ارشيف من :أخبار لبنانية
الشتاء على الأبواب: موجة حفريات تجتاح طرابلس.. والبلدية غائبة

هل كتب على طرابلس أن تبقى تحت رحمة الحفريات والحفر والخنادق؟ سؤال بات يطرح بشكل يومي في عاصمة الشمال، التي تستعد لاستقبال فصل الشتاء وما يرافقه من الأمطار، دون أن تتضح أي صورة لنهاية سعيدة تلوح في الأفق وتخلص المدينة من أكوام الأتربة والغبار التي تجتاحها.
لا شيء يشفع هنا لأبناء المدينة وتجارها، حتى يتخلصوا من أعمال الحفر، فالمشاريع الإنمائية لم تعد تعني لهم شيئا، همهم الوحيد "أن تنتهي ونرتاح"، لسان حال الطرابلسيين يردد دائماً: "متى سنستريح من كل تلك الهموم الجاثية على صدر المدينة، رمال وغبار تجتاح الطرقات والساحات، وزحمة السير تخنق الشوارع، ورمال ستزحف قريباً الى داخل المحلات والبيوت عند أول سقوط للأمطار، من دون أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، أو يكون محطة انتباه للمشرفين على المشروع، فهم غالباً ما يتحججون: "إن أعمال الحفريات تهدف الى إعادة تأهيل البنى التحتية وشبكات مياه الأمطار".
حفريات في طرابلس
لكن هل ستستخدم هذه الشبكات في أيام الصيف؟ فهي حتماً لن تنتهي في هذا الشتاء، وهو ما يتخوف منه أهالي طرابلس، أن تستمر الحفريات على طول الطريق الممتدة من ساحة النور مروراً بسرايا طرابلس ووصولاً الى منطقة البحصاص، ويستمر معها اغلاق الطرقات، وتحويل مسار السيارات على مسرب واحد ما يتسبب يومياً بعجقة سير خانقة، ويمنع أي تسهيلات للمواطنين المتنقلين في المدينة.
صراخات التجار وأصحاب المحلات التجارية لم تعد ترتفع عالياً، فلا آذان تسمع اهات ومشاكل هؤلاء، بلدية طرابلس تغرق بالمشاكل السياسة والشخصية، فمن المسؤول اذن؟ ومن سيعوض علينا خساراتنا التجارية؟ لا أحد يملك الإجابة. أحد التجار ويدعى سليم مكية يقول: "مللنا من الغبار المتطاير الذي يدخل محلاتنا يومياً ويتلف البضائع، فضلاً عن الأصوات المزعجة التي ترافق سير العمل!! نعلم بأن المشروع مهم للمنطقة ولكن نطالب بالإسراع في تنفيذه منعاً للإضرار بمصالحنا"..
حفريات في طرابلس
ويتابع مكية: "مللنا الأسئلة وسلمنا أمرنا لله عز وجل، مهما علت أصواتنا وصراختنا فلن نغير شيئاً، المشروع مستمر ومعاناتنا ستزداد، ومهما وجهنا من مناشدات للمسؤولين سيبقى الحال على ما هو عليه. وكما حال التجار كذلك حال المارة الذين يشتكون من أزمات السير الخانقة، والتي يعلقون فيها لساعات بشكل يومي، وعلى اعتبار أن بلدية طرابلس لا تهتم بشؤون المواطنين، حسب "محمود الأحمد" والذي يعمل سائق تاكسي، يقول "لموقع العهد": "معاناتنا تزداد يومياً، وشرطة البلدية غائبة، وان وُجدت فهي لا تكفي لتنظيم مسارات السير، ويتوجه الأحمد بالشكر للمواطنين الذين يتحولون بشكل يومي الى شرطي سير بديل عن البلدية لتسهيل حركة السيارات في المدينة.
حاولنا التواصل مع رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين لوضعه في الصورة التي يعلمها أصلاً، الا أن هاتفه المغلق منعنا من الوقوف على رأيه، لكن وبحسب مصدر بلدي قال: "إن البلدية غير مسؤولة عن الحفريات، التي ينفذها مجلس الإنماء والإعمار دون الرجوع الينا".
لا شك أن الشتاء سيكون قاسياً على أبناء طرابلس وتجارها وذلك ببركة المسؤولين الغائبين عن هموم المدينة وأهلها، إلا أن السؤال الأهم يبقى: "هل ينتظر المسؤولون فيضانات كارثية للمياه تجتاح الطرقات والشوارع، حتى يتحركوا؟