ارشيف من :أخبار لبنانية

الحكم بالاعدام على الشرتوني والعلم ..

الحكم بالاعدام على الشرتوني والعلم ..

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التطورات السياسية والقضائية اللبنانية لا سيما الحكم بالاعدام على حبيب الشرتوني ونبيل العلم في ملف اغتيال الرئيس بشير الجميل.

الحكم بالاعدام على الشرتوني والعلم ..

حكم العدالة صدر ... والتحدي في التنفيذ

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "صدر حكم العدالة في ملف اغتيال الرئيس الراحل بشير الجميل بعد 35 سنة فقضى بالاعدام لمنفذ الجريمة حبيب الشرتوني والمخطط نبيل العلم الذي لم تثبت وفاته المعلنة في العام 2014، وتجريدهما من حقوقهما المدنية. واذا كان فريق سياسي يتغنى بان الغطاء المتوافر للقضاء حاليا هو الذي سمح للمجلس العدلي باصدار حكمه بعد عقبات سياسية منعت ذلك طوال الاعوام الماضية وخصوصا في عهد الوصاية السورية، فان التحدي الاكبر الذي سيواجهه القرار هو في تنفيذه بعد تعهد وزير العدل سليم جريصاتي عبر "النهار" أمس طلب استرداد الشرتوني اينما كان، خصوصاً ان الاخير على تواصل مستمر مع حزبيين واعلاميين لبنانيين وآخر اطلالاته كانت أول من أمس.

مجلس الوزراء

أما حكومياً، فقد نأى مجلس الوزراء بنفسه عن الموضوع، علماً ان صدور الحكم تزامن مع انعقاد الجلسة في قصر بعبدا. وقد جهد المجلس لانجاز عدد من الملفات بعد ضجيج الايام الاخيرة في مجلس النواب، لكن التباين "العوني –القواتي" ظل طاغيا على مجمل الملفات، ولا سيما منها ملف الكهرباء الذي بقي اعتراض وزراء "القوات اللبنانية" الثلاثة، وخصوصاً على المقاربة التي اعتمدت خلافاً للأصول ولقانون المحاسبة العمومية، وأدت الى ما أدت اليه في ادارة المناقصات، وذلك في معرض مناقشة تقرير ادارة المناقصات عن نتيجة فض العروض لشركات استجرار الكهرباء.

البطل حبيب والخائن بشير

بدورها، كتبت صحيفة "الأخبار" أن "حيلة من يعاني ضائقة الفعل اليوم، العودة الى قديمه. هي حال «القوات اللبنانية» وفريقها السياسي، بمن فيهم يتامى الجبهة اللبنانية ما غيرها. ليس لدى هؤلاء اليوم من خطاب، أو شعار، أو أغنية، غير ما يعيدنا الى سنوات الحرب الاهلية. لم يتوقف الزمن عند هؤلاء فحسب، بل توقف العقل أيضاً. لا خيال ولا إبداع حتى في عملية إحياء عصبية دينية أو سياسية أو حزبية".

واضافت "ما من مجد يراه هذا الفريق إلا ما يرونه مجداً، عندما حرقوا البلاد، وقدموها لكل غزاة الكون، من العرب الى الاسرائيلييين الى الاوروبيين والاميركيين. ثم عادوا بعد كل هذا الخراب يتفاخرون بمجدهم ــ جرائمهم، إذ بينما يفترض أنهم يحتفلون أمس بالعدالة التي انتصرت لقضية أكثر رموزهم التصاقاً بالعمالة للعدو، لا يجيدون سوى إرفاقها بالاحتفال بمجازرهم. وهو ما فعلته ستريدا جعجع، عندما قالت إن إعجابها بسمير جعجع نابع من كونه «دعوَس الزغرتاوية»، وهي تتذكر مجرزة إهدن التي هاجم فيها جعجع مع مجموعة من مقاتليه مركز زعامة آل فرنجية، قاتلاً ابنهم طوني وأفراداً من عائلته. تبدو ستريدا في هذه اللحظة مسرورة بإرث يشبه حقيقة «القوات»، ويكشف موروثاً غير منسيّ، فيه ما بقي ثابتاً من عادات وأنماط تفكير لجماعة لم تخرج بعد من عقلها الذي قاد البلاد الى حرب أهلية، يبدو أن هناك من يحنّ الى زمانها!".

العدالة لبشير بعد 35 عاماً... والبواخر إلى إدارة المناقصات مُجدَّداً

من جهتها، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "وأخيراً حقَّ الحقّ، وجاء الحكم بعد سنوات طويلة من الانتظار، بالاقتصاص ممّن اغتالوا رئيس الجمهورية الشهيد الشيخ بشير الجميّل الذي شكّلَ وما يزال ظاهرةً لمن أحبّه، وأملاً لمن آمنَ به وبقضيته، ورسالة الجمع التي أرادها بين جميع اللبنانيين. لقد أنصَف المجلس العدلي الرئيسَ الشهيد وعائلته ورفاقه وكلَّ الشهداء الذين سقطوا معه في ذلك اليوم المشؤوم، وباسمِ الشعب اللبناني قرّر معاقبة القتلة وإصدار حكمٍ غيابي بإعدام حبيب الشرتوني ونبيل العَلم وتجريدهما من حقوقهما المدنية.".

واضافت "لعلّها لحظة جرأةٍ مشهودة للقضاء اللبناني في مقاربة قضية بحجم اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، ولعلّ هذا الحكم الاستثنائي في مضمونه والبالغ الدلالة والمعاني الكبرى في رمزيته، يشكّل فاتحة لجلاء كلّ الحقائق المرتبطة بمسلسل الاغتيالات السياسية التي شهدها هذا البلد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية وطاوَلت شخصيات سياسية ودينية وإعلامية وعسكرية، وبالتالي إصدار الاحكام، وإنزال العقوبات بالقتلة والمجرمين والمحرّضين".

وتابعت "بقدر ما هو حُكم على من اغتال بشير الرمز، فهو في الوقت ذاته، حُكم على من اغتالَ الدولة التي حلمَ فيها بشير، وأرادها دولةً مصانة سيادتها، نظيفة، قوية، قادرة، صاحبة قرارها، يَحكمها العدل والقانون، دولة عنوانُها الثواب والعقاب والرَجل المناسب في المكان المناسب، لقد أرادها الدولةَ التي تشكّل الإطار العام والحاضنة لكلّ اللبنانيين، لا بل الوعاء الكبير الذي يُرمى منه كلّ إرث الحرب المشؤومة، ويستوعب كلّ المكوّنات اللبنانية السياسية والروحية".

 

2017-10-21