ارشيف من :أخبار لبنانية

مجلس النواب يستكمل جلسات الموازنة.. ولجنة للتحقيق في حسابات مصرف لبنان

مجلس النواب يستكمل جلسات الموازنة.. ولجنة للتحقيق في حسابات مصرف لبنان

غلب على أخبار الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت أحداث اليوم الأول من الجلسات النيابية لاقرار موازنة عام 2017، والتي تحدث فيها عدد من النواب، وكان الأبرز فيها الاتهامات التي ساقها نائب القوات اللبنانية جورج عدوان ضد مصرف لبنان.
كما اهتمت الصحف بالسجالات وردود الأفعال المستمرة بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الداخلية نهاد المشنوق.

مجلس النواب يستكمل جلسات الموازنة.. ولجنة للتحقيق في حسابات مصرف لبنان

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاربعاء 18-10-2017

"البناء": لجنة تحقيق في حسابات مصرف لبنان!

"البناء" بدورها تحدثت عن كشف عضو كتلة «القوات» النائب جورج عدوان عن فضيحة مالية في مصرف لبنان المركزي، حيث اتهم عدوان المصرف بأنه لم يدفع المستحقات للخزينة لمدة 20 عاماً، مطالباً وزير المال بكشف حسابات المركزي وإطلاع المجلس النيابي على أرباح مصرف لبنان، ما استدعى تدخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري طالباً من عدوان تقديم طلب لرئاسة المجلس لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، ووعد عدوان بأنه سيقدّم طلباً بهذا الشأن.

وردّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على عدوان، مؤكداً أنه «لم تمضِ أي سنة في السنوات العشرين لم يقدّم فيها مصرف لبنان على دفع ما يتوجب عليه وتقديم قطع حساب لوزارة المالية»، منوّهاً بأنّ «مصرف لبنان خلال الفترة الّتي تحدث عنها عدوان، حوّل إلى الخزينة 4 مليارات و500 مليون دولار، وزاد أمواله الخاصة من 60 مليون دولار إلى 3 مليارات دولار».

وقالت مصادر مالية مطلعة لـ «البناء» إن «مصرف لبنان يجري كل عام عملية قطع حساب ويحول الأرباح إلى وزارة المال»، وأوضحت أن «أموال المصرف منذ عشرين عاماً كانت تقدر بـ 75 مليون دولار والآن أصبحت ثلاثة مليارات و500 مليون دولار نتيجة الأرباح التي حققها من خلال قبوله الودائع من المصارف ويدفع عليها فوائد، كما يقوم بعمليات مفتوحة مع الأسواق».

وأضافت المصادر: «المصرف المركزي حوّل الى الخزينة العامة 45 مليار و500 مليون ليرة منذ عشرين عاماً، كما أنه يؤمن دعم عجز الخزينة بالدولار الأميركي، وبالتالي يدفع فرق العملة ويغطي خدمة الدين بالدولار ويدفع فرق القطوعات، كما أنه ومؤسسة الضمان الاجتماعي يملكان 50 في المئة من الدين العام للدولة الذي يشكل 145 في المئة من الناتج المحلي».

ولفتت المصادر الى أن «كلام عدوان ينمّ عن جهل في المعطيات والأرقام المالية»، مشيرة الى «أن تماهي الرئيس فؤاد السنيورة مع عدوان هو تمثيلية منسّقة لنشر الهلع بين المواطنين والتخويف بتدهور الوضع الاقتصادي وضرب الثقة بالدولة والحكومة ومحاولة ابتزاز رئيس الجمهورية وحزب الله. وتأتي في سياق التهديد بتداعيات العقوبات الأميركية المالية السلبية على لبنان والتهديد بانهيارات مالية واقتصادية آتية». وتساءلت المصادر: مَن يقنعنا بأن السنيورة لا يعرف هذه الأرقام والمعطيات عن مصرف لبنان؟


"الجمهورية": سلامة يرد على اتهامات عدوان

اتهامات عدوان استدعت رداً سريعاً ومُتلفزاً لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خصوصاً لجهة أنّ مصرف لبنان يجب أن يدفع للخزينة ما يقارب المليار دولار نتيجة الفوائد على سندات الخزينة، فقال:

1 - لم تمض سنة من السنوات الـ ٢٠ التي تحدث عنها النائب عدوان، ولم يقدم المصرف المركزي على قطع الحساب السنوي والتقدّم به إلى وزارة المال ودفع ما يتوجب عليه أن يدفعه ضمن القانون.

2 - إنّ حسابات مصرف لبنان خاضعة للتدقيق من قبل شركتين دوليتين خارجيتين لا علاقة لهما بمصرف لبنان.

3 - تحدّث النائب عدوان عن مداخيل المصرف المركزي من سندات الخزينة التي في محفظته وكأنها هي فقط البند الوحيد في المصرف وتشكّل الدخل الكلّي للمصرف، بينما مصرف لبنان من حيث القانون يقبل الودائع من المصارف ويدفع عليها فوائد، وعليه أيضاً أن يقوم بعمليات مفتوحة مع الأسواق بناء للمادة 70 من قانون النقد والتسليف للحفاظ على الاستقرار النقدي. ولذا، هنالك نقص في تحليل النائب عدوان وهو أنّ مصرف لبنان لديه مداخيل ومصاريف من الفوائد.

وتساءلت مصادر نيابية عن خلفية هجمة عدوان على مصرف لبنان وعلى الحاكم بالتحديد؟ وقالت لـ»الجمهورية»: «صحيح انّ هناك خلطاً بين السياسة المالية والسياسة النقدية، لكن اذا كان هناك من امور للمعالجة فهي لا تعالج على الهواء خصوصاً انّ اللبنانيين ينظرون الى مصرف لبنان طوال هذه السنوات على انه ضمان للاستقرار المالي. فكيف سيتقبّلون إعلان عدوان انّ نحو مليار دولار تحجب سنوياً من مصرف لبنان عن الخزينة بغضّ النظر عمّا اذا كان هذا الرقم صحيحاً أم لا؟


"اللواء": «قنبلة عدوان» تدفع برّي إلى اختصار جلسات الموازنة

تحدثت "اللواء" بدورها عن اليوم الأوّل، من أيام وليالي مناقشة موازنة العام 2017، والتي تفتح الباب لمناقشة وإقرار موازنة 2017، ورأت أن مداخلات النواب بدت أقرب إلى «الملل» مقدمة صورة باهتة عن «نواب الامة»، حيث تاهت المداخلات والتدخلات في غياهب «كل شيء»، ما خلا الموازنة وأرقامها.. كل ذلك كان حاصلا لولا المواقف المدوية التي صدرت على لسان نائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان، والتي وجهت انتقاداً قاسياً لمصرف لبنان والحاكم، بلغ حدّ الاتهام، إذ قال: «من الصادم ان نعلم ان الواردات من مصرف لبنان 61 مليون ليرة، نحن لدينا 27 ألف مليار بسندات خزينة، والمصرف مجبر بدفع مليار دولار للخزينة من أرباحه على السندات».

وتساءل النائب «القواتي» وسط ذهول رئيس المجلس والنواب: «اين المراقبة والمحاسبة؟ غير موجودة لأن مصرف لبنان لديه علاقات أكبر من ان يتخطاها أحد، ونحن  مشغولون بالضرائب».
ومضى عدوان إلى أبعد من ذلك، إذ كشف انه سيطالب بلجنة تحقيق برلمانية في هذا الملف خلال يومين، طالبا من وزير المال علي حسن خليل، ان يطلعنا على أرباح مصرف لبنان منذ 20 عاما الى اليوم...

وأحدثت قنبلة النائب عدوان «المالية» ارتجاجات في غير اتجاه، فانتقدت الهيئات الاقتصادية على لسان رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمّد شقير موقف النائب «القواتي» ورأى فيه ضرب للاقتصاد، واصفاً اياه، بأنه ليس وليد الصدفة، بالتزامن مع وجود حاكم مصرف لبنان في الولايات المتحدة الأميركية والذي سارع من هناك لإصدار بيان ردّ فيه على نائب الشوف عن حزب «القوات»، مشيرا إلى انه لم «تمضِ أي سنة لم يقدم فيها مصرف لبنان قطع الحساب السنوي».

وبانتظار ما سيتردد من أصداء على لسان نواب المعارضة اليوم، والرئيس فؤاد السنيورة، ورد وزير المال، اتخذ الرئيس نبيه برّي قرارا باختصار الجلسات والاسراع بإقرار الموازنة، بعدما تحوّلت الجلسات إلى «سوق عكاظ» نيابية، تتناول كل شيء الا أرقام الموازنة وأبوابها.

وكان الرئيس برّي رفع قرابة التاسعة والدقيقة 25 من مساء أمس، أولى الجلسات الثلاث للموازنة، واعداً باختصارها اليوم في جلسة ثانية واخيرة يفترض ان يتحدث فيها 17 نائباً، يتوقع ان يكون آخرهم الرئيس فؤاد السنيورة، قبل ان يتولى وزير المال علي حسن خليل الرد على مداخلات النواب، الذين تحدث منهم في الجلسة الأولى 18 نائباً ايضا صباحا ومساء.

وسبق الشروع في مناقشة الموازنة، جلسة سريعة لم تستغرق أكثر من عشر دقائق، أعاد خلالها المجلس انتخاب مطبخه التشريعي، من دون تغيير يذكر سوى في مقعد النائب خالد زهرمان في لجنة الشباب والرياضة الذي صودف وجوده في ثلاث لجان خلافا للنظام الداخلي فحل مكانه النائب ايلي عون.


"الأخبار": المشنوق يحرج الحريري

على صعيد آخر، بدا اعتراض الوزير نهاد المشنوق على احتمال تصويت لبنان لقطر في اليونسيكو، إحراجاً للرئيس سعد الحريري، في ظلّ الضغوط السعودية على الأخير لتغيير سياساته تجاه حزب الله والرئيس ميشال عون. وفيما هاجمت القوات اللبنانية السياسات المالية والاقتصادية وطالت يسهامها رئيسي الجمهورية والحكومة، استؤنف استدعاء سياسيي 14 آذار الى الرياض، وآخرهم الوزير السابق أشرف ريفي، فيما غادر النائب وليد جنبلاط الى وجهة غير محددة يرجح أن تكون السعودية

بعد التوتّر الذي خلّفه التراشق بين وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل، على خلفية التصويت اللبناني في انتخابات منظمة اليونيسكو الأسبوع الماضي، سادت أجواء من التهدئة أمس بين الطرفين، دفعت بباسيل إلى التأكيد أن لبنان لم يمنح صوته لقطر ضد مصر، مشيراً إلى أن «لبنان أبعد نفسه عن المشكلة كما ينص البيان الوزاري، بعد أن عجز عن تأمين التوافق العربي».

إلّا أن التهدئة بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل الذي برز المشنوق فيه كأعلى صوتٍ ضدّ سياسات باسيل الخارجية، لم تمنع وزير الداخلية من تكرار مواقفه على قناة «أو تي في» أمس. وبعد أن حيّد رئيس الجمهورية ميشال عون، أكّد «أنني لم أتشاور مع الرئيس الحريري في الموضوع»، منتقداً موقف الحريري من دون أن يسمّيه: «أنا أقول رأيي في مشكلة سياسية أراها أمامي. هذه المشكلة لا تعالج بالكلام الشخصي، ومن لا يرى أن هناك مشكلة لا يرى جيداً حتى لو كان من فريقي السياسي.
السياسة الخارجية تعني كل الحكومة، ولا تعني جهة واحدة ولا وزيراً واحداً فقط». وعن تصويت لبنان في اليونيسكو لفت الى أنه قال في تصريحه عبارة «إن ثبت الأمر»، في إشارة إلى احتمال دعم لبنان لقطر.

وفي حين يبدو الحريري وعون غير معنيّين بالتراشق الإعلامي بين باسيل والمشنوق، علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة منزعج من موقف وزير الداخلية بسبب الإحراج الذي قد يسبّبه له في السعودية ومصر، خصوصاً بعد تأكيد وزير الخارجية أن تصويت لبنان في اليونيسكو جرى بالتنسيق مع عون والحريري.

وفي ظلّ ازدياد الضغوط السعودية والإماراتية على الحريري لدفعه إلى مواجهة مواقف عون وحزب الله، يتواصل موسم «الاستدعاءات» لسياسيين لبنانيين الى الرياض. وعلمت «الأخبار» أن آخر المستدعين الوزير السابق أشرف ريفي الذي يتوجه الى السعودية اليوم. وفي حين كان من المفترض أن يزورها الحريري الأسبوع الماضي، غادر النائبان وليد جنبلاط ووائل أبو فاعور بيروت أمس من دون أن تعرف وجهة سفرهما. إلّا أن أكثر من مصدر رجّح أن يكونا قد توجّها إلى السعودية، علماً بأن جنبلاط كان قد أكّد سابقاً أنه يفضّل أن يلبّي الدعوة بعد زيارة الحريري إلى المملكة وليس قبلها.

وفيما استمرت الردود على باسيل بعد مواقفه بشأن مصالحة الجبل، بعد أن كرّر أمس مواقفه ذاتها التي أطلقها في رشميّا، تولّى حزب القوات اللبنانية، بعد الحزب الاشتراكي، الرّد على تصريحات وزير الخارجية، فوصف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع المصالحة بأنها «أهم خطوة حصلت في آخر 50 عاماً»، وأن «المكان الوحيد الذي حصلت فيه مصالحة حقيقية هو في الجبل وبمبادرة طيبة من الطرفين اللذين كانا على علاقة بها، وهما الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، تحت مظلة كبيرة هي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، فمن يُقاتل هو من يُصالح».

ردّ جعجع على باسيل، واكبه هجوم لنائبَي القوات أنطوان زهرا وجورج عدوان في جلسة مجلس النواب أمس؛ فأشار الأول الى أن «التعلم من التاريخ ليس نبشاً بالتاريخ وقبوره»، فيما شنّ الثاني هجوماً لاذعاً على السياسات المالية والاقتصادية في البلاد، وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رامياً بسهامه صوب عون والحريري معاً، على خلفية التشكيلات القضائية وصفقة الكهرباء، وملمّحاً إلى أن هناك من يحاول إقالة «رئيس دائرة المناقصات لأنه ينفذ القانون».

2017-10-18