ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: حزب الله قادر على ’امتصاص الألم’ أكثر من كيان العدو

الصفحة الأجنبية: حزب الله قادر على ’امتصاص الألم’ أكثر من كيان العدو

رأى مسؤول أميركي رفيع سابق عمل في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن لبنان "أصبح مكشوفاً لمخاطر الخصومة بين إيران والسعودية" بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مؤكداً أن "إسرائيل" ستمتنع من خوض حرب ضد حزب الله خوفاً من رد فعل الحزب واستهدافه مدن الكيان بصواريخه.

وشدد المسؤول على أن حزب الله يملك قدرة أكبر بكثير من كيان العدو على "امتصاص الألم".

وفي سياق متصل، رأى مسؤولون استخباراتيون أميركيون سابقون أن" استقالة الحريري تمثل "مناورة سعودية مفتعلة"، وأعرب صحفيون أميركيون موالون للكيان "الاسرائيلي" عن دعمهم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

ورأى مسؤولون أميركيون سابقون أن قوات المارينز التي استهدفت في لبنان عام 1983 كانت طرفاً في الحرب الأهلية اللبنانية، حيث قامت السفن الحربية الأميركية وقتها بقصف مناطق لبنانية دعماً لحلفاء واشنطن في لبنان.

*حزب الله أكثر قدرة من كيان العدو على امتصاص الألم إذا ما اندلعت الحرب

"Robert Malley" الذي عمل منسقًا للبيت الابيض لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والخليج في إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، كتب مقالة نشرت بمجلة "The Atlanti" رأى فيها أن لبنان شهد تطورات سلبية خلال الاسبوع الفائت.

وتطرق الكاتب الذي يعمل حالياً نائب رئيس القسم السياسي في مجموعة الازمات الدولية والذي يزور بيروت حالياً، الى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ولفت الى أن بيان الاستقالة من الرياض يحمل دلالة، وأن الطريقة التي قرأ فيها الحريري البيان أيضاً فيه دلالة إذ أن الحريري قرأ البيان وكأنه يقرأ حكماً بالسجن صدر بحقه، وفق تعبير الكاتب نفسه.
الكاتب أشار الى أن لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أسبابا للرغبة باستقالة الحريري، وأوضح أن التوتر بين السعودية وإيران يتصاعد وأن ابن سلمان عازم على تصوير إيران بأنها مصدر كل مشاكل المنطقة.
وتابع أن رئاسة الحريري لحكومة تتضمن حزب الله يقوض مقاربة ابن سلمان، إذ ان وجود الحريري في منصب رئاسة الوزراء أعطى انطباعاً أن التعايش مع حزب الله وإيران أمر ممكن، مؤكداً أن استقالة الحريري تأتي لإزالة أي شكوك بهذا الاطار.

وأضاف "Robert Malley" "طُلب إلى الحريري تسلم منصب رئاسة الوزراء قبل عام عندما كان الهدف الاساس حماية لبنان من الخصومة السعودية الايرانية، معتبراً أن لبنان أصبح "معرضًا لخطر" هذه الخصومة"، وانضم الى معسكر أعداء السعودية مع مغادرة الحريري.

ورأى الكاتب أن هذا التطور إضافة الى تطورات أخرى مثل حملة الاعتقالات الاخيرة في السعودية تأخذ الانظار الى الاتجاه نفسه، والذي يتمثل بقيادة سعودية عازمة ومتحمسة للعمل مع الولايات المتحدة ضد إيران.

وقال الكاتب "إن لبنان والمنطقة شهدا مثل هذه الأجواء في الماضي، وإن الفراغ في السلطة في إطار توتر إقليمي ليس بالشيء الجديد بالنسبة للبنان"، لافتاً الى أن الجديد هو "إسرائيل" القلقة بشكل غير عادي"، وقيادة سعودية "متهورة"، الى جانب وجود رئيس أميركي يختلف عن غيره، بحسب تعبير الكاتب نفسه.
وأضاف الكاتب "إن مقاربة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه إيران تشبه الى حد كبير مقاربة ابن سلمان، وهذه المقاربة تقوم على عدم الانخراط الدبلوماسي مع طهران وضرورة خلق ميزان قوة جديد، وبالتالي رجح الكاتب أنّ ترامب سيشجع ابن سلمان أكثر فأكثر على التصعيد بدل أن يقوم بضبطه".

وحول سيناريو الحرب على لبنان، لفت الكاتب الى أن السبب وراء رغبة "إسرائيل" بضرب حزب الله هو السبب ذاته الذي يمنعها من ذلك، والذي يتمثل بإمكانية سقوط وابل من الصواريخ على المدن الصهيونية.

وأشار الى أن" "إسرائيل" تملك قدرة أكبر بكثير على الحاق الألم"، مشدداً على أن حزب الله يملك قدرة أكبر بكثير على "امتصاص" هذا الالم، وهو ما يعني أن أي عملية عسكرية "إسرائيلية" واسعة النطاق تحمل معها خطر أن تصبح مفتوحة الأمد، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

وتابع أن" السعودية تفتقد القدرة على مواجهة إيران عسكرياً بشكل مباشر وعليها أن تأخذ في الحسبان رد إيراني على الأراضي السعودية"، مشيراً الى أن" الطرفين المتخاصمين قد يرغبان بتجنب الدخول بمواجهة حقيقية، لكن لا يمكن لأي منهما تحمل ظهور هذه الرغبة الى العلن".

ولفت الى أن "الحلقة المفقودة هي الدبلوماسية، إذ ان هذه الحلقة غائبة بالكامل بين إيران والسعودية، وكذلك بين إيران والولايات المتحدة، وبين السعودية وحركة "أنصار الله"، معتبراً أن" الشيء الوحيد الذي سيمنع الأطراف من التصعيد هو الخوف من نتائجه".

*استقالة الحريري مناورة سعودية مفتعلة آظهرت منطق وصدق السيد نصرالله

من جهته كتب المسؤول السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "CIA" المدعو "Paul Pillar" مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها إن سيناريو الانهيار في السعودية دائماً ما كان موجوداً، وأن الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد بن سلمان يعززان إمكانية حدوث ذلك.

وقال الكاتب إن الخطوات التي أقدم عليها ابن سلمان، مثل اعتقال عدد من الامراء السعوديين المعروفين، تنتهك المبادئ الاساسية التي تمكنت من خلالها العائلة الملكية السعودية من الامساك بالوضع ومنعه من الانهيار، موضحاً أن نظام الحكم في السعودية دائماً ما كان يقوم على توزيع السلطة بين الفروع المختلفة داخل العائلة الملكية، وخطوات ابن سلمان قضت على هذا النظام.

ولفت الكاتب إلى وجود حالة غضب ومعارضة داخل الاسرة الحاكمة حيال ما قام به ابن سلمان، والى أن أفراد الاسرة الحاكمة قد يتحالفون مع شخصيات أخرى غاضبة من خارج الاسرة، وقد يشكل ذلك وصفة للمزيد من عدم الاستقرار داخل السعودية.

واعتبر الكاتب أن "ابن سلمان يتحرك بسرعة أكبر على مسار انعدام الاستقرار الاقليمي، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هي خطوة سعودية جديدة لزعزعة الاستقرار السياسي في لبنان"، مضيفاً إن إعلان الاستقالة من قبل الحريري كان عمل أدارته السعودية، لقلب الامور ضد حزب الله.

ورأى "Paul Pillar" أن كل ما أنجزته هذه الخطوة السعودية حتى الآن هي أنها أظهرت صدق أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله والذي لاحظ الدور السعودي في الاستقالة، لافتاً الى أن السيد نصرالله ظهر كالرجل المنطقي الذي يريد الاستقرار السياسي في لبنان بدلاً من البحث عن الازمات والمواجهة، على حد قول الكاتب.

أما إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب فقال الكاتب "إنها ليست فقط غافلة حيال ما يجري بل إنها تؤججه، مشيراً الى أن زوج ابنة ترامب المدعو "Jared Kushner" زار السعودية والتقى ابن سلمان قبل أيام فقط من حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي.

وأضاف إن العلاقة الودية بين "Kushner" وابن سلمان هي جزء من علاقة أكبر تتضمن أيضاً ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والسفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، محذراً من أن الولايات المتحدة وفي حال استمرت بسياستها الحالية فسيكون لها ضلوع في زيادة عدم الاستقرار الاقليمي الذي تتسبب به الرياض.

*أميركيون موالون لكيان العدو يعربون عن دعمهم لابن سلمان

في سياق متصل، كتب "Eli Lake" مقالة نشرت على موقع "Bloomberg" اعتبر فيها أن هناك أسبابا تدعو الى التفاؤل بعد حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحق عدد من الشخصيات والامراء السعوديين المعروفين.

وقال الكاتب المعروف بدعمه الكبير للكيان الصهيوني، إن الدعم الذي أعرب عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب لحملة الاعتقالات التي قام بها ابن سلمان لا تتعلق فقط بميول الرئيس الاميركي نحو التودد الى الحكام المستبدين وأن المسألة أكبر من ذلك.

وأوضح الكاتب أن زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" بدأ منذ فترة بتوطيد علاقته الشخصية الخاصة مع ابن سلمان، ونقل عن مسؤولين في إدارة ترامب أن ذلك بدأ خلال الفترة الانتقالية بعدما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية وقبل أن يتسلم الرئاسة".

كما تابع أن" توطيد العلاقة بين الرجلين استمر بعد أن كلف "Kushner" بإعادة إحياء ما يسمى "عملية السلام في الشرق الاوسط"، وأيضاً برعاية "مبادرة محاربة التطرف"، بحسب تعبير الكاتب، التي أعلن عنها في الرياض بشهر آذار/مارس الماضي عندما زار ترامب السعودية.

"Eli Lake" نقل عن مسؤولين حاليين وسابقين بادارة ترامب أن "Kushner" من المؤيدين لاصطفاف الولايات المتحدة مع ابن سلمان، مضيفاً إن "Kushner" هو الذي يقف وراء اختيار ترامب للسعودية كأول زيارة خارجية له كرئيس، ولفت الى أن السبب الرئيس لهذه الزيارة كان التعبير عن الدعم الاميركي "لأجندة إصلاحات ابن سلمان"، وفق تعبير الكاتب.

واعتبر الكاتب أن موقف "Kushner" المؤيد لإبن سلمان هو موقف الصواب.

*إستهداف قوات المارينز في بيروت عام 1983 جاء نتيجة عدم حيادية واشنطن في الحرب الاهلية اللبنانية

كتب الباحث "Lawrence Korb" مقالة نشرتها مجلة "The American Conservative" تطرق فيها الى مراسم إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين للهجوم على ثكنات قوات المارينز في بيروت، وهي المراسم التي أقيمت في الولايات المتحدة وشارك فيها نائب الرئيس الاميركي "Mike Pence" ومستشار الامن القومي "H.R McMaster".

الكاتب الذي كان يعمل مساعد وزير الحرب الاميركي حين حصلت هذه الهجمات في عام 1983، أكد أن ما قاله "Pence" و"McMaster" خلال المناسبة يمثل تشويهاً لحقيقة ما حصل وقتها وأن عدم إيضاح حقيقة ما حصل سيضر بالامن القومي الاميركي أكثر مما سيخدمه.

وأوضح الكاتب أنه وبحسب رواية "Pence" و"McMaster" فإن الهجوم على ثكنات المارينز وعلى ثكنات القوات الفرنسية كانت عبارة عن "نموذج مبكر" لاحداث الحادي عشر من أيلول وأن القوات الاميركية والفرنسية التي استهدفت كانت موجودة في لبنان فقط من أجل أداء مهمة حفظ السلام.

ولفت الكاتب إلى أن النظرة المعمقة حيال ما جرى تكشف أن القوات الاميركية والفرنسية كانت تخوض حرباً ضد حلفاء إيران بالحرب الأهلية اللبنانية عندما وقعت الهجمات.

وتابع الكاتب أنّ" القوات المتعددة الجنسيات التي كانت تشارك فيها القوات الاميركية والفرنسية كان ينظر اليها على أنها قوات حليفة "للميليشيات المسيحية"، بحسب تعبير الكاتب.

وشدد على أن نقطة التحول جاءت عندما قدمت الولايات المتحدة الدعم العسكري عبر سفنها الحربية للجيش اللبناني وقتها "الذي كان مدعومًا اميركياً"، لافتاً الى أن وزارة الخارجية الاميركية و "الـ -CIA" وحتى قائد قوات المارينز حينها المدعو "Timothy Geraghty" كانوا جميعاً يعارضون هذا الدعم الذي قدمته السفن الحربية الاميركية.

وأكد أن المشكلة الحقيقية كانت انحياز الولايات المتحدة مع طرف معين في الحرب الاهلية اللبنانية، وأن الهجوم على ثكنات المارينز في بيروت لا يعني أن لدى الايرانيين أي دور في أحداث الحادي عشر من أيلول، كما حاول أن يوحي كل من "Pence" و"McMaster".

2017-11-09