ارشيف من :أخبار لبنانية
المخدرات في المدارس .. الوقاية قبل العلاج!

تصوير: موسى الحسيني
لا يمكن لأحد أن يقول اليوم إن ولده، ابن العشر سنوات، آمنٌ من المخدرات! فكل أساليب الوقاية في الحيّ أو الشارع أو الأصدقاء لا تنفع، ما دام ولدك قد يبدأ مشواره في "التعاطي" من المدرسة. ولأن "من شبّ على شيء شاب عليه"، سينتهي بولدك الأمر كمدمن: التورط بالترويج ثم الانتحار أو السجن.
وقايةً لطلاب المدارس، وتحت عنوان "معاً نحو مجتمع خالٍ من المخدرات"، توحدت جهود وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة الصحية الإسلامية وبلدية الغبيري. في إطار ورشة عمل شاملة بمشاركة عشرات المدارس من منطقة الغبيري، وجمعيات متخصّصة بمكافحة المخدرات وفنانين وناشطين.
وبالإضافة الى الشق النظري من الورشة (مخاطر المخدرات .. الأثر على المجتمع)، قدمّ القيمون على العمل نموذجاً جديداً. بعد عرض فيلم صغير، تابع الحضور مشهدًا تمثيليًّا بامتياز، قدمه الممثل محمد خميس وفريق من شرطة البلدية. عرض قصير لم تتجاوز مدته الخمس دقائق، أظهر اسباب الإدمان ومصيره ومخاطره. وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري اعتبر خميس ان لمثل هذه المشهديات اثراً فعلاً على الافراد، مشيراً انه لاحظ هجم الصدمة التي يصاب بها البعض عند مقاربته حال المدمن.
واستمرت الورشة في تقديم المواد والتعريف بأنواع المخدرات، خاصة غير المتعارف عليها. ولمزيد من التوضيح، قدمت الورشة عيّنات لكل مدرسة للتعرف بشكل ملموس إلى انواع المخدرات وطرق تمييزها والعوارض التي تظهر على المدمن.
مديرة البرنامج الوطني للوقاية من الادمان أميرة ناصر الدين أوضحت اهمية التكاتف مع البلديات والجمعيات في تفكيك معضلة المخدرات. وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري اعتبرت ناصر الدين ان البلدية هي "العين القريبة" للمجتمع من أي طرف، وهي الأكثر فعالية في المعالجة.
ناصر الدين اكدت ان مشروع البرنامج الوطني لا يقف عند حدود معالجة المدمن، بل إعادة دمجه مع مجتمعه، مضيفة "عملنا قبل الإدمان، وهو الوقاية، وعند الإدمان أي في العلاج، وبعد الإدمان في الإرشاد والمساندة".
بدورها، أكدت مديرة مديرية الصحة النفسية في الهيئة الصحية الإسلامية ريما بدران الاستعداد للتوسع في العمل داخل المدارس، مشيرةً في حديث لموقع "العهد" الإخباري، الى ان الانطلاقة اليوم من مدارس منطقة الغبيري وبعدها الى كافة المناطق.
المستشارة الإعلامية لبلدية الغبيري سوزان خليل، اكدت ان مكافحة المخدرات في المنطقة يأتي ضمن برنامج عمل البلدية التي تولي اهتمامًا خاصًا به. وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري اعتبرت خليل ان ورشة العمل هدفها الاساس إنشاء رابط بين المدارس والبلديات لتتمكّنا لاحقًا من التنسيق بينهما بطريقة مباشرة على ان ترعى البلدية فيما يتوجبّ عليها.
ولفتت خليل الى أن ورشة العمل ستستتبع بسلسلة نشاطات أخرى هدفها تفعيل البرامج الوقائية من المخدرات في المؤسسات التربوية التعليمية.