ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: دول الخليج لا تساهم بمحاربة ’داعش’.. وأميركا تتبع سياسة خاطئة

الصفحة الأجنبية: دول الخليج لا تساهم بمحاربة ’داعش’.. وأميركا تتبع سياسة خاطئة

علي رزق

كرّر وزير الحرب الأميركي "Ashton Carter" اتهاماته لدول الخليج بأنها لا تساهم بشكل كبير في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً استحالة هزيمة "داعش" اذا بقيت هذه الدول على الحياد، وفق رؤيته.

هذا وشدّد مسؤول استخباراتي أميركي سابق على أنّ "واشنطن لديها سياسة ثابتة تجاه الشرق الأوسط، وهي مستمرة منذ عقود، لكنه قال في الوقت نفسه "إن هذه السياسة أثبتت فشلها".

من جهة أخرى، حث باحثون يعملون في مراكز دراسات -مقربة من إدارة ترامب- الإدارة الاميركية على البقاء في سوريا والعراق بعد هزيمة "داعش" عسكرياً "من أجل التصدي لإيران".

مطالبة دول الخليج بلعب دور أكبر في محاربة "داعش"

بدوره، كتب وزير الحرب الاميركي السابق "Ashton Carter" تقريراً نشر على موقع "Defense One" قال فيه "لم يعد بإمكان تنظيم "داعش" الادعاء بأنه يملك دولة، وإن شعوب منطقة الشرق الاوسط ولأول مرة منذ أعوام يمكنها أن تحلم بمستقبل خال من هذا التنظيم الارهابي".

 

الصفحة الأجنبية: دول الخليج لا تساهم بمحاربة ’داعش’.. وأميركا تتبع سياسة خاطئة

الصفحة الأجنبية

 

وشدّد "Carter" على أنّ" التحدي الآن يكمن بعدم السماح لما أسماه "الانقسامات الاقليمية السياسية" بأن تقوض النصر ضد "داعش"، كما أضاف بأنّ" الاستفتاء في اقليم كردستان مثير جداً للقلق، وبأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فعل الصواب من خلال منع الخلافات الداخلية من أن تؤدي الى تلاشي الوحدة العراقية التي قال انها كانت ضرورية من أجل هزيمة "داعش"".

كذلك شدد الكاتب على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة بغداد وأربيل على وضع خلافاتهما جانباً من أجل ايجاد أرضية مشتركة.

أما بالنسبة إلى دول الخليج، فقد أكد الكاتب ضرورة أن تقوم بالمزيد في محاربة "داعش"، مشيراً الى أن هذه الدول لم تساهم بشكل كبير في هذه المعركة.

وتابع بأنه" حث قادة دول الخليج على المشاركة بشكل أكبر في محاربة "داعش" خلال الاجتماعات التي عقدها معهم، لكنه لفت الى أنهم دائماً ما كانوا يقدمون الاعذار والتي مفادها أن الوقت ليس مناسباً.

عقب ذلك، شدّد "Carter" على أنه" لا يمكن الحاق هزيمة دائمة بـ"داعش"، بينما تجلس القوى الاقليمية جانباً"، وعلى أنّ دول الشرق الأوسط يجب أن تضع الخلافات الطائفية جانباً من أجل منع صعود تهديد متطرف جديد.

واشنطن لديها سياسة ثابتة تجاه الشرق الاوسط لكنها سياسة خاطئة

كتب المسؤول السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) المدعو "Graham Fuller" مقالة نشرت على موقع "LobeLog" اعتبر فيها أن" ما يقال عن عدم وجود سياسة لدى أميركا تجاه الشرق الاوسط يعكس تحليلًا خاطئاً، وأنّ واشنطن بالفعل لديها سياسة ثابتة تجاه المنطقة ولكنها سياسة "خاطئة".

وأوضح الكاتب أنّ" السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط سواء في حقبة ترامب أو أوباما أو بوش الابن أو بيل كلنتون وحتى في حقبة من سبقهم من رؤساء أميركيين، إنما كانت تعكس بالإجمال مواقف سياسية استراتيجية ثابتة".

وعدّد الكاتب أهم سمات هذه السياسة الثابتة، مشيراً أولاً الى أن "واشنطن توافق على كل ما ترغب به "إسرائيل" تقريباً(بحسب تعبير الكاتب نفسه)، ولفت الى أن موضوع دعم "إسرائيل" غير قابل للنقاش خوفاً من إغضاب اللوبي الصهيوني في أميركا وبالتالي توجيه تهمة معاداة السامية.

وثانياً يتحدّث الكاتب عن معارضة أميركا لكل ما تقوم به إيران وكذلك السعي الى إضعافها، وذكّر في الوقت نفسه بأن ذلك يمثل أيضاً موقفاً "اسرائيلياً".

أما السمة الثالثة، في السياسة الأميركية تجاه المنطقة -بحسب الكاتب- فتتمثل بمعارضة أي شيء تقوم به روسيا والسعي الى إضعاف موقفها في المنطقة.

وبالنسبة الى العامل الثالث الذي تتسم به السياسية الأميركية تجاه الشرق الأوسط، قال الكاتب "إنّه يتمثل بالقضاء على الجماعات الراديكالية إما بشكل أحادي أو عبر الوكلاء، على حد قول الكاتب.

كذلك تحدّث الكاتب عن سياسة أميركية داعمة للسعودية في كل الملفات تقريباً، مشيراً الى أنّ هذا الدعم يأتي على الرغم من أنّ السعودية "مسؤولة عن تصدير التفسيرات الأكثر راديكالية وخطورة وبشاعة للإسلام وأنها المروج الأساس للمعتقدات الإسلامية المتطرفة في العالم الاسلامي"، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

ومن العوامل الأخرى التي عددها الكاتب هي الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي في الشرق الاوسط ومنطقة يوروآسيا، وأيضاً إبرام صفقات بيع السلاح الى الحد الاقصى من أجل كسب الارباح والنفوذ.

وتابع الكاتب "إن من السمات الأخرى للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط هي دعم أي نظام بهذه المنطقة بغض النظر عما اذا كان نظامًا مستبدا ام لا، طالما إنه يدعم الاهداف والسياسات الأميركية في المنطقة.

وحول ما يقال عن "حماية تدفق النفط"، نبه الكاتب الى أن تدفق النفط نادراً ما كان مهددًا والى ان الدول الأكثر استهلاكاً للنفط مثل الصين واليابان وكوريا يجب عليها تحمل هذا العبء، لافتاً في المقابل الى أن الولايات المتحدة تريد أن تتحمل هذا العبء من أجل تبرير التواجد العسكري الأميركي الدائم في الخليج.

أما حول ما يقال عن قيم أميركية مثل دعم الديمقراطية وحقوق الانسان، فأشار الكاتب الى أن أميركا تدعم هذه الأهداف فقط، عندما لا تصطدم بالأهداف الأخرى المذكورة والى أنها عادة ما تصطدم بهذه الاهداف.

بناء عليه، عاد الكاتب وأكد أن كل ذلك يبدو بأنه يشكل سياسة أميركية واضحة تتبعها واشنطن منذ عقود، وقال "انها تعكس "اجماع واشنطن".

غير أن الكاتب لفت الى فشل أميركي بهذه السياسات، ورأى أن من مصلحة أميركا التخلي عما يسمى "عملية السلام" بين الفلسطينيين والصهاينة، وأن "عملية السلام" هذه دائماً ما شكلت غطاء لكيان العدو كي يقوم بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وطرح في المقابل سماح الولايات المتحدة للمجتمع الدولي والامم المتحدة بأن تلعب الدور الأساس في إجبار "إسرائيل" على الالتزام بالمبادئ الدولية.

وبالنسبة لروسيا، أشار الكاتب الى أنها أصبحت اقوى وأكثر أهمية في الشرق الاوسط اليوم منذ أيام الاتحاد السوفييتي، وقال "إن موسكو تتفوق على واشنطن في كل نواحي اللعبة السياسية منذ الحادي عشر من أيلول"، أما نفوذ واشنطن فاعتبر الكاتب أنه يتقلص وأن تصميم اميركا على التفوق المطلق حول العالم يقوم على اقصاء أي دور روسي بارز في القضايا العالمية، الا أنه لفت في المقابل الى وجود الكثير من المجالات التي يمكن أن تتعاون حولها واشنطن وموسكو في حال تخلت أميركا عن مقاربة "اما غالب أو مغلوب" (في تعاطيها مع روسيا).

الكاتب رأى كذلك أن ايران قد خرجت كالمنتصر الكبير نتيجة السياسات الأميركية في المنطقة (على حد قوله)، وأن ذلك يتناقض والأهداف الأميركية المعلنة.

وحول محاربة الجماعات الراديكالية المتطرفة، شدد الكاتب على أن" العمل العسكري الاميركي المستمر يساعد في تفسير وجود ونمو هذه الجماعات، بدءا بالدعم العسكري الاميركي لما يسمى "المجاهدين" في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي، مروراً بتدمير بنية الدولة والبنية الاجتماعية في دول مثل العراق وأفغانستان وليبيا والصومال وحتى في سوريا واليمن.

أما الحل، فقال الكاتب "إن سحب القوات الاميركية وإغلاق القواعد العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط مروراً بآسيا ستشكل بداية لتهدئة الأوضاع"، وأضاف بأن" السياسات السعودية التي تعتبر إيران مصدر كل مشاكل المنطقة هي خاطئة وتتجاهل "الجذور الحقيقية لمشاكل المنطقة"، والتي قال "إنها تتمثل بالحروب المستمرة، والاضطرابات الانسانية والاقتصادية، ووجود ملوك ورؤساء يبقون في السلطة الى أمد الحياة، إضافة الى غياب أي دور للشعب فيما يخص شكل الحكم.

الكاتب نبه الى أن "عسكرة" السياسة الخارجية الأميركية ليست السبيل المناسب لحل مشاكل المنطقة "التي تتطلب الدبلوماسية والتعاون الوثيق مع كل القوى الاقليمية"، الا أنه اعتبر في المقابل أنّ" السياسات الاميركية المتبعة تشبه أكثر فأكثر سياسات الامبراطورية الرومانية في آخر أيامها.

كما رأى الكاتب أن من أسباب تقليص نفوذ أميركا في الشرق الاوسط هو فشل المقاربة العسكرية.

وبينما قال "إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يفاقم هذه المشكلة، اعتبر أيضاً أن ترامب هو محصلة طبيعية لعقود من السياسات الأميركية الفاشلة.

عقب كل ذلك، شدّد الكاتب على أن" القول بأن الولايات المتحدة تفتقد الى سياسة تجاه الشرق الاوسط لا يؤدي سوى الى "إخفاء المشكلة"، وكرر القول "إن الولايات المتحدة لديها سياسة واضحة لكنها السياسة الخاطئة".

مطالبة إدارة ترامب بالبقاء في سوريا والعراق بعد هزيمة "داعش" لـ"التصدي لإيران"

كتب "James Phillips" وهو باحث بمؤسسة "Heritage" (وهو مركز دراسات مقرب جداً من إدارة ترامب) مقالة نشرت على موقع "National Interest" اعتبر فيها أنّ "مستقبل السياسة الأميركية في سوريا يبقى علامة استفهام كبيرة".

وبينما أشار الى كلام ترامب بأنّ "الولايات المتحدة ستنتقل الى مرحلة جديدة بعد هزيمة "داعش" في الرقة وتقدم الدعم للقوى المحلية، لفت في الوقت نفسه الى أن" حجم هذا الدعم غير واضح".

وأضاف الكاتب أنّ" مسؤولي "البنتاغون" يستعدون للمرحلة المقبلة من "الحملة ضد "داعش""، بحسب تعبيره، كما تابع بأن" مسؤولي البنتاغون سيدعمون هجوما من قبل ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" لدحر "داعش" من خلال التقدم عبر نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية حيث يتوقع أن يلاقوا القوات العراقية المتقدمة من الجهة المقابلة.

غير أن الكاتب نبّه في الوقت نفسه الى أن" هذه الخطط ربما تعطلت بسبب التقدم السريع للجيش السوري وحزب الله وغيرهم"، مشيراً الى أن" هذه القوات وبدعم جوي روسي قطعوا الطريق المباشر لـ"قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه البوكمال".

وقال الكاتب "إنّ من أبرز التطورات بناء "جسر عائم روسي" مكّن الجيش السوري وحلفاءه من عبور نهر الفرات ومنع "قوات سوريا الديمقراطية" من التقدم على الطريق الواقع على الضفة الشرقية من نهر الفرات"، كما شدّد على أنّ" بناء هذا الجسر يؤشر على الدعم الروسي لمساعي إيران الهادفة الى "تأمين جسر بري يمتد من طهران الى دمشق".

الكاتب شدّد على ضرورة أن تقرر إدارة ترامب الكيفية التي ستتصدى فيها لروسيا في سوريا وكيف ستقوم بما أسماه "احتواء ودحر نفوذ إيران" في سوريا وغيرها من الاماكن.

وبينما أشار الكاتب الى أن" "قوات سوريا الديمقراطية" هي من أقوى القوات العسكرية على الأرض في سوريا"، لفت في المقابل الى أنها" تشكل مشكلة لواشنطن اذ إنّ السكان العرب في الرقة لا يثقون بالأكراد ويخشون من أن الاكراد سيفرضون شكلا جديدا من أشكال الاحتلال.

كذلك ذكّر الكاتب بأن" الدعم الأميركي للقوات الكردية السورية تعارضه تركيا بشدة".

وعقب ذلك، قال الكاتب "إن عمق الدعم الاميركي للاكراد في سوريا غير واضح، وإن "قوات سوريا الديمقراطية" وبينما قد تمثل الخيار الأكثر قابلاً للتطبيق لمنع تعزيز سيطرة ايران والحكومة السورية على شرق سوريا (بحسب تعبير الكاتب)"، نبه من أن "قوات سوريا الديمقراطية" أيضاً قد تقوض العلاقات الأميركية مع تركيا ومع من أسماهم "السنة العرب".

الا أن الكاتب شدّد على ضرورة أن تبقى واشنطن منخرطة في سوريا والعراق بعد هزيمة "داعش" عسكرياً، مع أو من دون "قوات سوريا الديمقراطية"، وقال "إن ذلك هو السبيل الوحيد لمنع عودة "داعش" وتعطيل مساعي إيران الهادفة الى تحويل المنطقة الى وضعية أكثر انسجاماً مع المصالح الايرانية.

2017-11-02