ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: دعوة للحوار من العبادي الى حكومة إقليم كردستان.. وعين الولايات المتحدة على وادي الفرات

الصفحة الأجنبية: دعوة للحوار من العبادي الى حكومة إقليم كردستان.. وعين الولايات المتحدة على وادي الفرات

دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حكومة إقليم كردستان لإجراء حوار يقوم على اعتراف حكومة إقليم كردستان بسلطة الدستور العراقي، وذلك في مقالة نُشرت في صحيفة "نيويورك تايمز".

وتضمنت مقالة العبادي رفضًا قاطعًا لانفصال إقليم كردستان عن العراق، وتوجيه دعوة الى دول خارجية بتقديم دعم للعراق يركز أكثر على الاقتصاد بدلًا من الأمن.

وفي السياق نفسه، رأى باحثون أميركيون متخصّصون بالملف العراقي أن التطورات الأخيرة في العراق تبيّن بأن إيران هي الحليف الذي لا غنى عنه وليس الولايات المتحدة، فيما أشارت التقارير الى أن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب من العراق حتى بعد هزيمة "داعش" ميدانياً.

دعوة العبادي

كتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مقالة نشرها صحيفة "نيويورك تايمز" شدد فيها على أن الاستفتاء الكردي في العراق حول انفصال إقليم كردستان "غير شرعي"، ويخالف بشكل مباشر الدستور العراقي، واصفاً هذه الخطوة بأنها "تقسيم متعمد".

وقال العبادي إن أسوأ ما في الأمر أن الاستفتاء يشجع بقايا تنظيم "داعش"، وأن الإجراءات "الأحادية التي تنتهك القانون" تهدد استقرار البلد باكمله وبالتالي فهي تهدد جيران العراق أيضاً، وأكد أنه كرئيس وزراء للعراق من واجبه العمل وفقاً للدستور لحماية كل شعب العراق وإبقاء البلد موحداً، مشيراً الى أن الحكومة العراقية ومن أجل تحقيق ذلك أعادت بسط السلطة الفدرالية على المناطق الحدودية وصادرات النفط والارباح الجمركية.

العبادي تابع أن إعادة نشر القوات العراقية في كركوك ومناطق آخرى في شمال العراق ينسجم مع هذه المقاربة، مؤكداً على أن إرسال القوات العراقية الى هذه المناطق لم يكن هجوماً على المواطنين الاكراد أو على مدينة كركوك، بل كان عبارة عن عملية عراقية فدرالية تهدف الى استعادة السلطة الفدرالية على المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة حتى عام 2014.

وأضاف العبادي إن حكومة إقليم كردستان على حافة الافلاس بعد أعوام من صفقات بيع النفط "غير الدستورية" والفساد الناتج عن ذلك، مشدداً على أن ذلك هو نتيجة فساد عدد قليل من المسؤولين الاكراد "و عائلاتهم"، معرباً عن نية حكومته إصلاح مشكلة التوزيع غير المنصف للموارد الطبيعية والسعي لوقف الفساد في إقليم كردستان وحماية الناس هناك وفي كل مناطق العراق.

وشدد على أن العراق وكما وقف موحداً لهزيمة "داعش"، عليه اليوم إظهار هذا الموقف الموحد لمواجهة التحديات المقبلة والتي قال إنها تتمثل باعادة إعمار بلد ديمقراطي حيث يستطيع كل مواطن الحصول على الحماية الكاملة من قبل الدولة، لافتاً الى أن إعادة الخدمات الى المدن وبناء المجتمعات هو عمل لا يستطيع العراق القيام به لوحده، وبلاده بحاجة الى الاستثمار والتمويل ليس فقط كي تتعافى و انما كي تزدهر.

كما لفت العبادي الى ضرورة منع تجذر الخلافات مجدداً، وحث القيادة في كردستان العراق على "العودة الى رشدها"، مؤكدًا أن العراق لم ولن يعترف بما وصفه "إجراءات أحادية" غير دستورية من قبل القليل "ضد ارادة البلد"، وعلى ضرورة "وضع الارباح الشخصية جانباً" من أجل ضمان ازدهار العراق.

ووجه العبادي دعوة باسم الشعب العراقي الى حكومة إقليم كردستان للاعتراف بسلطة الدستور والدخول في حوار على هذا الاساس.

العبادي قال أيضًا إن الحكومة الفدرالية تبحث عن دعم و تعاون مستمر من قبل "الشركاء الدوليين"، وحث القوى الاقليمية وأطراف خارجية آخرى على عدم التدخل في شؤون العراق، مشدداً على ضرورة أن يكون العراق قادراً على إظهار نضوجه من خلال الاستفادة من "الهياكل الديمقراطية" لتسوية الخلافات الداخلية.

أما على المدى المتوسط، فقال رئيس الوزراء العراقي إن المجتمع الدولي يمكنه أن ينتقل من توفير الدعم "الذي يرتكز على الامن" الى توفير الدعم "الذي يرتكز على الاقتصاد"، مثنياً على أهمية المبادرات التي تبني الحكم المحلي الفعال والديمقراطي، بما في ذلك بالمنطقة الكردية.

الصفحة الأجنبية: دعوة للحوار من العبادي الى حكومة إقليم كردستان.. وعين الولايات المتحدة على وادي الفرات

*صعود إيران وتراجع أميركا

من جهتها، كتبت "Emma Sky" وهي صاحبة مؤلفات معروفة حول العراق والتي عملت كمستشارة لادارة جورج بوش الابن في العراق، مقالة نشرت على موقع "Defense One" رأت فيها أن رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود برزاني غامر بإجراء الاستفتاء حول انفصال كردستان، ولم تأتِ هذه المغامرة بالنتيجة التي كان يريدها.

وقالت الكاتبة إن برزاني اعتقد أن الاستفتاء سيوحد الاكراد ويبعد الأنظار عن كونه بقي في السلطة بعد انتهاء ولايته القانونية، وأن الاستفتاء سيحميه أيضاً من الشكاوى حول الفساد وسوء الادارة بحكومة اقليم كردستان، مشيرةً الى أن برزاني لم ينتبه الى أن خصمه الاساس المتمثل بالاتحاد الوطني الكردستاني سيعمل على إضعافه من خلال إبرام صفقة مع الحكومة العراقية تسمح لقوات الامن العراقية بدخول مناطق كردية دون أي مواجهة.

ولفتت الكاتبة الى الموقف الذي أعلنته الولايات المتحدة بعدم الوقوف مع أي طرف في النزاع الحاصل بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، مضيفةً إن واشنطن غاضبة من برزاني كونه أمضى باجراء الاستفتاء رغم تحذيراتها، وأن واشنطن تصر على ضرورة إبقاء الجهود مركزة على محاربة داعش.

وتابعت الكاتبة أنه وللوهلة الاولى يبدو أن ما حصل كان نجاحاً لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لافتة الى أن أميركا تريد فوز العبادي بالانتخابات العام المقبل، وأن إيران تثبت لكل اطراف المنطقة أنها هي الحليف "الذي لا غنى عنه"، وليس الولايات المتحدة.

وتحدثت عن قيام إيران بتأمين الممرات في العراق وسوريا ولعب دور الوسيط بين المجموعات المختلفة على الارض،"بينما تحتل الولايات المتحدة مساحة تتقلص أكثر فاكثر"، بحسب تعبير الكاتبة نفسها.

وأضافت "Emma Sky" إن ايران تلعب الدور الاساس وتساهم في ابرام صفقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة العراقية، واستبعدت أن يلعب الاميركيون اي دور وساطة في الموضوع الكردي في العراق.

وأشارت الكاتبة الى أن الدور الذي تلعبه إيران لن يجلب الاستقرار الى المنطقة، بحسب تعبيرها، مضيفةً إن دور إيران سيهزم مصالح أميركا وحلفائها في حال استمر، لافتة الى أن إيران وحلفاءها وفي حال "تركو" فانهم سيدخلون في صدام مع "إسرائيل"، وبالتالي ستكون الولايات المتحدة حينها مضطرة الى التحرك.

*لا انسحاب أمريكي من العراق

نشرت مجلة "Foreign Policy" تقريراً أشار الى أن خسائر "داعش" الميدانية في العراق لا تعني أن الولايات المتحدة ستقوم بسحب قواتها التي أرسلت الى هذا البلد تحت ذريعة محاربة "داعش".

وقال التقرير إن وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" تريد إبقاء القوات الاميركية في العراق "من أجل دعم و تدريب القوات العراقية" ومن أجل التصدي للتهديد الارهابي، بحسب تعبير التقرير.

وأشار التقرير الى أنه وفي ظل تراجع التهديد الارهابي، فان الادارة الاميركية لم تضع خارطة طريق دبلوماسية واستراتيجية حول الدور العسكري الاميركي في العراق وسوريا.

ونقل التقرير عن مسؤولين في "البنتاغون" قولهم إن ما يقرب من 6,500 مقاتل من داعش موجودون في شرق سوريا والمنطقة الحدودية مع العراق، كما نقل عن مسؤولين بأن الجهود أصبحت تركز اكثر فاكثر على ملاحقة مقاتلي داعش في شرق الرقة قرب الحدود العراقية، حيث يعتقد أن قادة أساسيين في داعش يختبئون.

كذلك نقل عن مسؤول عسكري أميركي اشترط عدم الكشف عن اسمه قوله إن الولايات المتحدة تخطط للمرحلة المقبلة في وادي الفرات، لكن لا جدول زمني محدد لانتهاء هذه العملية.

2017-10-19