المقاومة الفلسطينية في خندق واحد.. وألبسنا ثوبها..
وهو نفسه كان يزعم أن على المسلمين الشيعة أن يلتزموا فكر الإمام المغيب السيد موسى الصدر..
مضحك هو هذا "المهرج"..
نحن يا "هذا" لسنا لاجئين، طردنا من أرضنا بفعل عجز امتنا عن الدفاع عنا أو على الاقل عن مقدساتها..
ونحن يا "هذا" لسنا قطاع طرق كما يحلو لمؤرخي دويلتك العظمى وشم "كبار" المقاومين ضد الاحتلالات من "العثملي"، إلى "الفرنساوي"..
نحن يا أيها الآتي إلينا من خارج الحدود، كما يقول تاريخك..
نحن عرب أقحاح، لبنانيون حتى العظم..
ندافع عن أرضنا، بأسناننا كما علمنا "موسى الصدر".. الآتي إلينا ليجعل من الجنوب بوابة العرب، وبوابة فلسطين..
ولئن توافق تاريخ تغييبه مع تاريخ "إخراج" المقاومة الفلسطينية من لبنان .. فهذا مؤشر على الهدف الذي كان يرمي اليه "المُغيِّب" وهو نفسه "المُخرج"..
هي فلسطين .. والقضية..
لا يريدون لأحد أن يستذكر فلسطين وشعب فلسطين..
لا يريدون لهذه الامة أن تنتعش ذاكرتها..
وللتاريخ نعيد سجل الاحداث قليلاً لتنتعش الذاكرة..
في 16 أيلول/ سبتمبر 1970 كانت مجزرة أيلول الاسود التي حلت بالمقاومة الفلسطينية في الاردن...
في 5 أيلول/ سبتمبر 1973 كانت عملية ميونخ رداً على الاحتلال الصهيوني لفلسطين..
في 3 أيلول/ سبتمبر1982 أخرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت تمهيداً لاحتلالها من قبل العدو الصهيوني وبتدبير من الولايات المتحدة الاميركية.. حامية الكيان الغاصب..
في 15 أيلول/ سبتمبر 1982 كانت بيروت تئن تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي شاركه فيه مجموعات لبنانية بقيادة الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية..
في 17 أيلول/ سبتمبر 1982 ارتكب العدو الصهيوني بإمرته وبتنفيذ مجرمي الحرب اللبنانيين مجزرة صبرا وشاتيلا..
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 توقيع اتفاق أوسلو (غزة ـ أريحا).. لتبدأ مسيرة التراجع التي جعلت من فلسطين وتحديداً غزة أكبر سجن في العالم..
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 نفذت مجزرة "جسر المطار" بـ"اللبنانيين" الذين خرجوا انتصاراً لفلسطين ولكامل ترابها.. وتنديداً باتفاق أوسلو..
هذا بعض ما في جعبة التاريخ..
ماذا قدم كل المتباكين اليوم على أهل غزة.. وعلى المقاومة الفلسطينية..
"ذبحوهم" في الاردن، "أخرجوهم" من بيروت أذلاء.. "قتلوا أهل المقاومة الفلسطينية" في صبرا وشاتيلا، دفعوهم لتوقيع الاتفاقات التي جعلت من رام الله ومقر المقاطعة "كيس رمل" يتمرن فيه العدو حتى قضى الراحل ياسر عرفات فيها آخر أيامه محاصراً.. وقتل في ظروف لا يزال التحقيق في تفاصيلها يكتنفه الغموض..
ماذا يريد هؤلاء اليوم من المقاومة..
أن يفعلوا فيها ما فعلوه بالمقاومة الفلسطينية..
لن يكون ذلك، فالمقاومة ليست غريبة عن أهلها، وأرضها، وليست آتية من خلف الحدود، ولا تقاتلوا بأبناء غيرها..
هي تراب الارض، ملح الارض.. بل هي الأرض التي تنتفض كرامة وحرية وسيادة..
هي الحياة بأجمل ألوانها..
وللمتربصين نقول، لكم في التاريخ عبرة.. فعودوا اليه..
قبل أن تصبحوا.. من التاريخ..
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008