ارشيف من :أخبار لبنانية
الروائح الكريهة والحشرات تغزو طرابلس بسبب جبل النفايات الآخذ بالتمدد

منذ ما يقارب 17 عاما، أقر اتحاد بلديات الفيحاء انشاء مكب مؤقت للنفايات على مساحة تبلغ 60 ألف متر مربع، عند شاطئ الميناء وفي جوار مصب نهر أبو علي، وكلفت شركة لافاجيت بنقل النفايات الى داخله، لمدة سنتين فقط، وهي المهلة الكافية لانهاء انشاء معمل فرز النفايات.
مرت السنوات، وجدد العقد لمدة عشر سنوات ونصف على أن لا يبلغ ارتفاع كمية النفايت أكثر من 20 متراً، الا أنه بات اليوم يتخطى ارتفاعه الـ65 متراً، وباتت روائحه الكريهة تغزو معظم الأحياء في طرابلس. وبحسب البنود الواردة في العقد، فإنه يلزم الشركة المتعهدة انشاء مطمر صحي للنفايات في طرابلس، واستخدام أساليب الطمر الحديثة والصحية، على ان يحول الى حديقة عامة بعد مرور سنتين.
لا حديقة عامة ولا عمليات الطمر الصحي نفذت، ومكب النفايات باق ويتمدد، حتى تحول الى ما يشبه القنبلة الموقوتة، لا يعرف متى ستنفجر، وفي أي وقت، وباتت سمومه لا تطاق، حيث بدأ أبناء المدينة منذ عشرة أيام يشعرون بالروائح الكريهة التي غزت الشوارع والساحات ودخلت البيوت والمنازل دون استئذان.
تشير الدراسات الأولية التي وضعت قبيل اقرار مكب النفايات في طرابلس، الى أن "المكب لا يمكنه تحمل أكثر من 50 طن يومياً، وانطلاقاً من ذلك، تم انشاء حائط دعم من الاسمنت، كحد فاصل بين المكب وشاطئ البحر. الا أن المصيبة الكبرى المتوقعة، هو أن يتلاشى هذا الحائط بفعل مياه البحر، والكميات الكبيرة التي تتخطى 500 طن يومياً، وترمى داخله."
وبحسب مصادر كشفت "للعهد" :" أن تشققات واضحة بدأت تظهر في الجدار وهو ما ينذر بكارثة بيئية على غرار التي وقعت في صيدا، حينها، حتماً ستجتاح النفايات بحر طرابلس".
جبل النفايات
في السابق ، كانت الروائح الكريهة تقتصر على منطقة محددة في طرابلس، بالقرب من المرفأ أو ما يسمى المحجر الصحي، الا ان ارتفاع حدة الروائح دفع الطرابلسيين للسؤال، والانتفاضة مجدداً بوجه البلدية لمنع الامراض من الوصول الى اجسادهم واجساد أبنائهم.
ولكن كعادتها، تنفي بلدية طرابلس المسؤولية عن نفسها، وتلقيها على اتحاد الفيحاء ومجلس الانماء والإعمار
وكشفت مصادر في بلدية طرابلس " لموقع العهد" عن مصادر تلك الروائح، والتي تأتي من معمل الفرز الملاصق لمكب النفايات، والذي افتتح منذ 6 أشهر، وهي ناتجة عن اعمال التسبيخ والتخمير الهوائي وتخزين المواد المخمرة في الباحة الخارجية المكشوفة على الطريق."
ويتابع المصدر"يعمل المكب منذ سنين ولم تصدر سابقاً مثل هكذا روائح .. ولكن وبفعل العوامل الطبيعية، من رياح وحرارة مرتفعة، تسببت في انبعاث روائح كريهة، من معمل الفرز الملاصق للمكب، وهي نتيجة لما يسمى بعملية التخمير في الهواء التي تعد ذات أضرار صحية وبيئية خطيرة، كذلك فإن رمي النفايات على مسافةٍ طويلة، لتقليبها واستخراج السماد العضوي تزيد من كميات الروائح وانفعالاتها، وكل ذلك دون الاخذ بعين الاعتبار للنتائج الكارثية التي تنتج عنها، من هواء مسموم ينتشر في مختلف أنحاء طرابلس والشمال."
بالاضافة الى ذلك، باتت ما يسمى منطقة الحجر الصحي في طرابلس منطقة موبؤة كلياً، نتيجة الأعمال التي تمارس بحق البيئة من طمر اللحوم وجلود الحيوانات وفضلاتها ، بطرق غير صحية.
من الواضح أن ارتفاع حدة المطالبات في الشارع الطرابلسي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أعادت فتح قضية المكب أمام الرأي العام، وهي ستنتج تحركات جدية قريبة، للسعي لازالة هذه الجرثومة الجاثمة على صدر المدينة، وبحسب المعلومات، "من المتوقع ان تبدأ تحركات واعتصام مطلع الأسبوع المقبل من أمام بلدية طرابلس للمطالبة بإيجاد حلٍ بديلٍ من جبل النفايات ، فهل ينجح الطرابلسيون في التخلص من هذه المصيبة قبل فوات الأوان ؟؟