ارشيف من :أخبار لبنانية

ارتفاع حدة التصعيد السعودي ضد لبنان.. وعون يستكمل لقاءاته التشاورية على خلفية استقالة الحريري

ارتفاع حدة التصعيد السعودي ضد لبنان.. وعون يستكمل لقاءاته التشاورية على خلفية استقالة الحريري

بقيت مفاجأة استقالة سعد الحريري من من رئاسة الحكومة في صدارة الأخبار التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم في بيروت، لا سيما ما فرضته من لقاءات ومشاورات قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي كان أبرزها امس مع الرئيس نبيه بري.
على صعيد آخر ترتفع وتيرة التصعيد السعودي ضد لبنان، لا سيما تصريحات الوزير ثامر السبهان بأن الحكومة اللبنانية باتت حكومة حرب وأن مملكته ستتعاطى معها على هذا الأساس.

ارتفاع حدة التصعيد السعودي ضد لبنان.. وعون يستكمل لقاءاته التشاورية على خلفية استقالة الحريري

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 07-11-2017


"الأخبار": الملك السعودي: لبنان أعلن الحرب علينا!

«انتهى زمن التمييز بين حزب الله والحكومة اللبنانية». «سوف نتعامل مع الحكومة اللبنانية على أنها حكومة إعلان حرب علينا». «على اللبنانيين أن يختاروا بين السلام وبين الانضمام إلى حزب الله». «المخاطر المترتبة على تصرفات حزب الله سوف تكون وخيمة جداً على لبنان». «المسارات السياسية وغير السياسية متاحة» للتعامل مع «خطر حزب الله».

درجت العادة أن يكرر مسؤولون إسرائيليون هذه العبارات لتوجيه التهديد إلى لبنان. لكنها، أمس، لم تصدر عن مسؤول إسرائيلي، بل عن الوزير السعودي ثامر السبهان الذي قال إن الملك سلمان أبلغ الرئيس سعد الحريري (أمس) «ما تتعرض له المملكة من عدوان على أيدي حزب الله، وتم إبلاغه أن هذه الأعمال تعتبر أعمال إعلان حرب على المملكة من قبل لبنان» وحزب الله. كلام السبهان واضح، وكذلك أهدافه. هو يعلن الحرب على لبنان من جهة، ويريد من الجهة الأخرى حرباً أهلية تحت عنوان أن يواجه اللبنانيون حزب الله.
مجدداً، لا بد من التذكير بأن السبهان لا ينطق باسمه الشخصي، بل يعبّر عن رأي الحكم في الرياض. فيوم أمس أيضاً، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن حزب الله يساهم في إطلاق الصواريخ الإيرانية من اليمن إلى داخل الأراضي السعودية، وهي التهمة نفسها التي وجهها السبهان للحزب.

وبينما يلتزم حزب الله وباقي القوى السياسية الأساسية الهدوء تجاه التهديدات السعودية لحزب الله وللحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، بدأت مجموعة من الإعلاميين والسياسيين في الداخل بتبنّي خطاب التصعيد والتحريض. وفي المعلومات أن السبهان، الذي تولّى منذ أشهر رفع خطاب التحريض على حزب الله، بات يملك شبكةً من المتعاونين، بينهم إعلاميون وسياسيون، هدفهم تبنّي الرواية السعودية لاستقالة الحريري.

ويعمل هؤلاء، على نقل الأزمة من كونها أزمة لبنانية ــ سعودية تجلّت في إجبار الحريري على الانتقال إلى المملكة وإعلان استقالته من هناك، إلى كونها أزمة لبنانية ــ لبنانية داخلية، بإعادة الانقسام السياسي الخطير إلى البلاد إلى مرحلة تشبه فترة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

 

"البناء": استمرار الاعتداءات السعودية على لبنان

استمرّت الاعتداءات السعودية على السيادة اللبنانية، فبعد وضع رئيس الوزراء اللبناني في القيد القسري، صعّد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان من لهجته ضد لبنان، وأشار عبر «تويتر» أمس، الى أن «لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبداً كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب الى دولنا وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام». وأعقب تصريحه بتصريح آخر، قال فيه «إننا سنعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب حزب الله ولن نرضى أن يكون لبنان مشاركاً في حرب على السعودية»، كاشفاً أن «الملك سلمان أبلغ الحريري تفاصيل عدوان حزب الله على السعودية».

كما استمرّ الإعلام السعودي بالتحريض وبث سموم الفتنة، حيث نقلت قناة «العربية» الناطقة باسم النظام السعودي عن مصادر غربية، أنه «تمّ رصد محاولات تشويش تعرّض لها موكب الحريري في بيروت قبل استقالته بأيام»، مدّعية بأن «التشويش على موكب الحريري في بيروت تمّ بأجهزة إيرانية الصنع».

غير أن اللافت هو المعلومات التي تحدّثت عن أن السفير السعودي الجديد في لبنان المعتمد لديها وليد اليعقوب، خلفاً للسفير علي عواض العسيري سيصل الى بيروت خلال الأيام المقبلة بعدما أقسم اليمين أمام الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

"الجمهورية": عون ظلّ على تريثِه ويوسّع لقاءاته اليوم

وتحدثت "الجمهورية" عن الاتصالات التي نشَطت على اكثر من جبهة، وظلّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تريثِه، وقد زاره رئيس مجلس النواب نبيه بري العائد من مصر، مؤكداً انّ التفاهم مع «فخامة الرئيس في الأزمة الراهنة كاملٌ وتامّ ومنجَز». وأيَّد «حرفياً البيان الذي صَدر عن رئاسة الجمهورية في ما يتعلق بالاستقالة، وقال: «بكّير كتير كتير كتير» الحديث عن استقالة أو تأليف حكومة». وقال ردّاً على سؤال: «دستورياً، لا يمكن ان اقول إنّ هناك استقالة جدّية أم لا».

وقال زوّار عون لـ«الجمهورية» إنّه يتريّث في اتّخاذ موقف من استقالة الحريري الى حين عودةِ الاخير الى بيروت، وإنّ هناك مشاورات واسعة يجريها على اكثر من مستوى لتوحيد موقف اللبنانيين بدءاً بتوصيف موحّد للأزمة التي تعيشها البلاد وإنّه ليس في وارد اتّخاذ ايّ خطوة في شأن قبول الاستقالة قبل ان يجتمع بالحريري، وهو امرٌ يتوقعه في الأيام القليلة المقبلة للبحث معه في ظروف استقالته.

ولاحَظ هؤلاء أنّ البيانات الرسمية الصادرة عن القصر الجمهوري ما زالت تتعاطى مع الحريري بإصرار على صفته رئيساً لمجلس الوزراء، وأنّ من يتناوله بغير هذه الصفة لا يلزم أيّاً من المسؤولين اللبنانيين، وذلك في إشارة الى اعتباره عند زيارته امس العاهلَ السعودي على انّه «رئيس وزراء لبنان السابق» .

وعلمت «الجمهورية» انّ عون سيوسّع اليوم لقاءاته السياسية والحزبية، ولهذه الغاية، وُجّهت الدعوات الى رؤساء الجمهورية والحكومات السابقين والى رؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة، وكذلك الى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لزيارة قصر بعبدا في مواعيد تمّ ترتيبها على مدى النهار قبل الظهر وبعده .

وأكّدت مصادر مطلعة انّ عون يَرغب التشاور مع الجميع في التوقعات الخاصة بالمرحلة المقبلة والخطوات التي يمكن اللجوء اليها في ضوء المعطيات المتوافرة لديه بغية توفيرِ إجماع لبناني على كلّ المستويات وأنه لن يتفرّد بأيّ قرار بهذا الحجم.

2017-11-07