ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: دعم ترامب القويّ لابن سلمان وراء إجراءات الأخير في السعودية

رأى باحثون أميركيون ان السعودية تمر اليوم بمرحلة حساسة جداً وتقف عند مفترق طرق، مشيرين إلى ان عملية توريث السلطة من الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى نجله محمد بن سلمان لن تكون عملية سهلة عندما يحين وقتها.
ولفت صحفيون أميركيون إلى ان حملة الاعتقالات بحق عدد من الامراء السعوديين المعروفين جاءت بعد زيارة قام بها زوج ابنة الرئيس الاميركي وأحد كبار مستشاريه "Jared Kushner"، مؤكدين أن الاخير اجتمع مطولاً مع ابن سلمان من اجل "إعداد استراتيجية".
من جهة اخرى نقل صحفيون أميركيون عن مصادر رسمية اميركية ان ادارة ترامب تتجه نحو تبني سياسة تصعيدية تجاه الصين.
حملة الاعتقالات في السعودية جاءت بعد لقاء محمد بن سلمان مع "Jared Kushner"
وفي التفاصيل، كتب "David Ignatius" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، تناول فيها حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعدد من الشخصيات السعودية البارزة، وقال إن "هذه الاعتقالات اعتبرها عدد من المراقبين العرب انها خطوة جريئة وخطيرة من أجل توطيد سلطة ابن سلمان".
ونقل الكاتب عن احد رجال الاعمال السعوديين ان "ما قام به ابن سلمان يعد مجازفة كبيرة، لأنه يتحدى الأمراء والمؤسسة الدينية الوهابية في آن (بعد قراره السماح للنساء بقيادة السيارات).
وأشار المصدر إلى أن "من بين المعتقلين في الحملة الأخيرة متعب بن عبدالله نجل الملك عبدالله السابق ووزير الحرس الوطني السعودي"، ولفت إلى ان الحرس الوطني يشكل جزءا من توازن القوى داخل العائلة الملكية، وبالتالي فإن ابن سلمان أزال هذا التوازن.
واعتبر الكاتب ان ابن سلمان يفكك نظام الحكم التقليدي في السعودية بشكل متعمد، إذ اختار كسب تأييد الشباب السعودي ويراهن على حشد الشباب الراغبين بدولة سعودية جديدة، مضيفا ان ابن سلمان يأمل ان تدعم المؤسسة الدينية في السعودية حملة الاعتقالات التي استهدفت الامراء الكبار.
وقال الكاتب ان "ابن سلمان تخلص من الشخصيات التي كانت مقربة من الملك عبدالله السابق"، ورأى ان حملة الاعتقالات التي قام بها تشبه "مقاربة انظمة استبدادية مثل الصين"، على حد تعبيره.
ولفت الكاتب إلى أن "ابن سلمان يتخذ خطوات جريئة بسبب الدعم القوي الذي حصل عليه من إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومساعديه المقربين"، وقال : "زيارة "Jared Kushner" ليست صدفة ،اذ يروى ان ابن سلمان و"Kushner" اجتمعا حتى قرابة الرابعة فجراً من اجل إعداد استراتيجية".
السعودية تشهد اكثر المراحل المتقلبة منذ ما يزيد عن نصف قرن
وفي سياق متصل، كتب "Bruce Riedel" مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor"، قال فيها ان "قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز اقالة وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله يهدف إلى التخلص من خصم قوي لولي العهد محمد بن سلمان".
وأضاف الكاتب إن "إقالة متعب هو الجزء الأهم من حملة الاعتقالات الاخيرة بحق عدد من الشخصيات البارزة في السعودية، وان الاعتقالات هذه تشير إلى وجود "معارضة عميقة" لخطط ابن سلمان".
الكاتب ذكّر ان الحرس الوطني السعودي اسسه الملك عبدالله السابق في الخمسينيات الستينيات، مشيرا الى انه "مركز قوة عائلة عبدالله وقبيلة شمّر منذ ما يزيد عن نصف قرن".
وتابع ان التصميم على تعزيز سلطة ابن سلمان يعكس "طموحاً وقلقاً في الوقت نفسه"، مشيراً الى أن "ابن سلمان يدرك ان صعوده الى السلطة اثار غضب العديد من أفراد العائلة الملكية ممن هُمّشوا". ولفت الى ان مراقبين مطلعين على السياسات الداخلية في السعودية يرون ان اعتقال عدد من رجال الدين والمثقفين السعوديين خلال فصل الصيف يدل على وجود توتر داخل السعودية.
ورأى ان لا ضمانات بان عملية التوريث (من الملك سلمان الى نجله محمد بن سلمان) ستكون عملية سلسلة، وأن الاعتقالات الأخيرة تؤكد أن عملية توريث السلطة ستكون أصعب مما أراد الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان.
الكاتب أشار إلى أن السعودية تقف عند مفترق طرق"، لافتا الى الجمود الاقتصادي بسبب أسعار النفط المنخفضة وأن الحرب على اليمن عبارة عن مأزق للرياض". وقال إن "حملة عزل قطر فاشلة وأن نفوذ ايران يتعزز في لبنان وسوريا والعراق، وذلك الى جانب السيناريوهات المبهمة المحتملة لعملية توريث السلطة"، على حد قوله.
وعليه رأى أن السعودية تشهد أكثر الفترات تقلبا في تاريخها منذ ما يزيد عن نصف قرن.
إدارة ترامب تتجه نحو تبني سياسة تصعيدية تجاه الصين
من جهة أخرى، كتب "Josh Rogin" مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها إن "إدارة ترامب ستتبنى سياسة اكثر حدة تجاه الصين، وأن معالم هذه السياسة ستتضح خلال جولته الآسيوية الحالية".
ونقل الكاتب عن مسؤولين أميركيين ان ادارة ترامب أعدت استراتيجية ستحاول فرض الشروط الاميركية على المشهد في منطقة المحيط الهندي والبحر الهادئ للرد على التهديد الذي تشكله "نشاطات الصين على الولايات المتحدة وحلفائها الاقليميين"، على حد تعبيره.
ونقل الكاتب عن مسؤولين وخبراء مقربين من فريق ترامب أن "هذا التطور هو نتيجة تزايد نفوذ الصقور المعادين للصين داخل الإدارة الأميركية".
وأشار الكاتب إلى ان "اجزاء من الاستراتيجية الجديدة التصعيدية تجاه الصين ادخلت على الخطابات التي سيلقيها ترامب في الدول الآسيوية الخمس التي سيزورها"، موضحة أن الرؤية الاشمل لهذه الاستراتيجية سيكشف عنها ترامب في خطابه بمؤتمر التعاون الاقتصادي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ الذي سينعقد في فيتنام".
الكاتب نقل عن مسؤول في البيت الابيض ان "الرسالة الاميركية مفادها ان المصالح الاميركية لا تنفصل عن مصالح اليابان وحلفاء آخرين في منطقة البحر الهندي، وانها تتمحور حول الحديث بصراحة عن التحديات التي تشكلها الصين".
ولفت في الوقت نفسه الى ان ترامب لا يريد اي توتر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال محطته في بيكن، ما يعني أن قيام ترامب بطرح موضوع حقوق الانسان أو ملف كوريا الشمالية خلال لقائه مع الرئيس الصيني امر مستبعد.
ونقل عن مسؤولين اميركيين ان ترامب في الكلمات التي سيلقيها في دول اخرى ضمن جولته الآسيوية، سيتطرق إلى ما اسماه "اعتداء الصين في بحر الصين الجنوبي"، بالإضافة إلى ممارسات الصين في مجال التجارة، فضلا عن ما اسماه الكاتب التزام اميركا بنظام يستند على القواعد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
واشار الى ان الولايات المتحدة ستشارك في اجتماع رباعي لما يسمى "حلفاء المحيط الهادئ" (اليابان والهند واستراليا والولايات المتحدة)، لافتاً إلى ان هذا الاجتماع سيكون الاول من نوعه منذ عدة سنوات.
واوضح ان "هذا التحول في سياسة ترامب تجاه الصين يعود بشكل جزئي إلى مجيء شخصيات اميركية معروفة بعدائها تجاه الصين الى الادارة الاميركية".
كما أشار إلى ان وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" صعد لهجته تجاه الصين مؤخراً، وذلك في خطاب ألقاه الشهر الفائت بمركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية في واشنطن.
ولفت إلى ان الاختبار سيكون في الاسابيع التي ستلي جولة ترامب الآسيوية، إذ سيتم اتخاذ قرارات هامة حول الصين مثل الرسوم الجمركية الاميركية على المعادن الصينية، اضافة الى ما اسماه الكاتب "سرقة الصين للملكية الفكرية".
وتابع ان "هناك إجماعًا داخل ادارة ترامب بتكثيف الضغوط على الصين في المجال الاقتصادي".