ارشيف من :أخبار عالمية

تشيني يكشف خيبته من بوش

تشيني يكشف خيبته من بوش
في الأسابيع الاولى التي تلت انتهاء ولايته الثانية في منصب نائب الرئيس الاميركي، دخل ديك تشيني في معركة علنية مع خطة العمل «اليسارية» التي طرحها القائد الجديد للأمة، باراك اوباما. لكن فيما بدأت مذكراته تخرج الى العلن، ظهرت «جبهة قتال» جديدة، «يحارب» فيها تشيني شريكه في البيت الابيض لثماني سنوات، جورج بوش.
خيبة أمل تشيني من الرئيس السابق، وجدت، بحسب صحيفة «واشنطن بوست»، صورتها العلنية مؤخرا في واحدة من المحادثات غير الرسمية التي يخوضها لمناقشة مذكراته مع دبلوماسيين، وخبراء سياسيين، وزملاء سابقين. كالعادة، هو يستمع اكثر مما يتحدث. لكنه قرر ان يقلب هذه المسألة عندما طلب منه التحدث عما «يندم» عليه.
يقول احد المشاركين في المحادثات «خلال ولايته الثانية، شعر (تشيني) بأن بوش يبتعد عنه». ويوضح «قال ان بوش تأثر برد الفعل العام وبالانتقادات التي كان يتعرض لها.. أصبح اكثر تشددا تجاه نصائحه، واظهر استقلالية لم يتوقعها تشيني.. كان من الواضح ان عقيدة تشيني (لا تعتذر أبدا؛ لا تشرح أبدا) أُضعفت، وان بوش اتجه نحو فكرة المصالحة».
يحافظ الرجلان، بحسب مقربين منهما، على «روابط محترمة»، ويتحدثان عبر الهاتف من حين الى آخر، رغم انهما لم يكونا بمثابة صديقين مقربين خلال سنوات عملهما معا. غير ان هناك «لسعة» في انتقادات تشيني، لانه يعتبر التنازل للرغبة الشعبية، ضعفا أخلاقيا. وبعد سنوات من الإشادة ببوش كرجل حلول، يعلن تشيني اليوم، انه تبين ان الرئيس السابق، مجرد سياسي عادي، لا اكثر.
يقول جون هانا، مستشار تشيني السابق، ان الجديد لدى نائب الرئيس، هو استعداده للإقرار بـ «شكوك حيال سياسات اميركية رئيسية خلال السنوات الاخيرة»، التي تشمل ولاية بوش الثانية. ورأى هانا ان «هذه ليست مسائل بسيطة.. انها امور تتعلق بشكل أساسي بعقلية تشيني، هو يشعر بانه يحمل واجب إنقاذ البلاد من الخطر».
لكن ما لن يقوم به تشيني بالتأكيد، بحسب العائلة والأصدقاء، هو ان «يكسر صمت عمر» حيال مشاعره، رغم خلافاته مع بوش، التي بدت «شخصية» في أغلب الاحيان، مثل الاختلاف في نظرتيهما الى وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد والمسؤول السابق في البيت الابيض لويس «سكوتر» ليبي. وقد ابلغ تشيني مقربين منه مؤخرا، انه ليس مهتما بـ «التحدث في تفاصيل شخصية»، كما ينوي بوش. وقال احد هؤلاء «هو يكره الى حد ما كلمة: شخصية».

صحيفة السفير
2009-08-14